مقالات
التلاقي بين القضية الفلسطينية والرأي العام العالمي غداة طوفان الأقصى بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق

التلاقي بين القضية الفلسطينية والرأي العام العالمي غداة طوفان الأقصى
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق
الثورة التي تمت في مكونات الإعلام:فكراً وقضايا وأجهزة ومواقع التًواصل الاجتماعي،وفي مقدمتها النّت،فرضت حضوره في حياة الإنسان،أينما كان،وصار له وجوده في وعي الإنسان،وفي ثقافته الذاتية والشعبية،وأينما التفت تجده حولك.هذا الكلام يريد أن يلمح،دون الدخول في التفاصيل،أن الإعلام
دخل بالترحاب إلى الجامعات،وصار له علومه وفنونه،وآلياته الأكاديمية.
ولماّ صار للإعلام هذا الشأن في حياة المجتمعات،اعتمدته الشركات ودوائر الأمن،ومراكز الأبحاث،وخصص له ميزانيات كبيرة ومكلفة،واستحدث له وزارات إعلام،ومحطات فضائية.والمعروف أن الصهيونية العالمية تبنت الإعلام في نشر فكرها ومنظماتها،طلباً للرأي العام العالمي الذي يناصر قضاياها،ويقدمها للعالم،أو قل للرأي العام بصورة تناقض حقائقها الفكرية والسلوكية وإجراءاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،في كل أنحاء العالم،وفي الأمكنة التي تتقصدها.
ومن يتابع سلوكياتها وسياساتها،وحراكها السياسي والإعلامي،في أعقاب التصادم بينها،وبين نظام هتلر،ودخلت إلى جوانية هذا التصادم،ترى الحركة الصهيونبة ،مرّة مع العنف النازي،ومرة ضده،في لعبة ذكية،حصلت منها براءة سلوكياتها السياسي المتمثلة بالعدوانية الصهيونبة تجاه شعوب العالم،التي تلغي فيه وجود وحضور هذه الشعوب،وتسوغ قتلها وأبادتها،واستعبادها،شاهرة أطروحتها الأسطورية التلمودية
“الشعب المختار “وماله من ثقافة (المعنى الأنثروبولوجي للثقافة)حمالة لكل قيم ومفاهيم وأطروحات ومصطلحات الإبادة الجماعية،والتطهير العرقي،وتجويع الشعوب، حرق الأطفال،حتى يلغى حضور ووجود أجيال جديدة يناهضون الصهيونية،وسندها العقائدي “الشعب المختار”ومشتركاته في الإبادة والقهر والاستعباد.
وسؤالنا هل نجد ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة برهاننا، على هوية الصهيونية العالمية،كما تقول أسانيدها الأسطورية التي تحفل به صفحات التلمود ،وشاهدنا جرائم الجيش الصهيوني في كل شبر من تراب غزة والضفة الغربية؟
عن هذا السؤال يجيب ما نراه من قفزة نوعية في القضية الفلسطينية،جاء بها وأحدثها طوفان الأقصى ودلالاته ومؤشراته في تنامي وقوف الرأي العالمي مناصرة للقضية الفلسطينية،واستنكاراً متعاظماً للوحشية الصهيونية التي يراها العالم في كل الذي يجري على أرض فلسطين في غزّة،وتعالي الأوساط الرسمية الغربية المطالبة بمعاقبة الكيان الصهيوني،هذه الأوساط التي أسست جريمة إنشاء”إسرائيل”وناصرتها بالمال
والسلاح،والرأي العام،وشاركت في قلب جرائمها التي ترتكبها في فلسطين،من يوم النكبة وحتى مابعد
طوفانا الأقصى،.
ومن ينظر إلى الحراك المجتمعي العالمي ،وخاصة في وكر الصهيونية العالمية،الولايات المتحدة الأمريكية،يرى بوضوح لالبس فيه،أن القضية الفلسطينية،هي قضية شعوب العالم ورأيها الإعلامي،وما إقدام ذلك المواطن الأمريكي من أصول لاتينية،والباحث والكاتب على قتل صهاينة على باب المتحف إلا دلالة كبرى وشاهد عصر أن القضية الفلسطينية استعادت حقها وشرعيتها التاريخية،وإن إنشاء الكيان الصهيونى ماهو إلاّ مغالطة لحقائق التاريخ المتمثلة بأن فلسطين عربية في تاريخها وثقافتها وترابها.
ترى هل لهذا الحضور الإعلامي للقضية الفلسطينية مستحقاته في التيار الوطني والقومي العربي والإسلامي،لبناء شبكة إعلامية مالكة لمؤسساتها،وجهازها الإعلامي،ومراكز أبحاثه،وإطاراته القادرة على احتواء الرأي العام الجديد،وتطويره وتعبئتها ليكون محارباً بالكلمة والمواقف إلى جانب القضية الفلسطينية،
بثوبها الجديد الذي البسها طوفان الأقصى،وجهاد أهل غزة ،من أطروحة نضالية تقول:إنّ ماجرى في غزة من وحشية صهيونية،ممثلة بالإبادة والتطهير العرقي،والتجويع،ومحاربة الناس في لقمة عيشهم والغاشية النابعة من المركب الثقافي للثقافة الصهيونية، هو الثمن الذي تدفعه الشعوب في سبيل تحررها وتقدمها وتوحدها ،وهذه فلسطين كما جسدتها غزه غداة اليوم المبارك من طوفان الأقصى،وهل لأحرار العالم في تعيئة مستمرة للرأي العالمي،وفضح الصهيونية العالمية،وتذكير العالم بأن مصيره مصير غزّة إذا لم يقض على الصهيونية العالمية،كمًى قضى على النازية في ألمانيا،فالكيان الصهيوني في فلسطين قاعدة استراتيجية متقدمة للصهيونية العالمية.
د-عزالدين حسن الدياب