الصحافه

نتنياهو بخيارين أمام “رزمة ترامب”.. وزامير وسموتريتش يتعاركان وتلميحات وزراء: الجيش يمنع “النصر المنشود”

نتنياهو بخيارين أمام “رزمة ترامب”.. وزامير وسموتريتش يتعاركان وتلميحات وزراء: الجيش يمنع “النصر المنشود”

قمة نتنياهو – ترامب في واشنطن، ستشذ عن الأهمية الدارجة للقاءات من هذا النوع بين الزعماء، وستضع إسرائيل أمام قرار تاريخي، له آثار محملة بمصائر المنطقة كلها.
ترامب لا يخفي إرادته لإعادة كل المخطوفين كجزء من اتفاق بين إسرائيل وحماس ينهي الحرب في غزة، والتفرغ إلى إعادة تصميم الشرق الأوسط. من ناحيته السماء حدود: اتفاقات سياسية طارقة للطريق مع سلسلة دول تضم أيضاً مكاسب أمنية واقتصادية بعيدة الأثر. ويعتقد أن مثل هذا الاتفاق لن يعزز الدول نفسها فقط – وعلى رأسها إسرائيل – بل سينصب سوراً في وجه تطلعات إيران لإعادة بناء نفسها وتثبيت مكانتها في المنطقة، وضد الخصمين المركزيين للولايات المتحدة: الصين وروسيا.
هذه الرزمة ستوضع بكاملها أمام نتنياهو. إما أن يتبناها حرفياً، مع أثمان سياسية تنطوي على وقف الحرب، وربما يحاول تبني أجزاء منها فقط. ليس واضحاً كيف سيتصرف ترامب في مثل هذه الحالة: إذا طلب تنفيذ اقتراحه مثلما فعل عندما أعاد طائرات سلاح الجو من إيران، أم أنه سيفقد الاهتمام. ستكون قراراته حرجة لموضوع المخطوفين، وفي نظرة موسعة – لمواضيع دولة إسرائيل.

عشية سفره إلى واشنطن، حاول نتنياهو السير بين القطرات. مجيئه إلى “نير عوز” وتصريحاته المؤيدة لاتفاق مخطوفين (ولاحقاً إرسال الوفد لمحادثات قريبة في قطر) ألمحت بأنه مستعد للحلول الوسط، مع علمه أنها تستوجب وقف الحرب بشكل مؤقت على الإقليم. من جهة أخرى، فإن إصراره على العمل على مراحل دون الموافقة على وقف تام للحرب مثلما تطالب حماس، يستهدف تهدئة شركائه من اليمين.
سلوك معيب تجاه زامير
هذا هو نتنياهو الكلاسيكي: “هذا وذاك معاً”. هكذا ينبغي أن نرى انضمام الوزير سموتريتش للهجوم على رئيس الأركان زامير في جلسة الكابنت أول أمس. نتنياهو يعي القيود التي تحدث عنها زامير، ومع ذلك فضل الوقوف ضده لضمان حكومته. كأسلافه، اضطر رئيس الأركان للتجلد على طريقة عمل معيبة تتركه مكشوفاً في حجرة الدبابة. عندما قبل بالمنصب، كان يعرف أن هذا سيحدث، وإن كان مشكوكاً أنه قدر عمق الهوة التي فتحت بين الفترة التي تولى فيها منصب السكرتير العسكري لنتنياهو، حتى ما قبل نحو عقد، وبين الفترة الحالية التي أحاط نتنياهو نفسه فيها بهواة ودجالين خطرين، ميلهم الصبياني رؤية الأمور تحصل هنا، ويصعب عليهم الآن فهم تعقيدات المسائل التي يقفون أمامها.
هكذا ينبغي أن نرى أيضاً مسألة توزيع المساعدات الإنسانية، التي أشعلت عاصفة في الكابنيت. يصر رئيس الأركان وعن حق، ألا يتسلم الجنود توزيع الغذاء على الفلسطينيين، ولكيلا يكونوا مسؤولين مباشرة أيضاً عن تغذيتهم (أو لا سمح الله، موتهم)، وكي يقلص الخطر على القوات، ويمتنع عن صور تبث للعالم وتلحق بإسرائيل وجيشها ضرراً جسيماً. وعلى أي حال، لا يملك الجيش الإسرائيلي ما يكفي للمهمة، وجلب جهة ثالثة توزع المساعدات يتأخر، كما كان متوقعاً.
المقارنة التي أجراها بعض الوزراء بين المعركة التي أجريت في إيران، وتلك التي تدار في غزة، تشهد على ضحالتهم: فليس بينهما مشترك، باستثناء أن الجيش الإسرائيلي هو نفسه الذي قاتل فيهما. وهي تستهدف التلميح بأن الجيش يجر الأرجل عن قصد، وفي واقع الأمر يمنع النصر المنشود.
هذا ادعاء بشع على نحو خاص حين يأتي من حكومة مسؤولة عن 7 أكتوبر، وأساساً لأنه يستهدف التغطية على نية حقيقية لبعض من المتحدثين: احتلال كل القطاع، وتهجير السكان منه بقدر الإمكان، وتوطنين اليهود فيه.
يدرك رئيس الأركان هذه النية، ويطالب بها صراحة. ولماذا لم يحصل هذا– ومشكوك أن يحصل هذا في عصر نتنياهو – فهو يرفض التعاون مع لعبة التظاهر الجارية الآن. وكما أعلن الأسبوع الماضي، فإن الحرب في غزة حققت أهدافها، وباتت حماس “منظمة ميتة”، والآن حان وقت اتفاق يعيد المخطوفين إلى الديار.
لا يمكن أيضاً تجاهل اختيار زامير الانشغال في هذا السياق بمسألة القوة البشرية. كان هذا تلميحاً واضحاً للحكومة؛ فبينما هي تدفع الجيش لتعميق القتال في غزة، تسعى بالمقابل لإعفاء عشرات آلاف الحريديم من الخدمة بالقانون. الأوامر التي علم أمس بصدورها لكل ملزمي التجنيد الحريديم، تدل على أنه بين قاعة القانون والاستسلام لمصالح الحكومة السياسية، اختار الجيش وقادته اتخاذ موقف واضح.
يوآف ليمور

إسرائيل اليوم 7/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب