منوعات

مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ : المفاوضات الأمريكيّة-الإيرانيّة حققت تقدمًا كبيرًا والاتفاق بات قريبا ونتنياهو لن يُهاجِم إيران دون موافقةٍ أمريكيّة

مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ : المفاوضات الأمريكيّة-الإيرانيّة حققت تقدمًا كبيرًا والاتفاق بات قريبا ونتنياهو لن يُهاجِم إيران دون موافقةٍ أمريكيّة

القدس المحتلة /

كشف مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ سابقٌ ليلة أمس الثلاثاء النقاب عن أنّ المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران حققت تقدمًا كبيرًا للغاية نحو التوصل لاتفاقٍ بينهما حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وقال رئيس قسم العمليات السابق في جهاز الموساد، زوهار بالطي، في حديثٍ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ الجانبيْن الأمريكيّ والإيرانيّ وصلا إلى مرحلةٍ متقدمةٍ في المفاوضات، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الوفديْن المتفاوضيْن قاما بتبادل مسودات للاتفاق النهائيّ بيهما، الأمر الذي يُجمِّد الخيار العسكريّ، على حدّ تعبيره.
وجديرٌ بالذكر، إنّه في الأسبوع الماضي وبعد أنْ انفردت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة بنشر خبرٍ مفاده أنّ واشنطن منعت تل أبيب من مهاجمة المواقع النوويّة الإيرانيّة، حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عبر تسريباتٍ للصحافة المحليّة والعالميّة، إقناع العالم بأنّ دولة الاحتلال لن تتوانى عن توجيه الضربة العسكريّة لإيران، بيد أنّ هذه التسريبات قوبلت بعدم مصداقيةٍ كاملةٍ في الكيان وخارجه، حيُ أجمع المحللون المختّصون على أنّ إسرائيل لن تجرؤ على القيام بأيّ عمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ دون الضوء الأخضر الأمريكيّ ومساعدة واشنطن اللوجستيّة والعسكريّة في تنفيذها.

في غضون ذلك، تتزايد التقديرات الاسرائيليّة بأنّ الاتفاق النوويّ الأمريكيّ الإيرانيّ أقرب من أيّ وقتٍ مضى، والآن بالذات، تحتاج إسرائيل التي تظل أيديها مُقيّدة في ما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.
وفي هذا السياق أكّد اللواء بالاحتياط تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أنّ “هذا هو الوقت المناسب لوضع كلّ الخلاف والانقسام داخل إسرائيل خارج السياج العسكريّ، لأنّ المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في يناير، وقدم فيها نفسه كرئيس سلام”.
وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع (WALLA) العبريّ أنّ المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلاً: “حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أنْ تبقى عند نفس النقطة، وسيتعيَّن على إيران أنْ تكون خاليةً من القدرات النووية التي تهددها”، طبقًا لأقواله.

وأشار إلى أنّه “بصرف النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأمريكيّ-الإيرانيّ، فسوف يتعيَّن تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب لدولةٍ ثالثةٍ خاضعةٍ للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقيّ على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، بجانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقويّ”، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد الجنرال الإسرائيليّ أنّه “سواءً استمرت العملية ستة أسابيع أوْ أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربّما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا، فإنّه يجب على إسرائيل أنْ تكون مستعدةً وجاهزةً”.
وشدّدّ على أنّ “الإعلان الاسرائيليّ خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أنّ التقرير المسرّب يخدم فعليًا المصلحة الأمريكية في المفاوضات مع إيران”.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، لفت الجنرال إلى أنّه من “الأكيد أنّه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أيّ هجومٍ أوْ تحركٍ ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل (نموذج ليبيا) الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف للتوضيح أنّه غير مطروح على الطاولة، وتركيز جهوده مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها في ما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، والدفاعية والهجومية”.
وأوضح أنّ “المفاوضات التي تقوم بها واشنطن مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكلٍ مباشرٍ، منها: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريّة، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية”.
واختتم قائلاً إنّ “العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيليّ أوْ أيٍّ من الأجهزة الأمنية الأخرى، مما يستدعي وضع كلّ الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلّا فإنّ إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عددًا من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغييرٍ كبيرٍ في منطقة الشرق الأوسط بأكملها”، على حدّ تعبير اللواء الإسرائيليّ.
يُشار إلى أنّ نتنياهو بدأ بتهديد إيران منذ العام 2000، أيْ قبل حوالي 25 عامًا، ولم يُخرِج تهديداته إلى حيّز التنفيذ، تارة مع الولايات المُتحدّة ومرّةً لوحدها، وحتى اللحظة ما زال التهديد حبرًا على ورقٍ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب