ثقافة وفنون

جدل حول الدعم المرصود للمهرجانات السينمائية في المغرب

جدل حول الدعم المرصود للمهرجانات السينمائية في المغرب

عبد العزيز بنعبو

الرباط – تثير سياسة الدعم التي تنتهجها المؤسسات المغربية الرسمية، لقطاع الثقافة، لا سيما في المجال السينمائي، نقاشات متعددة، حول مدى مساهمتها في النهوض بالفن السابع واستقطاب جمهور أوسع نحو الإنتاجات الفيلمية، ودور الدعم نفسه في تعزيز التنمية الثقافية. كما يطرح عدد من المهنيين تساؤلات حول محدودية الغلاف المالي المرصود، وآليات توزيع المنح، ومدى تلبيتها لحاجات المهرجانات خاصة في المناطق المهمشة، حيث يرون أن الدعم المتاح لا يزال دون المستوى المطلوب لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وكشف المركز السينمائي المغربي عن المهرجانات السينمائية التي قررت اللجنة المكلفة دعمها وبلغ عددها 29 مهرجانا وتظاهرة بملغ 6 ملايين و770 ألف درهم (713375 دولارا)، وذلك بعدما قامت بدراسة 31 ملف طلب كما استقبلت منظمي المهرجانات والتظاهرات الذين عرضوا مشاريع مهرجاناتهم ورافعوا حولها.
واختلفت مبالغ الدعم المخصصة لكل مهرجان على حدة باختلاف تصنيفها بين فئات (أ) و(ب) و(ج)، وهو ما يطرح تحديات، وفق عبد السلام دخان المدير الفني لـ «مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بآيت ملول» الذي نال دعم اللجنة.
وأشار المتحدث في تصريح لـ»القدس العربي» إلى أن «مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير في أيت ملول» يعد «حدثا ثقافيا مميزا في إقليم إنزكان أيت ملول، الذي يفتقر إلى دور السينما، مما يجعل هذا المهرجان فرصة هامة لفتح آفاق الجمهور على تجارب سينمائية دولية».
وأبرز عبد السلام دخان أن المهرجان الذي يشرف على إدارته الفنية، تجري إدارته «بأسلوب احترافي يعكس رؤية فنية واضحة، مع التركيز على التكوين المستدام على مدار السنة، وعرض أفلام روائية ووثائقية قصيرة. كما يعزز التفكير النقدي الأكاديمي في المجال السينمائي ويعكس الهوية البصرية المغربية الأمازيغية المميزة، مما يساهم في إبراز تنوع الثقافة المغربية ويؤكد على خصوصية سوس العريقة. وبالتالي، يصبح المهرجان نقطة التقاء بين الثقافة المحلية والتجارب العالمية، مما يعزز من دوره في إثراء الساحة السينمائية».
وفي رأي المتحدث، فإنه «رغم الجهود المستمرة التي يبذلها المهرجان منذ سنوات، فإن الدعم المالي المقدم له لا يتناسب مع تاريخه وطموحاته». وأكد أن «هذا النقص في الدعم يقيد قدرة المهرجان على التطور والنمو والتكوين، مما يعيق تحقيق أهدافه المستقبلية».
وتابع قائلا «إذا كانت المهرجانات السينمائية تُعد منصات أساسية لترويج السينما المغربية والعربية وتبادل الخبرات، فإن الدعم المحدود من المركز السينمائي يبقى حجر عثرة أمام تطور هذا القطاع».
وشدد على ضرورة إعادة النظر في آليات الدعم، لتتواكب مع التطورات المتسارعة في مجال الثقافة السينمائية، داعيا إلى خلق سوق داخلي يعزز من الصناعة السينمائية المحلية.
وشدد المدير الفني لمهرجان سوس للفيلم القصير، على أن مراجعة معايير تصنيف المهرجانات السينمائية تصبح أمرا أساسيا، لأن المهرجانات تُصنف حاليا إلى فئات (أ) و(ب) و(ج)، وهو «تصنيف من الضروري مراجعته بناء على حجم الأنشطة والتأثير. مع ضرورة تحسين الرقابة وتنقيح القوانين لتوفير بيئة من التنظيم الجاد، مع ضمان الحفاظ على حق الجميع في تنظيم الفعاليات السينمائية».
وفيما يتعلق بالتمويل، يرى دخان أنه «لا يتماشى مع الارتفاع الكبير في تكاليف تجهيز المهرجانات، مما يستدعي تعديل شروط وآليات الدعم لتكون أكثر وضوحا، خاصة عبر تبني دفتر تحملات مفصل. وفي هذا السياق، يُعد إعادة تقييم طريقة تدبير ملف الدعم ضرورة ملحة».
واقترح تنظيم مناظرة وطنية لمناقشة التحديات الراهنة للدعم وسبل تحسين الوضع، لأن ذلك «سيسهم في تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بتفاوت الدعم بين المهرجانات. ويبرز هذا التفاوت الحاجة إلى إصلاح عاجل للقوانين المنظمة لهذا الدعم، بحيث يتم إشراك الفاعلين السينمائيين في تطوير تصوّرات جديدة تتماشى مع التغيرات المستمرة في الصناعة السينمائية.
علاوة على ذلك، يوضح المتحدث، «من الضروري تحقيق العدالة المجالية عبر دعم المهرجانات التي تُنظم بعيدا عن المراكز، وهو ما يتطلب إصلاحا شاملا للمنظومة. وينبغي أن تعتمد هذه الإصلاحات على معايير موضوعية وشفافة لضمان توزيع عادل للدعم، ما يتيح إنصاف المهرجانات الجادة التي تساهم ثقافيا وفنيا في المشهد السينمائي».
وحسب بيان المركز السينمائي المغربي، فقد حظي بموافقة لجنة الدعم كل من «المهرجان الوطني السينمائي (كاميرا كيدس) في دورته السابعة بالرباط، و»المهرجان الدولي للسينما المستقلة» في دورته الرابعة بالدار البيضاء، و»مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم» في دورته 11 بطنجة، و»مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي»، في دورته السادسة بالدار البيضاء.
ودعمت اللجنة أيضا «مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط» في دورته 30 بتطوان، و»مهرجان تافوست للسينما الأمازيغية المغاربية» في دورته السابعة بتفروات، و»المهرجان الدولي لسينما الواقع» في دورته الرابعة بطنجة، و»المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة في دورته الرابعة، و»مهرجان اسفي لسينما المدارس في دورته الثالثة، و»مهرجان أسا الوطني لسينما الصحراء، في دورته 13 بأسا-الزاك.
ووافقت اللجنة أيضا على دعم «مهرجان الدشيرة الدولي للفيلم القصير» في دورته 6 بالدشيرة، و»مهرجان الأطلس للفيلم الدولي» في دورته 3 بإيموزار، و»مهرجان شفشاون الدولي لفيلم الطفولة والشباب» في دورته 13 بشفشاون، و»مهرجان الريف للفيلم الأمازيغي» في دورته 7 بتطوان.
وحظي «مهرجان أغورا للسينما والفلسفة» في دورته 10 بفاس بدعم اللجنة، كما هو الحال بالنسبة لـ «المهرجان الدولي للفيلم-كوميدي» في دورته 6 بالرباط، و»مهرجان إبداعات سينما التلميذ» في دورته 6 بالدار البيضاء، و»المهرجان الدولي لسينما التحريك» بمكناس في دورته 23، و»مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير في دورته 17 بأيت ملول، ونالت تظاهرة «الليلة البيضاء للسينما والمواطنة» في دورتها 13 دعم اللجنة أيضا.
وتمثلت بقية المهرجانات المدعمة في «المهرجان الدولي لأفلام البيئة» في دورته 14 بشفشاون، و»المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة» في دورته 13، و»المهرجان الدولي لفيلم الهواة» في دورته 10 بوجدة، و»المهرجان الدولي للسينما الإفريقية» في دورته 25 بخريبكة، و»مهرجان النور السينمائي» في دورته 7 بالدار البيضاء، و»مهرجان ازان الوطني للفيلم التربوي» في دورته 3 بتزنيت، و»مهرجان سينما المرأة والطفل» في دورته 2 بمشرع بلقصيري، و»المهرجان الدولي للشريط الوثائقي» في دورته 16 بأغادير، وأخيرا «مهرجان جسور للإبداع السينمائي» في دورته 6 في الدار البيضاء.

« القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب