مقالات

الماضي والمستقبل بين الزجاج الأمامي للسيارة ومرآتها العاكسة..  بقلم محمد جربوعة التميمي -الجزائر –

بقلم محمد جربوعة التميمي -الجزائر -

الماضي والمستقبل بين الزجاج الأمامي للسيارة ومرآتها العاكسة..
 بقلم محمد جربوعة التميمي -الجزائر –
سألني: لم تبعث الماضي، وترجع إلى تاريخ العرب في كل امورك؟ اهتم بالماضي فذلك يكفي..
قلت: كلامك هذا يكشف سوء فهمك.. وسأشرح لك بمثال..
دع عنك ما لا يلزمك من أجزاء السيارة، وركز في جزءين منها، مرآتها العاكسة لما خلفها (الريتروفيزور)، وزجاجها الأمامي (البار بريز)…
المرآة العاكسة، هي الماضي..
والزجاج الأمامي، هو المستقبل..
لا يمكن للسائق البارع أن يهتم بالرؤية من خلال الزجاج الأمامي، وأن يهمل النظر إلى المرآة العاكسة..
كما لا يمكن للسائق البارع أن يركز نظره على الزجاج الجانبي، ويهمل النظر إلى الطريق امامه عبر الزجاج الأمامي..
ليس هذا فقط..
بل إن حجم المرآة والزجاج، هو ما يجب أن يضبط حجم الاهتمام بالماضي نسبة إلى المستقبل..
فلو أننا عكسنا الأمر، وجعلنا المرآة العاكسة هي الأكبر، يعني بحجم الزجاج الأمامي، وجعلنا الزجاج الأمامي صغيرا بحجم المرآة الجانبية، لاختل الأمر..
لذلك يختل الأمر عند الجماعات التي تهتم بالماضي أكثر من اهتمامها بالمستقبل، فتراها تعيش في التاريخ أكثر من عيشها في الحاضر..
الصواب، هو أن يكون رجوعنا إلى التاريخ بالقدر الذي يضمن لنا المستقبل..
بمعنى، أن يكون اهتمامنا بالماضي لأجل المستقبل..
فالسائق لا ينظر إلى الخلف عبر المرآة العاكسة، ليرجع إلى الخلف، ولكن ليسير إلى الأمام..
العالقون في التاريخ.. والذين يكون الماضي عندهم اكبر من المستقبل، أي يكون الماضي عندهم بحجم الزجاج الأمامي، بينما يكون المستقبل عندهم مهملا وبحجم المرآة العاكسة.. هؤلاء يعكسون الصواب لذلك يخسرون المستقبل..
والذين كل اهتمامهم بالمستقبل، ولا وجود لمرآة عاكسة عندهم يرون من خلالها الماضي، سيأتيهم حتفهم وهلاكهم من الخلف يوما ما..
نحن لا نمشي على الأرض ونحن نسير إلى المستقبل…
إننا نقف على أعناق أجدادنا العظماء السامقين، لذلك فنحن نرى بعيدا..
إننا نرى حتى ما هو خلف الأكمات مما لا يرى غيرنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب