الصحافه

سموتريتش: أنا من يقرر إنهاء الحرب في غزة.. لا نتنياهو ولا ترامب

سموتريتش: أنا من يقرر إنهاء الحرب في غزة.. لا نتنياهو ولا ترامب

وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه ترامب ما زال هشاً، لا ثقة بصموده. ولكن هناك أمراً واحداً عمل على تثبيته: وهو أن ترامب من قرره، وأن الحرب عنده قد انتهت، وحان وقت العودة إلى المفاوضات. من خلال تمسكه بإطار سياسته الأساسي، يبتعد ترامب عن شرك تدخل الولايات المتحدة في حرب طويلة، التي قد تنزلق إلى دول أخرى وقع معها على اتفاقات بتريليونات الدولارات، وإزعاجه في رحلة “إعادة أمريكا إلى عظمتها”.

أهداف ترامب دقيقة. حتى الآن، لا معلومات كاملة عن حجم الدمار الذي أصاب المشروع النووي. ومن غير الواضح إذا كانت القنابل التي تخترق التحصينات قد دمرت كل منشآت التخصيب في فوردو. ورغم ذلك، يبدو أنه قرر الاكتفاء بما حصل لخلق ظروف المرحلة السياسية، التي ستضمن استكمال العملية العسكرية من خلال الاتفاق، الذي سعى إليه خلال الستين يوماً التي منحها لإيران قبل الحرب.

تجند ترامب للهجوم مع رؤية واضحة تقول إن “النصر المطلق” تعريف شخصي، وإن تحقيق هذا النصر لن يتأثر بأيديولوجيا مسيحانية تعطي للحرب مكانة الحرب الخالدة. إسرائيل في المقابل، وصلت إلى الحرب مع رزمة أهداف أخذت في التزايد كلما طالت، حسب النموذج الذي طورته في الحرب في غزة. من تدمير البنى التحتية لتخصيب اليورانيوم وتصفية مراكز المعرفة، انتقلت إلى المس برموز النظام، ومهاجمة السجن “ظروف آبين”، كما يبدو لمساعدة معارضي النظام (من خلال تعريض حياة السجناء للخطر) والإعلان بأن حياة خامنئي وحياة كل النظام غير مضمونة. بالنسبة لإسرائيل، مستقبل إيران ومستقبل غزة متشابهان. ولكن عندها جاء ترامب وغير القواعد.

لكن المستقبل ليس ضائعاً كله. سموتريتش أحسن الوصف بقوله: “حققنا نصراً ساحقاً في المعركة أمام إيران، يسجل في تاريخ إسرائيل. والآن، علينا استكمال المهمة، وتدمير حماس وإعادة المخطوفين، وضمان سنوات كثيرة من الأمن والنمو لشعب إسرائيل بواسطة القوة”. لا شك أن سموتريتش يدرك الفرق الكبير بين إيران وغزة. “النصر الساحق” في إيران توقف قبل “تصفية النظام”. ومنظومة الصواريخ البالستية ما زالت تهدد إسرائيل وجيران إيران، وقدرتها على المس بالملاحة الدولية في الخليج الفارسي لم تتآكل.

رغم ذلك، قرر ترامب أن قوة الصدمة والرعب التي حدثت بسبب الشراكة بين أمريكا وإسرائيل في إيران كانت كافية للبدء في الدفع قدماً بالمرحلة السياسية القادمة التي ستكف فيها إسرائيل عن أن تكون شريكة. في الظروف التي حددتها الولايات المتحدة للحرب في إيران، فإن لأيديولوجيا سموتريتش المشوبة بها كل الحكومة، لا خيار عدا تبني “النصر المطلق” الأمريكي. أما في غزة فالقصة مختلفة كلياً. للمأساة، ستستمر الحرب في غزة بكونها بملكية إسرائيل الحصرية. في هذه الحرب التي فقدت مبررها العسكري منذ زمن، وانتقلت إلى المواقع الأيديولوجية المسيحانية، فإن قرار تحديد متى سيتحقق النصر ليس في يد ترامب، الذي سبق أن مل منه. سموتريتش هو الشخص الذي سيملي على رئيس الحكومة وعلى كل الدولة ما هو النصر ومتى سيتحقق، وهو غير مستعجل.

في إسرائيل، التي بدأت في إجراء حساب للنفس بعد تحديد جذر فشل الجيش والاستخبارات، ما زال النظام قائماً كما هو، فهو لا ينوي الاعتراف بالتهمة وتحمل المسؤولية أو حتى التحقيق في إسهامه الجوهري في الكارثة التاريخية التي تسبب بها. النجاح العسكري في إيران قد يبعد عملية تعلم الدروس السياسية أكثر فأكثر، حيث لا تجري محاسبة “بطل الحرب” على إخفاقات الماضي. هل هناك نصر أكثر من ذلك؟

تسفي برئيل

 هآرتس 25/6/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب