هآرتس .. سموتريتش و”حلف الحرامية”: سنقتطع من أجور مربيات الأطفال لتمويل الحرب والحريديم

هآرتس .. سموتريتش و”حلف الحرامية”: سنقتطع من أجور مربيات الأطفال لتمويل الحرب والحريديم
عقب الإضراب الاحتجاجي في رياض الأطفال والمدارس، وقع مساء أمس اتفاق بين اتحاد المعلمين ووزارة المالية. رغم ذلك، لا يمكننا تجاهل استعداد الحكومة للمس بشروط أجرة آلاف مربيات الأطفال والمعلمات ومطالبة موظفي التعليم “الدخول تحت الحمالة” مرة أخرى والتنازل عن آلاف الشواكل من رواتبهم المتدنية أيضاً. إن المس برياض الأطفال والمدارس الابتدائية العامة، التي تجثم تحت عبء اكتظاظ التلاميذ، وتآكل أعضاء الطواقم، ونقص قوى جديدة، كلها تعبر عن سلم أولويات الحكومة، كما أنه جزء لا يتجزأ من الثمن الاقتصادي والاجتماعي والإنساني لاستمرار حرب بلا جدوى في قطاع غزة.
كان الخلاف بين اتحاد المعلمين والمالية حول تقليص 3.3 في المئة من أجرة العاملين في القطاع العام – الذي قررته الحكومة، وهو يدخل إلى حيز التنفيذ ابتداء من راتب نيسان، بلا تعويض. المباحثات مع اتحاد المعلمين الكبير في جهاز التعليم لم تنضج، كان يمكنه تلطيف شدة الأذى، مثلما وقع مع اتحادات عمالية أخرى. سيبلغ التقليص في أوساط المعلمين في السنتين القادمتين 1.2 مليار شيكل – مبلغ مشابه للميزانية الموجهة للمدارس الدينية الحريدية.
وبينما يجري تقليص أجرة كل موظفي جهاز التعليم الذين هم في غالبيتهم نساء، فإن معظم العاملين في التعليم الحريدي لن يتضرروا وفق ما طالب واستجيب رئيس لجنة العمل والرفاه في الكنيست، إسرائيل ايخلر من “يهدوت هتوراة”. فضل وزير المالية، سموتريتش “حلف الحرامية” مع شركائه الحريديم على موقف المستوى المهني في وزارته.
سموتريتش والحريديم يهزأون بالجمهور العلماني ويسلبون ميزانياته. لا أحد في الحكومة يتصور نفسه يتساءل عن مليارات الشواكل الموجهة إلى القطاع الديني والحريدي. وحسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن نحو ملياري شيكل من الأموال الائتلافية تحول في إطار ميزانية 2025 إلى مؤسسات تعليم حريدية – بدون رقابة، بخلاف الإدارة السليمة وفي ظل المس بالمساواة مع تيارات أخرى في التعليم. المس بمربيات الأطفال وبالمعلمات مصدر تمويل مهم.
التعليم الرسمي ليس مهماً لحكومة نتنياهو المنقطعة عن الواقع. العكس هو الصحيح؛ فالقطاعات القريبة إلى قلبها ليست جزءاً منه، وهي تتمتع باستقلالية تعليمية وتفضيل اقتصادي واسع. عملياً، كلما كان وضع التعليم العام أصعب تزداد قوة الإغراء لأطر التعليم القطاعية. هكذا تعمل الحكومة على تحقيق هدف واحد آخر من أهدافها: تفضيل المقربين وتخريب حياة الجمهور العام.
أسرة التحرير
5/5/2025