مقالات

الرئيس ترامب يكشف عن الدور الإيراني في المفاوضات حول غزة في حديثه الهاتفي امس مع نتنياهو بقلم: مروان سلطان – فلسطين

بقلم: مروان سلطان – فلسطين

الرئيس ترامب يكشف عن الدور الإيراني في المفاوضات حول غزة في حديثه الهاتفي امس مع نتنياهو

بقلم: مروان سلطان – فلسطين 🇵🇸

10.6.2025

———————————

ليس عتبا على أحد، ولكننا نعيش الألم والحزن على غزة في كل زاوية من المساحة التي نعيش فيها. نعيش الام القتل، ونعيش الام الجوع، ونعيش الام المرض، ونعيش ألام الفرقة التي أخذت ما أخذت من حياتنا دون الاكتراث للمصير الذي ستؤول إليه مستقبل حياة شعبنا. الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته ودحر الاحتلال عن ارضه . ويولي قراره المستقل جل اهتمامه.  لكن التدخلات من اي مكان وفي كل زمان سببت الاذى للشعب الفلسطيني وقضيته. عنوان الشعب الفلسطيني معروف والولوج الى عناوين اخرى هي جريمة بحق الشعب الفلسطيني.  ليس لاي دولة كانت عربية او اسلامية ان تتدخل في الشان الفلسطيني، وجل الذي نامل منهم هو الاسناد السياسي، وما يمكن ان يقدموه لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الذي يواجه السياسات والبرامج المختلفة للصهيونية ومن يدور في فلكها لذوبان القضية الفلسطينية وتلاشيها.

وليس عجبا أن حركة حماس وضعت كل ثقتها في الملالي، لتشكل ملكا جديدا في وسطنا. إيران لا تفاوض فقط على برنامجها النووي، بل تشارك في مفاوضات تتعلق بالذراع الذي شكلته داخل الشعب الفلسطيني، في الجزء الذي شلته هذه الحرب اللعينة على غزة، والتي فتحت شهية الدولة العبرية لغرز معاولها في الضفة الغربية ايضا ،ضمن عملية هندسة  المنطقة لما هو قادم.

نقف اليوم امام مشروع التصفية للقضية الفلسطينية من القتل والتهجير الى الاجراءت التعسفية الاخرى ، ولقد تم تدمير العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، وتعيد إسرائيل هندسة جزء منها الان من جديد. واليوم نزح سكان مخيمات شمال فلسطين 🇵🇸، ليصبح أكثر من خمسة وأربعين ألف نازح خارج منازلهم، ألقوا في العراء منذ بدء العمليات العسكرية للاحتلال في شمال الضفة الغربية، لا شك ان الاحتلال هو السبب والموضوع قيد مخططاتها لكن قدمت المخيمات قربانا لتنفيذ تدميرها من اصحاب الشعارات.

إيران، وقطر، ومصر تفاوض عن غزة، وحماس تدير ظهرها لمنظمة التحرير الفلسطينية وترفض مشاركتها، من أجل تقديم ما يمكن تقديمه لوقف شلال الدماء. لم يكن تصريح الرئيس  ترامب مفاجئا لي حين صرح لنتياهو من خلال مكالمته التي استمرت زهاء اربعين دقيقة حو الملف النووي الايراني وغزة إن إيران تفاوض عن غزة، بل كان عندي اليقين أن إيران متغلغلة في المفاوضات، كما هو الحال في إيرنة غزة، وما يمكن أن تصل إليه أذرعها، وكل ذلك لان ايران ان حماية مصالحها القومية. 

لقد جعلت إيران من غزة رهينة لبرامجها، ترفع الوتيرة أو تخفضها وفقا للتطورات الإقليمية، ولحماية مصالحها القومية. نعم، حماس تشارك إيران في كل الأمور، وليس هي فقط، فكل من يمول البرنامج الحمساوي يتدخل ودون تحفظ ، هنا يتوقف، وهناك يكمل المشوار. وهذا واضح وضوح الشمس، منذ عهد التمويل القطري الإسرائيلي المشترك لحماس في غزة، من خلال السفير العمادي. ومع إيران كذلك، حيث إن طهران قبلة حماس الأولى لتلقي الاموال والتعليمات، وفرض الهيمنة على الشعب الفلسطيني.

أنا لا أكره أحدا، وأحب الخير للجميع، والسلامة لكل الملل، لكن قضيتي أولويتي، واستقلال القرار هو المقياس الذي أقدم فيه احترامي وتقديري. الدعم والتمويل لحركة حماس خارج منظومة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، أودى بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية. لم تكن إسرائيل وحدها من زرع الخنجر في خاصرة القضية، ولكن الخنجر المسموم جاء من أولي القربى أولا، بدعم وتمويل منظومة، وبسبب حساباتها الخاطئة، أوديت القضية إلى الهاوية والشعب الفلسطيني الى هجرات جديدة، وأكملت إسرائيل على ما تبقى.

وفي محفل حماية البرنامج النووي الإيراني، فإن القربان الذي سيضحى به هو غزة، والشعب الفلسطيني الذي يعتبره قادته من فنادق الخمس نجوم أنه خسائر تكتيكية. وأما الشهداء، فالأم الفلسطينية كما يرون ولادة، وتنجب ما فقد. نعم، عندما تعتبر الأم الفلسطينية الماجدة مجرد ماكينة للتفريخ، فهذا لا بأس به وفق مرئياتهم.

إلى الله نرفع شكوانا، وإليه نبث همومنا، ولا حول ولا قوة الا بالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب