الصحافه

وزير “اللا تعليم” يطلب قطع الميزانيات عن مؤسسات تحتضن إحياء النكبة.. وسموتريتش: بكل سرور

وزير “اللا تعليم” يطلب قطع الميزانيات عن مؤسسات تحتضن إحياء النكبة.. وسموتريتش: بكل سرور

توجه وزير التعليم ورئيس مجلس التعليم العالي يوآف كيش، أمس إلى وزير المالية سموتريتش بطلب لقطع ميزانيات من الجامعة العبرية في القدس ومن جامعة تل أبيب، بدعوى أنه عقدت فيهما مناسبات لإحياء النكبة، أو كما يسمي كيش هذا: “غسل دماء أيديولوجي لليسار المتطرف”. سموتريتش بالطبع فرح لهذا الطلب، وأعلن بأنه “يؤيد قطع ميزانية لمؤسسات تستضيف مناسبات النكبة”، وأنه سيوجه الجهات المختصة لمعالجة الأمر فوراً. قبل لحظة من ذلك، تنازع الوزيران فيما بينهما على احتجاج موظفي التعليم، لكنهما يسيران على خط واحد فيما يتعلق بالملاحقة السياسية وكم الأفواه.

لا يتكبد كيش عناء الاهتمام بما يجري في الجامعات؛ لا بالمقاطعات التي تفرضها عليها مؤسسات في كل العالم منذ نشوب الحرب، ولا بالبحث وبالتعليم اللذين يجريان فيها بشكل دائم، ولا برفاه جمهور الطلاب – سواء دار الحديث عن رجال احتياط أم عن طلاب عرب – وبالشكل الذي تؤثر فيه الحرب المتواصلة عليهم.

الوزارة المسؤول عنها تعيش أزمة عميقة آخذة في التفاقم: هبوط تلاميذ إسرائيل في الاختبارات الدولية، وتآكل المعلمات ومربيات الرياض، واكتظاظ في الصفوف، ونقص في الطواقم وكليات التعليم التي تفرغ من الطلاب. لكن هذا كله لا يهمه؛ فهو مشغول بظهوره للعلاقات العامة أمام القاعدة، والقاعدة تريد رؤية كم أفواه ناجع.

إن إجراء تمويل جامعات البحث من الدولة تقوم به لجنة التخطيط والميزانية في مجلس التعليم العالي. في السنة الحالية حولت اللجنة 1.9 مليون شيكل للجامعة العبرية و1.7 مليون شيكل لجامعة تل أبيب. بخلاف الجامعات في الولايات المتحدة التي تتعرض لهجوم مشابه من بيت ترامب، فإن المؤسسات الجامعية في البلاد متعلقة بأموال الجمهور وتعتمد عليها.

في تصريحه الذي يتضمن المس بميزانية الجامعات، يستند كيش إلى “قانون النكبة”. ويتعين عليه لهذا الغرض أن يثبت بأن إحياء يوم الحداد الفلسطيني أو وجود مظاهرة تدعو إلى إنهاء الحرب والإبادة الجماعية في غزة تساوي التحريض على الإرهاب أو رفض وجود دولة إسرائيل. وبأن الجامعات مولت المناسبات التي جرت في نطاقها. وحتى لو نجح في إثبات ذلك، وهو أمر موضع شك كبير، فإن المس المالي الذي يسمح به القانون هامشي جداً.

إن الهدف الأساسي من التهديدات هو القمع: بهجومه على الجامعات، أثبت كيش مرة أخرى بأنه يعمل أساساً كوزير ضد التعليم. على الجامعات – التي يفترض بها أن تكون معقل حرية التعبير والتنور والثقافة – أن تقف صامدة في وجه التخويف وألا تستسلم للضغوط.

أسرة التحرير

هآرتس 14/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب