مقالات
غزةّ أنموذج قومي للتراكم النضالي للقضية الفلسطينية بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

غزةّ أنموذج قومي للتراكم النضالي للقضية الفلسطينية
بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
لن ندخل في متاهات الفكر حول الركود والتراكم،ولن يكون رأي ماركس في التراكم البدائي،أو الأولي،وإنما ستأخذنا توجهاتنا،إلى طوفان الأقصى الذي أسّسَ لتراكم نضالي للقضية الفلسطيني،شكل قفزة نوعية لهذه القضية،التي كانت حبيسة التعب النضالي الذي طال التيار القومي والوطني،والذي باتت فيه مدرجة في ملفات،تحت ألانتظار،على مستوى السلطة الفلسطينية،والأنظمة العربية،وحتى المنظمات الدولية.وهذا الانتظار طال وقته،ماعدا أصوات مبحوحة وكسولة،لاتجدي نفعاً،ولا تضيف للقضية الفلسطينية أي جديد يدخل في الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية،بموجب اللعبة الدولية،والحضور الصهيوني،في مقولة حدود الخامس من حزيران،سنة عام 1967.
وإذ تقودنا التوجهات، إلى احتساب التراكمات النضالية التي أضيفت للقضية الفلسطينية،فنجدها،في احتساب العمر أو الزمن،فسنسميها،حسابات الصفر،إذا أخذنا بالاعتبار التحديات المستجدّة على الساحة الفلسطينية،من إضافة مستوطنات
جديدة،تنهش في الضفة الغربية،بأسنان ومخالب صهيونية أوربية-إمريكية،وتسارع الأنظمة العربية،للاعتراف في الكيان الصهيوني،والمدعوم بأموال خليجية،من تحت الطاولة،واتساع دأئرة الاعتراف بهذا الكيان،على مستوى العالم.ولانقلل من طغيان الأنظمة العربية الاستبدادية التي همًشت التضال الشعبي العربي،وأطاحت بكثرة من مؤشراته ومحدداته.
وتوجهات هذه المداخلة،وهي في استقصائها واستشرافها عن التراكمات التي حققها،طوفان الأقصى للنضال العربي الفلسطيني،في لتمدحه القومي في غزة،تستدرك هذه التوجهات نفسها،في قولها عن شرعية القول في قومية النضال الفلسطيني الغزاوي،فترى أنها أخذت بالاعتبار،تموضع وتعيين هذا النضال،في عروبة جغرافية فلسطين،ومن واقع جدلية العلاقة والتّاثير المتبادل بين ثلاثية الهوية العربية:الإنسان العربي الغزاوي،وتراب غزة المحسوب على عروبة الحغرافيا الفلسطينية،وعلى الزمن الذي عاشه هذا الإنسان العربي الغزاوي،خلال تاريخه العربي الطويل،وإحياء عهد البطولة
العربية،التي تتحسن في بطًولات تترجم وتتعين وتتموضع على التراب الغزاوي،ولاتنسى التوجهات في هذه الحالة،إلى الثقافة العربية المكونة لشخصية المواطن الغزاوي،التي تشكل نسقاً من أنساق الشخصية العربية الفلسطينية.هذه الثقافة التي يشكل الدين الإسلامي أحد أهم عناصرها في تكوين الشخصية العربية الفلسطينية الغزاوية.
وتعود التوجهات لتكمل القول في ماهية التراكمات النضالية لطوفان الأقصى،بادئة من استمرارية النضال،في أنموذجها القومي العربي،هذه الاستمراريّة التي خلصته من التباس تداخل أطراف في سيرورة القضية الفلسطينية،من كونها قضية عربية إنسانية،وهذا الأخير فتح الأبواب لأهل أطراف لها حساباتها المذهب والقومية،حاولت أن تبني المؤشرات التي تخصها،في شرعية النضال القومي،ليكون التوصيف الإسلامي
لهذا النضال،على حساب عروبته.ماعلى التوجهات،أن تعطي هذه الالتباسات،أكثر مما تستحق،مادامت القضية الفلسطينية قضية عربية إنسانية،وكونها على هذه السحنة والهوية،فلن تسمح بقوة عروبتها أن تغير من حقيقتها التاريخية أنها بداية في المشروع العربي النضالي طريق الشعب العربي إلى وحدته العربية،وهذه تعد واحدة من تراكمات طوفان الأقصى المضافة،فرض حقائق هذا النضال ومستويات التضحية والشهادة،على دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية،فالرأي العام العالمي صار قوةً في نهوض النضال الفلسطيني،ليصبح الآن حزءاً من نضال شعوب العالم المطالب بعدالة إنسانية،تزيح من خارطة البشرية الراهن،آخز أشكال وألوان الاستعمار الاستيطاني وأنموذجه الكيان الصهيوني الاستيطاني،وهذا في خاتمة التوجهات عن تراكمات طوفان الأقصى،نراه بأنه أوجد المقدمات والمؤشرات للاقتراب بالقول من إنزال الكيان الصهيوني من عرش ابنته الصهيونية،تمهيداً لتراكمات لاحقة تؤذن بزوال الكيان الصهيوني.
هلّ للأمة العربية بوعي نضالي قوميي يعطي تراكمات نضالية مستجدة،تنهض بالوعي العربي إلى مستوى استحقاقات نضال أنموحها القومي الغزاوي.
د-عزالدين حسن الدياب