بعد تصريح ترامب “هذا مهم”.. هل تقترب إسرائيل وسوريا من اتفاق أمني؟

بعد تصريح ترامب “هذا مهم”.. هل تقترب إسرائيل وسوريا من اتفاق أمني؟
إيتمار آيخنر
أعلنت الناطقة بلسان البيت الأبيض كارولين لبيد، بأن الرئيس الأمريكي سيوقع على مرسوم يرفع معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، بعد نحو شهرين ونصف من لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني) في الرياض. منذ ذلك الحين، وعد ترامب رفع العقوبات حتى يسمح لسوريا بالخروج إلى طريق جديد.
في الشهر ذاته، أعلنت الإدارة الأمريكية عن تسهيلات معينة في العقوبات، بهدف تشجيع استثمارات جديدة في سوريا، لكن لبيد أعلتن بأن ترامب سيأمر بـ “إلغاء خطة العقوبات” – أي معظم العقوبات التي فرضتها الإدارات الأمريكية على سوريا منذ 1979، حين صنفت لأول مرة كدولة داعمة للإرهاب.
وسيوقع المرسوم الجديد على خلفية الاتصالات لاتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا. ورغم أن إسرائيل تستبعد اتفاق تطبيع بسبب إصرار سوريا على انسحاب من هضبة الجولان، فقد أعرب ترامب نفسه مؤخراً عن أمله في انضمام دول أخرى إلى “اتفاقات إبراهيم” وتعترف بإسرائيل. في مقابلة مع “فوكس نيوز”، ذكر صراحة رفع العقوبات عن سوريا في هذا السياق، وقال: “هذا مهم”.
ظاهراً، الدولة الأقرب للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم هي سوريا. يريد الجولاني استثمارات أجنبية، وإلغاء العقوبات. ويدرك بأن الطريق إلى هناك تمر بالتسويات مع إسرائيل. لن يكون هذا اتفاقاً يتضمن فتح سفارات، بل اتفاق أمني أكثر من أي شيء آخر، نوع من فصل القوات.
إسرائيل وسوريا تجريان اتصالات على مستويات عليا. وسبق لرئيس الموساد دادي برنياع أن التقى بالجولاني. كما توجد مشاركة أمريكية في هذه الاتصالات. قد يصل إلى مصالحة نتنياهو والجولاني في ساحة البيت الأبيض أو الأمم المتحدة. وسيعطي الجولاني الشرعية التي يريدها، ويعطي ترامب “نوبل” التي يتطلع إليها.
لن يقبل الجولاني اتفاق سلام لا يتضمن انسحاباً إسرائيلياً من هضبة الجولان، وعليه فإن التفاهمات الأمنية موضع الحديث تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من نقاط في الأراضي السورية. حتى الآن، تحفظت إسرائيل عن ذلك، والحديث يجري عن انسحاب متدرج.
بالمقابل، تحصل إسرائيل على ضمانات تضمن عملاً سورياً ضد الإرهاب، وإبعاد 3 آلاف من رجال حماس و”الجهاد” موجودين في دمشق، والأهم توقف أي محاولة إيرانية للتموضع في سوريا. لقد دمرت إسرائيل الجيش السوري كله، ومصلحتها أن تكون سوريا-الجولاني دولة مستقرة، لا تسيطر عليها جهات أجنبية كالأتراك، وبالتأكيد الإيرانيون.
وحسب منشورات أجنبية، فقد استخدمت إسرائيل المجال الجوي السوري للهجمات في إيران، بحيث توجد الآن تفاهمات مهمة جداً بين الدولتين.
يديعوت أحرونوت 1/7/2025