مصر ترفض خطط الاحتلال لتوسيع هجومه في قطاع غزة

مصر ترفض خطط الاحتلال لتوسيع هجومه في قطاع غزة
تامر هنداوي
القاهره ـ:أعلنت مصر، رفضها لخطط الاحتلال الإسرائيلي توسيع هجومه العسكري على قطاع غزة، التي أقرها مجلس الوزراء المصغر، الإثنين الماضي، كما جددت رفضها استخدام سلاح التجويع ضد الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن ما يتردد عن احتمالات توسيع العدوان على قطاع غزة مرفوض تماما، داعيا المجتمع الدولي إلى التصدي لها.
وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية الجبل الأسود الأربعاء الماضي: مصر تواصل جهودها لوقف المذابح الإسرائيلية، ولا بد من العودة لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف الانتهاك الممنهج لتجويع الفلسطينيين.
وتابع: مر أكثر من 60 يوما على منع إدخال المساعدات، وهذا أمر مخجل للمجتمع الدولي ولا يمكن القبول به.
واعتبر الوزير المصري أن إسرائيل ملزمة قانونا بتوفير المأكل والمشرب للفلسطينيين، باعتبارها سلطة احتلال.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد وافق على خطة الجيش لتوسيع عملياته، وقال مسؤول إسرائيلي إنها ستشمل «غزو قطاع غزة والسيطرة على أراضيه».
وتمنع إسرائيل إدخال أي مساعدات إلى غزة منذ أكثر من شهرين، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة في القطاع.
وأمام التعنت الإسرئيلي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، رفض بلاده استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة، الذي يعاني من «كارثة إنسانية» منذ أكثر من 18 شهرا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في العاصمة اليونانية أثينا.
وقال السيسي: أكدت لرئيس الوزراء اليوناني رفض مصر استخدام التجويع والحرمان من الخدمات الطبية سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة.
ويعاني سكان قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، منذ أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر في 2 آذار/مارس الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع عدد وفيات الجوع إلى 57 شخصاً، معظمهم من الأطفال، وفق تقارير حكومية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 20 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وشدد السيسي في كلمته على رفض مصر وإدانتها أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم «تحت أي ذريعة».
وأكد «موقف القاهرة الثابت» من ضرورة استئناف وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كافية.
وأضاف السيسي أن حل الدولتين هو الوحيد الذي يمكنه إنها الصراع المستمر في المنطقة منذ أكثر من 70 سنة.
والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة منطقة مجاعة، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 20 شهرا.
وقال مصطفى: نعلن غزة منطقة مجاعة، ونطالب كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتحرك العاجل وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والاعتراف بالكارثة والمجاعة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
بدوره، أشاد رئيس وزراء اليونان بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة، معربا استعداد بلاده تقديم أي مساعدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن الشهر الجاري.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في اذار/مارس الماضي، تهدف لإعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
إلى ذلك عقد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مباحثات مشتركة، شملت ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإعادة إعمار القطاع ورفض تهجير سكانه، فضلا عن جهود الإصلاح التي تقوم بها السلطة الفلسطينية.
وجاءت المباحثات على هامش الاحتفالات بالذكرى الثمانين للنصر على النازية، التي تستضيفها العاصمة الروسية موسكو.
وأكد عباس «أهمية تنفيذ الخطة الفلسطينية ـ المصرية ـ العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، بوجود الفلسطينيين على أرضهم، ورفض كل أشكال التهجير أو الوصاية أو فرض الوقائع الاحتلالية»، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأشاد بمواقف مصر العربية «الثابتة في دعم حقوق شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه المشروع في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية».
وثمّن «الموقف المصري المتفق مع الإجماع الفلسطيني، في رفض تهجير شعبنا قسرا وإفراغ الأرض من سكانها، ودور مصر المحوري في الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة».
وأكد السيسي على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع بكميات كافية، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي.
وبين المتحدث أن الرئيس الفلسطيني أعرب عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر دعماً للقضية الفلسطينية، موضحاً أهمية وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، خاصة مع الخسائر في الأرواح الفلسطينية التي تتجاوز المئة قتيل أو أكثر يومياً، مشيراً إلى تطورات الموقف الدولي فيما يتعلق باعتراف الدول المختلفة بالدولة الفلسطينية، موضحاً في هذا الصدد أن 149 دولة قد اعترفت حتى الآن بالدولة الفلسطينية، وأنهم يتطلعون إلى اعتراف باقي الدول بها، بما في ذلك باقي الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد، والولايات المتحدة الأمريكية، مشدداً على أهمية الدعم المصري لذلك المسعى، وعلى أهمية الاجتماع الذي سوف يعقد في نيويورك يوم 18 حزيران/يونيو المقبل دعماً لحل الدولتين.
وأضاف الشناوي، أن عباس قد استعرض جهود الإصلاح الكبيرة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية.
ولفت إلى أن عباس أكد أن الجانب الفلسطيني يبذل جهداً كبيراً في الولايات المتحدة الأمريكية للترويج للقضية الفلسطينية ولأهمية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تلك الجهود قد بدأت تؤتي بنتائج إيجابية.
وقال الرئيس الفلسطيني إن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية يعتبر صعباً للغاية، خاصة وأن إسرائيل تحتجز لديها حوالي ملياري دولار من مستحقات الجانب الفلسطيني، مؤكداً على أهمية قيام القمة العربية المقبلة في العراق بتناول الوضع المالي الصعب والخروج بنتائج إيجابية ملموسة في هذا الصدد.
وذكر المتحدث أن السيسي رحب بكافة قرارات الإصلاح التي اتخذها الرئيس أبو مازن، مؤكداً على أهمية تنفيذها بشكل كامل واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سرعة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وادخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الكارثة التي يتعرض لها أهالي القطاع، مشدداً على أن مصر سوف تبقى دوماً داعمة للقضية الفلسطينية. وكانت مصر وقطر أصدرتا بيانا مشتركا الأربعاء أكدتا فيه استمرار جهودهما للوساطة من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال البلدان إن جهودهما مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة.
وأضافا أن الجهود تنسق عن كثب مع الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل التوصل إلى اتفاق يضع حدا للمأساة الإنسانية ويضمن حماية المدنيين.
«القدس العربي»




