مقالات
علم المستقبل والصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والصهيونية العالمية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق

علم المستقبل واستشراف الواقعات العربيه والصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربيةوالصهيونيةالعالمية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
تبدأ هذه المداخلة من الإشارة إلى اعتمادها،على ماجاء في كتابي:العرب والغرب حوار وصراع على الدور الحضاري،عن علم المستقبل وآلياته في استشراف الحدث والواقعة البنائية —نسبة إلى البناء الاجتماعي —حيث استشرفت فيه العاصفة الامريكية في الصحراء العربية،من حيث أهدافها،والسبل لتوصيفها،ورأيتها بعين مستقبلية ترى فيها الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية،والعدوانية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. وانطلقت في هذه الرؤية من العدوانية الغربية من تاريخ ماسمي الحروب “الصليبية”مرورا بمرحلة استعمار الوطن العربي،ووعد بلفور،والحرب الحضارية على مصر عام 1956،ومن قبل الأحلاف والقواعد العسكرية …إلخ ،وتوقفا وليس انتهاء بالعاصفة الامريكية في الصحراء العربية،وتبعاتها التي انتهت بالعدوان على العراق عام 2003.”الحرب الحضارية الثانية” ومتابعة الأحداث التي وردت أعلاه أُخِذَت في سياق مايقوله علم المستقبل بأنَّ لكل زمن ماض وحاضر ومستقبل،وهذا ماجعلني في سياق الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والغرب،أن أورد ماقاله:وزير الدفاع الفرنسي الأسبق (جان بيسر شوفتمان):”ثلاث مرات وخلال قرن واحد،ابتداء من محمد علي باشا ومرورا بجمال عبد الناصر،وانتهاء بصدام حسين يحطم الغرب بقوة السلاح ووحشية حلم النهضة. وهذا القول الذي يؤكد حقيقة الصراع على الدور الحضاري،أُسنِده بقول للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه الفرصة السانحة:”الإسلام سيكون عدونا المقبل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي”.
ماذا تريد المداخلة من كل ماتقدم ؟
تريد بأن تظهر أن علم المستقبل كما تراه بعين عربية مستقبلية له آليات كثر من أهمها:
المشاهد والفروض والمؤشرات،وهذه الآليات ،تستخدم من قبل علماء المستقبل، باستشراف الحدث والواقعة البنائية.وسأعتمد الفروض والمشاهد في دراسة واستشراف مايجري في العراق غداة الانتفاضة الشعبية التي انطلقت من جنوب العراق لقوة العروبة في أهلنا هناك.
على هذا الأساس تنطلق المداخلة من الفرض الآتي: لو أن الرئيس صدام حسين هو الذي يحكم العراق الآن،وقام بقتل هذا العدد الكبير من الشهداء،فماذا سيكون موقف العدوانية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية؟
المشهد الأول :ستقوم الدنيا ولاتقعد،وسترتفع الأصوات منددة بهذه الجرائم البشعة،وسيطلقون على الرئيس صدام مجموعة من الأوصاف لاحصرلها تختصر ب:المستبد الدكتاتور القاتل…إلخ
المشهد الثاني: استنفار القوات المسلحة في كل عواصم الغرب والاستعداد لضرب العراق والقضاء على النظام.
المشهد الثالث:وضع العراق على البند السابع وتفعيل كل آليات الحرب لضرب العراق.
الفرض الثاني :ولكن الذي يحكم العراق الآن ليس صدام حسين وإنما الطاقم الذي أحضرته العدوانية الغربية على الدبابات الامريكية ومنهم (عادل عبد المهدي مايسمى رئيس الوزراء في العراق)فهل ستتخذ العدوانية الغربية الإجراءات المطلوبة لوقف نزيف الدم في العراق،وتعد العدة العسكرية لمغالبة النظام في العراق ووضع العراق على البند السابع،وهل يتقمص ترامب شخصية بوش الإبن، ويرسل صواريخه على العراق للقضاء على وحشية النظام ويقبض على عادل عبد المهدي ويقدمه للقضاء ؟
الفرض الثالث لو أن ماتقوم به العدوانية الغربية تجاه الأمة العربية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وليس في حقيقته صراع على الدور الحضاري لوقفت تجاه مايجري في العراق من قتل واختطاف وجرائم وحشية وبادرت لضرب النظام،وفعلت به مايجب أن يفعل في سبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان،وقيمها التي تدعيها،غير أن الحقائق لاتقول ذلك ،وإنما تقول بمواقف خجولة للرأي العام،وفي الباطن تبارك مايقوم به النظام السفاح تجاه الشعب العراقي،لأنَّ ذلك يأتي في منع الأمة العربية من النهوض في إطار الصراع على الدور الحضاري بينها وبين العدوانية الغربية؟
دعوت في كتابي سالف الذكر،في الفصل المعنون: الفصل الرابع — علم المستقبل وأحوال الأمة العربية، ووجهت الدعوة إلى شباب الأمة العربية،قلت فيه:
“خليق بالقطاع الجدي من أبناء الأمة العربية أن يستشرف الحياة العربية بكل مناحيها رغم صعوبة هذه المهمة وتحديات استشراف المستقبل العربي”
وأضيف أن الاستشراف يجب أن يقوم على أطروحة: الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والعدوانية الغربيةحتى يأتي الاستشراف صحيحا وسليما،ولدى القطاع الجدي من أبناء الأمة العربية حوادث تاريخية كثيرة يجعلها بمثابة مؤشرات يعتمدها كتقنية لاستشراف المستقبل العربي.**
فهل لشباب الأمة العربية استشراف انتفاضة الشعب العراقي المسلح بإرادته الشعبية ومدنيتها،ووضعها في خدمة الانتفاضة على طريق بلوغها الثورة؟
*إهداء: أهدي هذه المداخلة إلى روح الرفيق صدام حسين وشهداء عراق العرب،وشهداء الأمة العربية في كل مكان وزمان،فقد كان استشهاد صدام علامة كبيرة من علامات الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والعدوانية الغربية،فالماضي له حاضر ومستقبل،والحاضر له حاضر وماض ومستقبل،والمستقبل له ماض وحاضر ومستقبل.
**المتابعة الجادة،والمعتمدة على علم المستقبل،لم يجر في هذه الأمة العربية،ومن بعد زيارتي “للمحراب” بقايا مسجد أقامه العرب خلال الفتوحات العربية لفرنسا،القريب من “مونبلييه” جنوب فرنسا،وصلت لنتيجة،وقناعة قائمة عل استشراف الصراع على الدور الحضاري بين العرب،وأوربا،ومن بعد الولايات المتحدة الأمريكية،التي أصبحت قاعدة استراتيجية للصهيونية،بقوَة التشابه والتماثل بين تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية،ومكوناتها البنائية،والصهيونية العالمية،بأن الصراع بين الأمة العربية،والغرب الأوربي وأمريكا على الدور الحضاري،هو صراع على الدور الحضاري تقوده وتخطط له الصهيونية العالمية،ودولتها القوية الخفية،الممثلة في مجلس النواب والشيوخ،ومن مؤشراته،سعي الحكومات الأمريكية،وقيادتها للتطبيع بين الأنظمة العربية،والكيان الصهيوني،من مصر إلى المغرب، والبحرين والإمارات…إلخ …..
———————————————————-
د-عزالدين حسن الدياب.