الصحافه

بمساعدة أمريكية.. حكومة لبنان تحاول السيطرة على مطار رفيق الحريري واستبعاد حزب الله

بمساعدة أمريكية.. حكومة لبنان تحاول السيطرة على مطار رفيق الحريري واستبعاد حزب الله

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده عمر عبد الباقي وآدم شمس الدين قالا فيه إن الحكومة اللبنانية وبدعم أمريكي قامت بمحاولات للحد من سيطرة حزب الله على مطار بيروت الدولي (رفيق الحريري).

وقالت الصحيفة إن مطار بيروت الدولي يقع في قلب منطقة مكتظة بالسكان في جنوب بيروت، والتي يسيطر عليها حزب الله إلى حد كبير. وقد استخدمت الجماعة المسلحة هذه المنطقة لسنوات عديدة كقناة للتهريب ووسيلة لتأكيد هيمنتها في البلاد. والآن تحاول الحكومة الجديدة في لبنان وبدعم من الولايات المتحدة، استعادة تلك السيطرة.

وأشار التقرير إلى أنه تم عزل العشرات من موظفي المطار المشتبه بانتمائهم لحزب الله، بحسب مسؤولين أمنيين وعسكريين لبنانيين كبار. وقال رئيس الوزراء اللبناني الجديد إنه تم القبض على المهربين ويتم الآن تطبيق القوانين القائمة. وأشارت الصحيفة إن الطواقم الأرضية أو الميدانية لم تعد تتلقى توجيهات من رؤسائهم بإعفاء بعض الطائرات والركاب من عمليات التفتيش، في حين تم تعليق الرحلات الجوية من إيران منذ شباط/فبراير. وقال مسؤول أمني كبير إن الدولة تعمل على تركيب تقنيات مراقبة جديدة تدمج الذكاء الاصطناعي.

تم عزل العشرات من موظفي المطار المشتبه بانتمائهم لحزب الله، بحسب مسؤولين أمنيين وعسكريين لبنانيين كبار

وتضيف أن هذه الإجراءات تأتي في إطار جهد أوسع نطاقا للحد من نفوذ حزب الله وحرمانه من الإيرادات التي جعلته قوة مهيمنة في البلاد. وفي مقابلة مع “وول ستريت جورنال” قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: “يمكنك أن تلاحظ الفرق” و”نحن نحقق تقدما في مكافحة التهريب لأول مرة في تاريخ لبنان المعاصر”. وتتهم إسرائيل حزب الله بأنه يستخدم مطار رفيق الحريري الدولي كطريق لنقل الأسلحة القادمة من إيران، وهددت في أثناء المواجهة مع حزب الله بضرب الرحلات الجوية التي قالت إنها تقوم بإمداد الجماعة المسلحة.

وتعلق الصحيفة أن الخطوات التي اتخذت في المطار تأتي ضمن الجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني لتفكيك مواقع حزب الله ومخازن الأسلحة في جنوب لبنان، وهو المطلب الأساسي في اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه البلاد مع إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر.

 وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد حملة إسرائيلية استمرت شهرين من العمليات الاستخباراتية والغارات الجوية والمناورات البرية التي قضت على قيادة حزب الله ومعظم ترسانته. وأسفرت المعارك عن مقتل الآلاف من اللبنانيين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وتعلق الصحيفة أن القصف الإسرائيلي ووقف إطلاق النار أعطيا الحكومة اللبنانية فرصة لإعادة تأكيد نفسها بعد سنوات من سيطرة حزب الله. فقد انتخبت البلاد رئيسا جديدا في وقت سابق من هذا العام بعد عرقلة الحزب الجهود لفترة طويلة.

ويعمل لبنان على بناء جيشه على أمل موازنة الوجود الهائل الذي تحتفظ به الجماعة. وأعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون وإسرائيليون عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لتقليص سيطرة حزب الله على موانئ الدخول وأسلحته في الجنوب، على الرغم من أنهم يقولون إن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.

 وعبر مسؤولون أمريكيون عن تفاؤل حذر بشأن سيطرة الدولة المركزية بشكل أكبر في ظل القيادة التكنوقراطية الجديدة في لبنان، في بيئة أصبح فيها حزب الله ضعيفا وتتزايد المعارضة العامة ضده.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي في  اللجنة الدولية المشرفة على وقف إطلاق النار: “هناك سبب للأمل هنا” و”مرت ستة أو سبعة أشهر فقط، وقد وصلنا إلى مكان لم أكن متأكدا أو أعتقد، كان يمكن تحقيقه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي”. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الأمن اللبنانية قد أحبطت في الآونة الأخيرة محاولة تهريب أكثر من 50 رطلا من الذهب إلى حزب الله عبر المطار، وذلك حسب مسؤول أمني كبير.

 ويعترف أعضاء الحزب بأنهم يواجهون صعوبات جديدة في استخدام هذه البوابة لجلب الأموال.

وفقد الحزب الطريق الرئيسي لنقل الأسلحة الذي كان يبدأ من إيران عبر سوريا، بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر واستبداله بحكومة معادية لإيران وحزب الله. كما ويواجه حزب الله الآن صعوبة في الوفاء بالتزاماته في إعادة بناء وإعمار الممتلكات التي تضررت أثناء القتال ورعاية الجرحى، فضلا عن إعادة البناء عسكريا. وقال إبراهيم موسوي، النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني: “لقد تلقينا ضربات قاسية للغاية بمقتل كوادرنا ومقتل قياداتنا وتدمير الكثير من ترسانتنا” العسكرية.

 – “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب