قبل الصفقة: نتنياهو “فجأة” بلا “تسريبات”.. خوف من ترامب أم “صيد مؤجل”؟

قبل الصفقة: نتنياهو “فجأة” بلا “تسريبات”.. خوف من ترامب أم “صيد مؤجل”؟
قبل 7 أكتوبر أجري نقاش في الكابنيت حول وضع “يهودا والسامرة”. “عليكم التفكير بشكل مختلف”، قال وزير المالية سموتريتش لرئيس الأركان هرتسي هليفي. “هل الأفضل أن تسيطر حماس على يهودا والسامرة؟”، نعم. مصطلح “حماس ذخر” لم يكن بالصدفة، إنها رؤية. يفضل سموتريتش سيطرة منظمة إرهابية على المنطقة قرب “كفر سابا” والعفولة ومعظم الدولة على السلطة الفلسطينية.
“أتسمع ما تقوله؟”، رد هليفي. “السلطة الفلسطينية تعيد كل أسبوع مواطناً إسرائيلياً ضل الطريق في المدن الفلسطينية”، قال هاليفي للوزراء. “كل حادثة كهذه قد تنتهي بعملية فتك”. هاليفي لم يقنع الوزراء. سموتريتش وبنتنياهو أيضاً لا يمكن إقناعهما بهذا الأمر. فهما يريا السلطة أسوأ شيء في العالم، ليس بسبب الفساد وعدم الديمقراطية، فهذا آخر همهما؛ ها هما في علاقة ممتازة مع الزعماء الأكثر فظاعة في العالم؛ غير مستعدين لسماع أي شيء عن السلطة؛ لأن عواصم العالم المهمة تعتبر هذه السلطة شريكة في المفاوضات وقيادة شرعية ومعتدلة للشعب الفلسطيني.
لا أحد إلا وقال في بداية الحرب: يجب الاهتمام بـ “اليوم التالي”؛ الجيش صرخ بذلك، وكبار الشخصيات في إدارة بايدن حاولوا إجراء الحوار، وإيلان غولدنبرغ الذي شارك في الطاقم لهذا الأمر، تحدث عن عدم إمكانية تحديد لقاء مع المستوى السياسي في إسرائيل. الجيش كان في الصورة، و”الشاباك” أراد الدفع قدماً بذلك، لكن رون ديرمر الذي وصل للتو إلى اللقاء بين أن حل “اليوم التالي” يمر عبر نزع التطرف من أوساط الشعب الفلسطيني، وهي العملية التي ستستغرق عشرات السنين.
بكلمات أخرى، اتركونا. حقا تركوهم. والآن، بعد سنتين، نحن عالقون في وضع يقول فيه نتنياهو “تريدون منا ترك غزة والسماح لحماس بالعودة والسيطرة؟”. نحن غير معنيين بذلك، لكن نتنياهو أفشل أي احتمالية أخرى، دمر خطة مصر والإمارات، وأي خطة كان فيها إصبع صغير للسلطة الفلسطينية. نتنياهو والحكومة يفضلون العشائر، بما في ذلك العشائر التي يديرها مجرمون، على تدخل السلطة. يفضلون الفوضى، يفضلون حماس، أي جهة إلا السلطة.
الفشل نتنياهو الفظيع يظهر الآن بشكل خاص. في اللحظة التي كان فيها موافقاً رسمياً على إنهاء الحرب، كان يمكننا الحصول على عدد أكبر من المخطوفين الأحياء وبجدول زمني أسرع. لماذا يجب على مخطوفين الانتظار إلى اليوم الخمسين كي يتحررا؟ لماذا يجب على عشرة آخرين البقاء خارج القائمة؟
يقال في صالح نتنياهو إنه الآن على الأقل لا يخرج كل يومين بتصريح علني يفيد بأنه سيستأنف القتال مع انتهاء الصفقة. في الصفقات السابقة فعل ذلك بتصميم وحشي لمن هو مصمم على تقليص احتمالية أن تخطئ حماس وتعتقد أن وقف إطلاق النار أصبح دائماً، وتطلق سراح المزيد من المخطوفين. هذه هي المرة الوحيدة، قال يئير لبيد، التي يتوسل فيها كل العالم لنتنياهو بأن يكذب قليلاً، ولكنه يرفض ذلك.
بسبب خوفه من ترامب، ها هو نتنياهو يلعب لعبته في هذه المرة. فجأة، تخرج تسريبات تفيد أنه مستعد لإنهاء الحرب، وفجأة لا توجد أي تصريحات معاكسة. سنرى ما سيحدث في البيت الأبيض، لكن يمكن الافتراض أن ترامب سيتحدث عن إنهاء الحرب، بينما يسير نتنياهو بين قطرات المياه. من وبحق سيمنعه من استئناف القتال إذا وقع على صفقة لإنهاء الحرب وتبين أن حماس عادت وتسلحت؟ في إحدى جلسات كابنت الحرب، قال رئيس الأركان هاليفي شيئاً على نمط “حماس أيضاً لم تطلب من الأمم المتحدة الإذن لغزو أراضينا في 7 أكتوبر”.
الآن، علينا الانتظار ورؤية كيف سيشرح نتنياهو للعائلات التي قتل أبناؤها في “عربات جدعون”، على أساس الادعاء بأن العملية ستهزم حماس.
رفيف دروكر
هآرتس 7/7/2025