مقالات

الفكر القومي العربي والنهضة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

الفكر القومي العربي والنهضة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
تريد هذه المقاربة أن ترى النهضة العربية من منظور الفكر القومي،في مدرسته البعثية،إذا جاز هذا التعبير،والمقاربة مالكة مسوغاتها،مما يراه هذا الفكر لمفهوم الحضارة والتقدم الحضاري للأمة العربيه،فهو يرى النهضة العربية،من خلال دورها الحضاري،ومهام هذا الدور في إيصال رسالة الأمة العربية الخالدة، إلى الأمم والشعوب في هذه المعمورة،وخاصة الشعوب التي تعاني التخلف،وانعدام المساواة والعدل الاجتماعي،وقبل كل هذا حرية الإنسان بوصفها اللازمة الإنسانية للحضارة التي يراها فكر البعث.
والفكر القومي إذ يرى النهضة العربية،بعين الدور الحضاري ورسالته الخالده،فهو يراها أساساً من مفهومه للقومية العربية عندما قال إن الفكرة العربية هي القومية العربية،وهي في هذه الحالة بديهية خالدة،وقدر الشعب العربي المحبب إلى وعيه ووجدانه،لأنها في حقيقتها القومية” حب قبل كل شيء “
وعندما يربط الفكر القومي العربي بين القومية والعروبة،لأنّ القومية بشكل عام فيها الشروط الأوليّة لكل قومية،أمّا عربية ففيها التطور الخاص بالأمة العربية ومامرت به غداة الإسلام من قفزة نوعية في ثقافتها ومهاما ودورها الحضاري الإنساني،فالتجديد لازمها بفضائل الإسلام الذي اصبح رسالة لكل شعوب العالم.
ومادامت النهضة العربية مرتبطة ومتلازمة مع دورها الحضاري فهو يراها في حقائق الوحدة العربية،لأن في الوحدة العربية لازمة وشرطاً من شروط النهضة العربية،ولماذا هذه النظرة البعثية إلى دور الوحدة وشرط الشروط برأيه في بلوغ النهضة العربية التي يطمح إليها ويردها البعث في نضاله الوحدوي؟
وحقائق الوحدة العربية تشكل محددات رئيسية للنهضة،وأول هذه المحددات،نظرته لمساحة الوطن العربي ،إنطلاقاً من عروبة الحغرافيا،التي تقول إن القطر العربي الواحد لايتسع،ولاسيما لوحده محدداً للنهضة العربية،كما أن عدد السكان يشكل المحدد الثاني للنهضة،في حين أن القطر الواحد لايوفر هذا المحدد،والمحدد الثالث للنهضة هو الثروات المادية بكل صنوفها وتنوعها،وعروبة الجغرافيا العربية،هي المالكة لهذه الثروات.
إذا ؛قضية النهضة العربية،من منظور فكر البعث،هي قضية قومية بامتياز،فإذا قلت في النهضة العربية،فإن عينك لابد أن تصوبها مباشرة للوحدة العربية،فهي مشكلة المشاكل في حقائق الثورة القومية.وهي التعبير العملي لهذه الثورة،التي تسكنها الثورة الاجتماعية،والثورة الثقافية.وما قالته المقاربة عن النهضة في الفكر القومي،تأتي أولوياته من خلال دور الوحدة كمحدد رئيس للنهضة العربية،وعلى هذا الأساس جاء طرحه الثوري الانقلابي للوحدة بوصفه المحدد والشرط للنهضة،بل إن معركة الوحدة العربية،هي معركة النهضة
ثم تسأل المقاربة أليست النهضة العربية حالة ثورية تستنهض كل البناء الاجتماعي العربي،في أبعاده الحهوية المحلية والوطنية والقومية.وفي المقدمة الإنسان العربي الذي يمثل الثروة البشرية،وأحد أركان ومحددات النهضة،ثم أليس الإنسان العربي مبتداً النهضة العربية وخبرها؟ومادامت الثورات خلال تاريخها الطويل،كان لها رسالات،فإن الحضارة العربية،حالة ثورية ولها رسالتها الخالدة،المقرونة بدور حضاري *.
*كان بودي أن أفصل في مواضع الحضارة،من منظور الفكر القومي العربي الذي يريد أن يقدم مفهوم الحضارة بشكل عام،والحضارة العربية بشكل خاص،وأن أزيد العلاقة بين الحضارة والثورة،حتى نأتي إلى تفرد الحضارة العربية بخصائص تمليها عليه،عروبة الجغرافيا العربية،التي أملت هذه الخصائص ونهضت بالفكرة العربية،لتكون في كل حالاتها القومية العربية.
وإذا كان تاريخ الحضارات يقول بالمشتركات بين الحضارات،فإنه قال أيضاً بخصائص للحضارة العربية،كونها
حاملة لرسالة خالدة تريد بها خلق إنسانية مشتركة بين الأمم.”
ولكن نظري المتعب أفقدني هذه الرغبة الواجب.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب