كتب

*الصراع الأمريكى الصهيونى مع ايران:احتمالات الحرب والتسوية* بقلم*محمد الامين ابوزيد*

بقلم*محمد الامين ابوزيد*

*الصراع الأمريكى الصهيونى مع ايران:احتمالات الحرب والتسوية*
*✒️محمد الامين ابوزيد*
الصراع بين أمريكا وإيران هو صراع معقد متعدد الابعاد تعود جذوره إلى عقود طويلة من التوتر السياسى والايدلوجى
والاقتصادى والعسكرى.
من ابرز ملامحه:
*تاريخيا*: دعمت أمريكا 1953 انقلابا فى ايران
أطاح برئيس الوزراء محمد مصدق وأعاد الشاه إلى الحكم
– فى العام 1979 اندلعت الثورة الإيرانية بقيادة الخمينى وسقوط نظام الشاه الموالى للغرب ماادى إلى انقطاع العلاقات بين البلدين وبروز ازمة احتجاز الرهائن فى السفارة الأمريكية. *دينيا:* تتبنى إيران نظاما دينيا أصولية شيعيا يعتمد ولاية الفقيه يعادى الهيمنة الأمريكية ويعتبر أمريكا الشيطان الأكبر وفى المقابل تعتبر أمريكا إيران دولة راعية للارهاب وتهدد استقرار حلفائها فى الشرق الأوسط.
*أمنيا*:البرنامج النووى الايرانى وخشية أمريكا من تطويره وهذا ابرز أسباب العقوبات والضغوط.
تم توقيع الاتفاق النووى عام 2015 فى عهد الرئيس الديمقراطى اوباما لكن انسحب منه ترامب 2018 الامر الذى اعاد التوتر الامنى بشكل كبير ومتصاعد.
على المستوى الاقليمى تدعم إيران مليشيات مسلحة فى العراق وسوريا ولبنان(حزب الله)واليمن(الحوثيين)
وفى المقابل تدعم امريكا خصوم إيران وتفرض عقوبات وقامت بعمليات عسكرية استخباراتية محدودة مثل اغتيال سليمانى 2020 واغتيال هنية 2024 من قبل الموساد فى قلب طهران.
بالرغم من ان التطورات اللاحقة فى سوريا ولبنان وغزة باتت فى صالح أمريكا واسرائيل وضد إيران إلا أن التوتر الامنى يتسارع وبشكل منفتح على كل الاحتمالات.
*اقتصاديا*:
تستخدم أمريكا العقوبات الاقتصادية كوسيلة ضغط اساسية على إيران وتحاول ايران تجاوز العقوبات عبر التهريب والتحالف مع الصين وروسيا وتوسيع نفوذها فى المنطقة.
*الصراع الصهيونى الايرانى*
من اعقد الصراعات فى الشرق الأوسط وتعود جذوره إلى مجموعة العوامل التاريخية،الدينية،
السياسية والجيوسياسية.
قبل الثورة الايرانية كانت هناك علاقات دبلوماسية وتجارية وكانت ايران واحدة من أوائل الدول التى اعترفت بالكيان الصهيوني وبعد الثورة وتحول إيران إلى جمهورية إسلامية بقيادة الخمينى أصبح الموقف عدائيا وأخذ الخطاب الايدلوجى طابعا صراعيا عقائديا.
دعمت إيران تأسيس حزب الله فى لبنان فى الثمانينيات وتقدم إيران دعما ماليا وعسكريا لحماس والجهاد.
تعتبر إسرائيل امتلاك إيران للسلاح النووى تهديدا وجوديا مادفعها للضغط على المجتمع الدولى ومهاجمة منشآت نووية إيرانية ساعدها فى ذلك تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.
*الصراع العربى الفارسى*
يعود إلى تداخل عوامل معقدة تاريخية وثقافية ودينية وسياسية تمتد جذورها إلى الفتوحات الإسلامية فى القرن السابع فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب لبلاد فارس(الدولة الساسانية)إذ نظركثير من الفرس لهذه الفتوحات كاذلال حضارى رغم اعتناقهم الإسلام.حيث ظل هناك نوعا من التنافس الحضارى بين الهوية العربية والهوية الفارسية مازال يلقى بظلاله فى مجريات الصراع.
اما البعد الدينى يتمثل فى ان ايران أصبحت مركزا رئيسيا للمذهب الشيعى منذ القرن السادس عشر(عهد الصفويين)بينما الغالبية العربية سنة هذا أدى الى توتر مذهبى ساهم فى تغذية الصراع لاسيما فى دول المشرق العربى.
من جانب آخر بدأت إيران بعد الثورة فكرة تصدير الثورة إلى الدول العربية.
تسمية الخليج تعكس توترا قوميا محل خلاف كبير إذ يصر الفرس على تسميته بالخليج الفارسى حتى انتصر الاسم العربى.
تعتبر الحرب العراقية-الإيرانية 1980-1988 من أبرز الحلقات فى الصراع العربى الفارسى انتهت بانتصار العراق وهزيمة العدوان التوسعى الشعوبى الفارسى وعمقت الهوية القومية العربية مقابل الهوية الفارسية واعادت رسم التحالفات الإقليمية إذ دعمت معظم الدول العربية العراق باعتباره مدافعا عن البوابة الشرفية للأمة العربية.
كشفت فضيحة إيران-غيت مدى عدم صدقية ومبدئية إيران فى موقفها من الكيان الصهيونى هذا بالنظر إلى البعد التاريخى الذى يدعم فرضية عدم خوض الفرس أى مواجهة مع اليهود.
لعبت ايران دورا مخزيا فى العدوان على العراق حتى احتلاله 2003 وزادت بعد ذلك من تدخلاتها فى المنطقة لاسيما فى الدول ذات الوجود الشيعى(العراق،سوريا،لبنان،اليمن)وهو ما يعتبر امتدادا للهيمنة الفارسية.
*احتمالات نشوب الحرب ضد ايران*
احتمالات نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل ضد ايران وارد لكنه ليس مرتفعا جدا فى الوقت الحالى،نظرا للتوازنات المعقدة في المنطقة والمصالح الدولية المتشابكة ولكن تبقى عوامل اندلاع الحرب متوفرة اهمها:
-التوترات الحالية هناك تصعيد كبير فى التوتر حيث تظهر ايران إستعداد للرد بقوة واسرائيل من جهتها لا تتردد فى القيام بعمليات استباقية.
-الولايات المتحدة تتجنب الانخراط فى حرب شاملة جديدة ولكنها فى نفس الوقت ملتزمة بأمن وحماية إسرائيل حالة هجوم كبير ستتدخل بشكل مباشر.
-حسابات ايران تدرك أن الدخول فى حرب مفتوحة مع أمريكا واسرائيل سيسبب لها دمارا اقتصاديا وعسكريا لكنها تستخدم وكلائها فى المنطقة للضغط دون الدخول فى مواجهة.
-امتلاك الاطراف لقدرة ردع متبادل يجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل بدء الحرب.
-أمريكا وإسرائيل تعملان على تفكيك تيارات المقاومة المدعومة ايرانيا فى غزة ولبنان وسوريا واليمن للضغط على ايران لتقديم التنازلات.
مع ذلك تبقى هناك فرص محتملة للتسوية أهمها:
-تسوية عبر المفاوضات النووية وهذا يعتمد
على تنازلات متبادلة وضمانات أمنية.
-تفاهمات إقليمية بوساطة دولية مثل الصين وروسيا وأوروبا قد يخلق نوعا من التهدئة.
-تغيير فى القيادة السياسية فى أحد الأطراف قد يؤدى لسياسات أكثر مرونة.
-تصعيد عسكرى ينتهى بتسوية محتملة.قد يحدث تصعيد عسكرى هجوم أو حرب قصيرة المدى يفرض على الأطراف البحث عن تسوية تحت الخسائر.
-ربما تحدث تهدئة طويلة الأمد بدون اتفاق رسمى مع استمرار الوضع الحالى من التوترات المنضبطة.
تبقى الاحتمالات متساوية كلها فى فرص التحقق سلما وحربا فى وضع دولى واقليمى متحرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب