مسؤول إسرائيلي يهاجم وزيرا بريطانيا بسبب مطالبته بالتحقيق في مقتل المسعفين الفلسطينيين

مسؤول إسرائيلي يهاجم وزيرا بريطانيا بسبب مطالبته بالتحقيق في مقتل المسعفين الفلسطينيين
إبراهيم درويش
نشر موقع “ميدل إيست آي” في لندن تقريرا أعده عمران ملا، أشار فيه إلى هجوم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، على وزير بريطاني دعا إلى فتح تحقيق في مقتل المسعفين الفلسطينيين، الشهر الماضي. واتهم المتحدث على ما يبدو وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والنائب العمالي، هاميش فالكونر، بتهمة “فرية الدم”، لأنه أشار لتورط إسرائيل بقتل المسعفين الفلسطينيين.
وقال فالكونر: “بعد اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة على منشآت الأمم المتحدة في غزة، يجب عليها التحقيق في جميع الهجمات التي أودت بحياة عمال الإغاثة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان عدم تكرار ذلك”.
وبعد ساعات، شارك أورين مارمورستين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، منشور الوزير البريطاني، وقال: “إسرائيل لا تستهدف عمال الإغاثة أبدا. إسرائيل تستهدف الإرهابيين فقط، وأي تلميح آخر هو فرية دم ويجب التراجع عنه” وافتراء واضح.
كان الجيش الإسرائيلي قد اعترف في وقت سابق من هذا الأسبوع بمسؤوليته عن قتل مارين فاليف مارينوف، الموظف البلغاري في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس)
ونصح فالكونر بـ”فحص التحقيقات وإجراءات المحاسبة في حالات كانت فيها بريطانيا مسؤولة عن مقتل المدنيين خلال الحروب، ونأمل أن تتطابق مستويات المحاسبة مع مستويات إسرائيل”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف في وقت سابق من هذا الأسبوع بمسؤوليته عن قتل مارين فاليف مارينوف، الموظف البلغاري في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس)، بنيران دبابة الشهر الماضي. وقد توفي مارينوف في مجمع للأمم المتحدة بدير البلح في غزة في 19 آذار/ مارس.
وفي البداية، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه لم يهاجم المنشأة، لكنه أقر، بعد تحقيق، يوم الخميس بأن قواته قتلت مارينوف. وقال الجيش إن قواته استنتجت خطأ أن مبنى الأمم المتحدة يضم “وجودا للعدو”. ويبدو أن فالكونر أشار إلى هذه الحادثة في بيانه يوم السبت.
وهاجمت إسرائيل وقتلت أكثر من 400 عامل في مجال الإغاثة منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك حسب الأمم المتحدة. وكشف تحقيق لصحيفة “الغارديان” في شباط/فبراير من هذا العام أن أكثر من 1,000 عامل في المجال الطبي قتلوا في القطاع المحاصر، قبل كانون الثاني/يناير من هذا العام. ولم يرد فالكونر على طلب المتحدث الإسرائيلي للتراجع عن بيانه. وتعتبر الحادثة، الأخيرة في سلسلة من الخلاف الثانوي بين بريطانيا وحكومة إسرائيل. ففي وقت سابق من هذا الشهر، منعت السلطات الإسرائيلية النائبين العماليين ابتسام محمد ويوان يانغ من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة بدعوى نيتهما في “نشر خطاب الكراهية”.
وقد أثارت هذه الخطوة إدانة شديدة من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. وفي الشهر الماضي، انتقدت عائلة عامل إغاثة بريطاني قتل في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في غزة، الحكومة البريطانية لرفضها الكشف عن معلومات حول الهجوم جمعتها طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وكان جيمس كيربي، وهو جندي سابق في الجيش البريطاني يبلغ من العمر 47 عاما، يعمل في غزة لصالح منظمة “المطبخ المركزي العالمي” أو (وورلد سنترال كيتشن) عندما قتل في نيسان/ أبريل الماضي في هجوم إسرائيلي استهدف قافلة مساعدات مكونة من ثلاث سيارات. وقد لقي حتفه إلى جانب عدد من الأشخاص الآخرين، من بينهم اثنان من قدامى المحاربين البريطانيين.
هاجمت إسرائيل وقتلت أكثر من 400 عامل في مجال الإغاثة منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك حسب الأمم المتحدة
وقالت وزارة الدفاع البريطانية لصحيفة “التايمز” إنها حصلت على لقطات من طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كانت تحلق فوق غزة في محاولة لتحديد مكان أسرى إسرائيليين يوم الغارة. ورفضت وزارة الدفاع الكشف عن اللقطات، متذرعة بأمور تتعلق بالأمن القومي والدفاع.
وفي مقابلة مع صحيفة “التايمز” تساءلت عائلة كيربي عن سبب عدم السماح لهم بالاطلاع على ما تم تصويره.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ادعى في البداية أن مقتل عمال الإغاثة البريطانيين في نيسان/ أبريل الماضي كان “غير متعمد”. وفي وقت لاحق، فصل الجيش الإسرائيلي ضابطين ووبخ قائدين كبيرين، قائلا إن مشغل طائرة بدون طيار استهدف القافلة عن طريق الخطأ.
لكن عائلة كيربي انتقدت تحقيق الجيش ووصفته بأنه عملية “تبييض” ودعت إلى تحقيق مستقل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لموقع “ميدل إيست آي” الشهر الماضي بأن رحلات المراقبة فوق غزة “غير مسلحة، وليس لها دور قتالي، وتركز فقط على تأمين إطلاق سراح الأسرى”. وأضاف: “تتحكم بريطانيا في المعلومات التي تجمع، ولا تجمع إلا المعلومات المتعلقة بإنقاذ الأسرى إلى السلطات الإسرائيلية المختصة. ولا ننقل المعلومات إلا عندما نكون مقتنعين بأنها ستستخدم وفقا للقانون الإنساني الدولي”.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها يوم السبت بأن حرب إسرائيل على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 51,495 فلسطينيا منذ الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأضافت الوزارة أن ما لا يقل عن 2,062 فلسطينيا قتلوا وجرح 5,375 منذ أن خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس.
– “القدس العربي”: