رئيسيالافتتاحيه

متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحت الاحتلال: من الإجماع الوطني إلى الشراكة العربية والدعم الدولي

متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحت الاحتلال: من الإجماع الوطني إلى الشراكة العربية والدعم الدولي

بقلم: رئيس تحرير صوت العروبه 

إن أي خطوة فلسطينية باتجاه إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحت الاحتلال يجب أن تقوم على أسس سياسية وقانونية متينة، وأن تحظى بغطاء وطني وعربي ودولي يضمن قوتها وفاعليتها، ويحميها من مخاطر العزلة أو الإجراءات المضادة.

أولاً – البعد الوطني

الانتقال من مرحلة السلطة الفلسطينية – بوصفها كياناً انتقالياً – إلى الدولة الفلسطينية المستقلة تحت الاحتلال، يتطلب حواراً وطنياً شاملاً يضم جميع القوى والفصائل ومكونات المجتمع المدني، بهدف الوصول إلى إجماع وطني على رؤية موحدة. هذه الرؤية ينبغي أن تشمل:

إعادة هيكلة مؤسسات الحكم لتكون مؤهلة لإدارة الدولة الحديثة.

توحيد المرجعية السياسية والتمثيلية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

صياغة استراتيجية وطنية قادرة على إدارة شؤون الدولة والحفاظ على استمرارية الخدمات، وتعزيز مقومات الصمود في ظل واقع الاحتلال.

ثانياً – البعد العربي والإقليمي

يكتسب الإعلان زخماً مضاعفاً حين يحظى بدعم عربي شامل، يستند إلى المبادرة العربية للسلام لعام 2002، ومخرجات القمم العربية المتعاقبة، ومؤتمر نيويورك 2025 الذي أعاد التأكيد على الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.

كما أن الحاضنة الإقليمية، عبر التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، وحركة عدم الانحياز، تمثل بعداً استراتيجياً يضمن توفير عمق سياسي ودبلوماسي يدعم الموقف الفلسطيني ويعزز حضوره في المحافل الدولية.

ثالثاً – البعد الدولي

تستند الخطوة إلى قاعدة صلبة من الشرعية الدولية، وفق قرارات الأمم المتحدة، ومنها:

القرار 181 (1947) الخاص بالتقسيم .

القرار 242 (1967) الذي يؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة

القرار 338 (1973) الداعي لتنفيذ القرار 242.

القرار 3236 (1974) الذي يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال الوطني.

القرار 67/19 (2012) الذي منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة

إن الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة تحت الاحتلال لا يُسقط مسؤولية المجتمع الدولي عن إنهاء الاحتلال، بل يعزز المطالبة بترجمة الالتزامات الدولية إلى خطوات عملية، وفق رؤية حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

خاتمة

حين تستوفي الخطوة الفلسطينية هذه الأبعاد الوطنية والعربية والدولية، فإنها تتحول من مجرد إعلان سياسي إلى محطة مفصلية في مسيرة النضال الفلسطيني، وركيزة في أي تسوية عادلة وشاملة للصراع، بما يعزز فرص تحقيق السلام على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

الهوامش:

[^1]: المادة 7 من الميثاق الوطني الفلسطيني المعدّل تؤكد أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

[^2]: مبادرة السلام العربية، قمة بيروت، 28 آذار/مارس 2002.

[^3]: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، الصادر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947.

[^4]: قرار مجلس الأمن رقم 242، الصادر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1967.

[^5]: قرار مجلس الأمن رقم 338، الصادر في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1973.

[^6]: قرار الجمعية العامة رقم 3236، الصادر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1974.

[^7]: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19، الصادر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب