الصحافه

الغارديان: حلفاء أمريكا في أوروبا يهددون إسرائيل.. وموقف البيت الأبيض والكونغرس الداعم لها لم يتغير

الغارديان: حلفاء أمريكا في أوروبا يهددون إسرائيل.. وموقف البيت الأبيض والكونغرس الداعم لها لم يتغير

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده جوزيف غيدون قال فيه إن حلفاء أمريكا الرئيسيين في الغرب هددوا إسرائيل بالتحرك ضدها وفرض عقوبات عليها إن لم توقف حربها في غزة وسط صمت أمريكي. ففي الوقت الذي طلب فيه الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين في غزة الجلاء، لم يتحرك البيت الأبيض وظل يدعم إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى مطالبة الجيش سكان خان يونس، جنوبي القطاع، بالجلاء تحسبا لما أطلق عليه “هجوما غير مسبوق”. وقالت إن هذا جاء رغم التقارير حول الضغط من إدارة دونالد ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يقف على حافة المجاعة.

وفي بيان من المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت أرسل عبر البريد الإلكتروني للغارديان جاء: “رفضت حماس كل مقترحات وقف إطلاق النار، وتتحمل والحالة هذه المسؤولية عن هذا النزاع”، وهو ما يشير إلى الموقف الذي ورثته الإدارة عن إدارة بايدن ورغم الأدلة المتزايدة عن الكارثة الإنسانية.

رغم التعهدات الإسرائيلية بـ”تدمير” غزة، إلا أن معارضة الكونغرس – والديمقراطيين عموما – كانت صامتة وضعيفة إلى حد كبير

وقد أمر الجيش الإسرائيلي في يوم الإثنين سكان خان يونس الجلاء عن المدينة “فورا” حيث يحضر لـ “تدمير قدرات المنظمات الإرهابية” كما زعم، فيما يشير إلى خطة لتكثيف القصف الذي أدى لمقتل أكثر من 53,000 فلسطيني، حسب تقديرات السلطات المحلية في القطاع.

ورغم التعهدات الإسرائيلية بـ”تدمير” غزة، إلا أن معارضة الكونغرس – والديمقراطيين عموما – كانت صامتة وضعيفة إلى حد كبير. وبينما يواجه القطاع المحاصر ما وصفته منظمة الصحة العالمية “إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم”، ظهر قبل أيام أكثر من ثلاثين عضوا في الكونغرس من كلا الحزبين في فيديو للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) احتفالا بالذكرى السابعة والسبعين لقيام إسرائيل. وفي نيويورك، رفع أندرو كومو، المرشح الأبرز لمنصب عمدة المدينة، العلم الإسرائيلي في مسيرة يوم إسرائيل السنوية التي أُقيمت في المدينة يوم الأحد.

ويأتي هذا الركوع السياسي في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في آذار/ مارس انخفاض الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى 46% وهو أدنى مستوى له منذ 25 عاما، بينما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستوى قياسي بلغ 33%. وأشار إلى أن الديمقراطيين الذين شاركوا في الاستطلاع عبروا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين بنسبة ثلاثة إلى واحد. في حلقة حديثة من برنامج “ذي ليت شو” (البرنامج الأخير) مع ستيفن كولبير، قال السناتور المستقل عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز إن تردد واشنطن في تغيير مسارها أثر على القوة المالية لجماعات الضغط.

وقال ساندرز: “إذا تكلمت بصراحة عن هذه القضية، فستلاحقك لجان العمل السياسي الكبرى مثل آيباك”، مشيرا إلى حملة آيباك القياسية التي بلغت 14.5 مليون دولار لإزاحة النائب الديمقراطي جمال بومان بعد أن اتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.

وقالت الصحيفة إنه وسط الإجماع العام من الحزبين على دعم إسرائيل، إلا أن هناك مجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي والتي استبعدت إلى حد كبير من الخطاب العام في واشنطن، فقد أدانت النائبة ديليا راميريز عن ولاية إلينوي “الثنائي المتطرف القاتل وغير المسؤول” المتمثل في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب. ونقلت عنها صحيفة “الغارديان” قولها: “أكد الأمريكيون أنهم لا يريدون التواطؤ في حملاتهم البربرية. لقد حان الوقت لنا في الكونغرس لممارسة سلطتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة. لا سنت واحدا إضافيا، ولا قنبلة واحدة إضافية، ولا ذريعة واحدة إضافية”.

وبالمثل، شجبت النائبة إلهان عمر عن ولاية مينسوتا الفصل الأخير من الحرب غير المتوازنة على غزة، واصفة إياه بأنه “وصمة عار أخلاقية أخرى لا تغتفر”. وقالت: “رغم رحلة دونالد ترامب [إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي] فلا نزال بعيدين عن وقف إطلاق النار”، وأضافت: “من العار استمرار تدفيع المدنيين الأبرياء الثمن”.

تراجع حدة الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهذا بسبب حملة القمع الشرسة التي شنتها إدارة ترامب على الجامعات التي شهدت احتجاجات العام الماضي، قد يخفف بعض الضغط عنهم للتحرك

وقبل فترة قاد السناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، بيتر ويلتش 29 من زملائه لتقديم قرار يدعو إدارة ترامب لإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال: “مضى أكثر من شهرين منذ استخدام الحكومة الإسرائيلية قوتها لمنع الطعام والدواء والعلاج الذي ينقذ مرضى السرطان ونظام غسيل الكلى وحليب الأطفال وأكثر عن العائلات الجوعى حول غزة”.

 وتعلق الصحيفة أن مشروع القانون هو رمزي لإظهار التضامن وليس فرض تحرك من الكونغرس.

 وأشارت الصحيفة إلى أن المشرعين قد يعربون عن مخاوفهم، إلا أن تأثيرهم على السياسات يبقى محدودا. وهو ما يجسد الفجوة المتزايدة بين صناع القرار في واشنطن والمشاعر العامة. كما أن تراجع حدة الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهذا بسبب حملة القمع الشرسة التي شنتها إدارة ترامب على الجامعات التي شهدت احتجاجات العام الماضي، قد يخفف بعض الضغط عنهم للتحرك.

وأخبر مصدر مطلع على المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل صحيفة “واشنطن بوست” أن الأمريكيين شددوا موقفهم تجاه إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن هناك ضعوطا أمريكية متزايدة على إسرائيل للموافقة على إطار عمل لوقف إطلاق نار مؤقت. وقال المصدر: “يقول فريق ترامب لإسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب”.

وقد تجاهل كل من ترامب ونائبه جيه دي فانس إسرائيل في رحلاتهما الخارجية الأخيرة، وهو ما فسر على نطاق واسع على أنه تجاهل لنتنياهو. وأعلن نتنياهو عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن في “الحد الأدنى” إلى غزة، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن السماح لتسع شاحنات مساعدات بالدخول إلى غزة، يعتبر “نقطة ماء في بحر” بالنظر إلى حجم اليأس الذي تعيشه غزة. وسيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كانت الأصوات الأمريكية الداعية إلى تغيير السياسة الأمريكية وإنهاء الحرب الكارثية مجرد صرخات في الفراغ أم لا.

 – “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب