ثقافة وفنون

قصة قصيرة :الغيرة القاتلة : بقلم رحال امانوز .

قصة قصيرة :الغيرة القاتلة : بقلم رحال امانوز .

قصة قصيرة : الغيرة القاتلة ؟
بقلم : رحال امانوز .
انفتحت بوابة السجن الكبيرة على مصراعيها . خرجت منها سيدة عجوز . تقدمت نحو الرصيف بخطوات متثاقلة .  تضع على رأسها المبيض غطاء . ترتدي جلبابا اسود باليا  . وتنتعل حذاء جلديا قديما . جسدها القصير والنحيل .  لا يلفت إليها الأنظار . على كتفها تحمل حقيبتها الجلدية . اخترقت الازقة والشوارع . وجهتها المدينة العتيقة . في رحلة بحث عن غرفة للكراء تؤويها … رجعت بها الذاكرة سنوات طويلة إلى الوراء . تذكرت أول قدوم لها للمدينة الكبيرة . غادرت قريتها الصغيرة . وهي آنذاك في ريعان الشباب . بقيت وحيدة بعد وفاة والديها . استقل اخوتها الكبار كل بحياته الخاصة .  و بالمدينة بحثت عن عمل … فساقتها الأقدار عند مغنية شعبية.  احثضنتها وعلمتها اصول الاهازيج الشعبية . والتي برعت فيها . خاصة وقد حظيت بصوت رخيم .  تفجرت موهبتها الفنية في الغناء . ذاع صيتها وصارت مطلوبة في الاعراس والحفلات . فتغيرت أحوالها المادية . عاشت حياتها بالطول والعرض . وفجاة التقت به . وتمكن من دخول قلبها بلا استئذان . قدم لها كعازف كمان شاب . فالحقته بالجوق الموسيقي المرافق لها . انتشلته من الفقر المدقع . و مكنته من فرصة العمر . فحقق الشهرة وتحسنت أحواله المادية . صار يرافقها في جميع حفلاتها وسهراتها الخاصة . احبته بجنون رغم فارق السن بينهما . اظهر لها حبه ومشاعره نحوها .
تمتنت الروابط بينهما وقررا الزواج . الا ان صاحبنا سقط في حب أخرى.   اكتشفت غدره وخيانته . لم تتقبل الوضع . فهو ملكها ولا يمكن أن.  تأخذه امراة  أخرى منها . هو لها وحدها و مستحيل ان يكون لغيرها… وفي تلك الليلة المشؤومة . وقع ما لم يكن في الحسبان . كانت تحيي إحدى الحفلات الخاصة . وكانت غريمتها ضمن الحضور . وفي لحظة انتشاء . وقفت الغريمة واتجهت صوبه .  وعلقت عدة نقود ورقية على صدره . كما هو معتاد في تلك الحفلات . فما كان منه إلا أن وضع قبلة حارة على خدها . اكلت نار الغيرة قلبها . واسودت  الدنيا في عينيها . وكانت الخمر قد لعبت براسها . فقررت مع نفسها تصفيته . خططت لجريمتها بدقة كبيرة . وتمكنت من اغتياله عن طريق تسميمه . دست له سما بطعامه المفضل . إلا أن موته المشكوك فيه . مكن المحققين من الوصول إليها . فاعتقلت على الفور  وقدمت للمحاكمة . الجميع تنكر لها في محنتها . معجبوها  من كبار المسؤولين و الاغنياء . لم يقدم أي أحد على محاولة لانتشالها من ورطتها . وقضت مدة حكمها في السجن . لم يسأل عنها أحد حتى . أصبحت نسيا  منسيا . ولم يعرف الكثيرون من جمهورها . عن سبب اختفائها الغامض . الجميع ظن  أنها اعتزلت الفن . بينما هي كانت تقضي عقوبتها خلف أسوار السجن . والآن هاهي تبحث من جديد عن غرفة تؤويها بالمدينة العتيقة . والتي عرفت انطلاقتها الأولى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب