مقالات

 آراء وافكار ورؤية للحوار الجاري بين السلطة وقسد بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

 آراء وافكار ورؤية للحوار الجاري بين السلطة وقسد
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
خلال العام الدراسي 1976-1977،لاحظت خلال تدريسي مادةً الأنثروبولوجيا في المدرج الخامس،في مبنى كلية الآداب الرئيس،وجود بعض الطلاب من يتضايق من محاضراتي،خلال تعريجي على قضايا عربية مصيرية،أو تناولي ظاهرة ثقافية،عادات تقاليد ،أدب شعبي،أمثال،حكم،تراث،فلكلور،من المجتمع العربي السوري،وأعممها،أو أنقلها إلى الأقطار العربية،بحثاً عن المشتركات،أو قل وحدة الثقافة العربية،بمعناها ومضامينها،من وجهة نظر الأنثروبولوجيا الثقافية.أقول،إلى أن جاءني أحد الطلاب،وهو كردي وتزوج فيمابعد شابة فلسطينية،وأظن أنه رحل إلى ألمانيا،وقال :
-يادكتور كل الطلبة يحبونك،وأنت تشوقنا لمحاضراتك،ولكن أنت بس شوي قومي زيادة.
-وأجبته وهل من العيب أن أكون قومياً عربياً،والرسول العربي قال لنا:من أحب العرب أحبنا،والطالب على فكرة متدين، وهذا القول غيب من الشعوبية الدينية.وسألته،قائلاً :أنت صادق وتجيب بصدق وصراحة؛’:هل نقول القامشلي،أم قامشلو،والأكراد ينطقونها قامشلو على أساس أنها كردية،فقال:”قامشلو”
التفت إليه وأنا خلف مكتبي وقلت له لماذا أنت قومي كردي وتعيب علي أنني قومي عربي.
كان ينتظره أحد الطلاب الأكراد،اشقر اللون،ولايجيد العربية،وكان هذا الشاب الكردي التركي لايطيق محادثتي.
عن سؤال لماذا هذا الكلام-المقدمة،لأقول أن هذه الظاهرة الواقعة دعتني أن اقترح رحلة طلابية استطلاعية إلى شمال سوريا لتفحص الوضع هناك،ومحاولة قراءة البنية السكانيةومكوناتها الثقافية العرقية-إذا جاز لنا القول في الجنس-وتمت الرحلة في ربيع ذلك العام،وكان معنا في الرحلة،الدكتور أحمد درغام،والدكتور نايف بلوز وحرمه،ولا أذكر جيداً ما إذا كان معنا الدكتور طيب تيزيني،وللحقيقة والتاريخ أن الخط الأخضر كما كان يسميه النظام انذاك،إو الخط العربي الفاصل بين الأراضي السورية والتركية/الكردية!حملني الهموم في مسألة الهجرة السرية المخطط لها لإغراق شمال سوريا بالأكراد الأتراك،بعد أن ضاقت بهم مواقف
الحكومة التركية،فصار البحث عن الوطن الذي يؤسس لقاعدةقتالية ضدّ تركيا.
وفي الرحلة الاستطلاعية تبين لي في مدينة الثورة،وبقية المناطق التي زرناها،أن هناك هجرة سرية كردية تركية إلى المدن السورية،وخاصة بعد أن أخبرني أحد طلابي من دير الزور،أن عملية تهريب أكراد من تركية سائرة على قدم وساق،وأن هناك جهة كردية،تدفع لعناصر الأمن أو حراس الحدود 100$ دولار أمريكي،أقل أو أكثر،مقابل تهريب واحد أو أكثر من أكراد تركيا،ومنهم من يتوزع في المدن السورية الجنوبية،وخاصة دمشق.
وفي أعقاب هذه الرحلة الاستطلاعية قررت أن أزور حي الأكراد في دمشق،وأن استطلع مقاهي دمشق وجرمانا بحثاً عن عمالة كردية مسربة،ووجدت العديد من الشباب الكرد بدون هوية-مصطلح كنت أسمعه من الشباب الكرد-وبعد أحداث الانتفاضة الشعبية في سوريا،سنة 2011 بفترة وجدت من هولاء من هاجر إلى ألمانيا، لأكثر من واحد ممن كان يعمل في مقهى الكمال.
كثيرة هي الأسئلة التي تطرح على مكونات “قسد” وأصولهم وجذورهم،والظرف التاريخي السوري الذي تشكلت فيه هذه القوة العسكرية،ومراميها في مشروع قومي كردي في شمال سوريا،وتعامل النظام الفاشي الذي انقضى معهم،وما إذا كانت تدخلاته مداً وجذراً،يدخل في نهاياته،في مشروع دولة قومية
كردية في شمال سوريا،وداخل الخط الأخضر/العربي.ثم وجود قاعدة عسكرية أمريكية بمهام صهيونية،والتي تسعى لإقامة كيانات ثقافية عرقية تحمل مواصفات وخصائص ودور ومهام الكيان الصهيونبة في تفتيت وشرذمة الوطن العربي،انطلاقاً منالمناطق الرخوة،على حد تعبير الفكر الصهيوني.
وبقيت ملاحظة،علي أن أسجلها،دفعاً لرميي بقول،إنني ضد الأكراد وعنصري،كما أطلقها علي الطالب الكردي التركي.فأنا مع نيل الشعب الكردي حقه في إقامة دولة أمة كردية في الأراضي والموطن الكردي التاريخي المعروف بحدوده وجغرافيته الكردية،وأن لايكون هذا الوطن قاعدة للاعتداء والتامر على الأمة العربية،من منفذ سوريا والعراق،ومن يريد التأكد من ذلك عليه العودة إلى وجود في العراق طالبا ولاجئاًسياسياً،
وحول الرأي والرأي الآخر حول مايجري من نقاش بين العهد الجديد في سوريا وقسد،أتمنى أن تُطرح قضية مصيرية سورية عربية،دراسة للبنية السكانية للقوة العسكرية القسدية،من خلال العودة إلى تاريخ وجودهم في الشمال السوري،من تاريخ طرح مشروع الخط الأخضر/العربي،وذلك للفصل بين حق قدامى الأكراد في سوريا،وهم جزء أصيل ومكون أساس للبناء الاجتماعي العربي السوري،
د- عزالدين حسن الدياب
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب