✅ النفاق والكذب وصناعة البطولات الوهمية: تحديات تُضعف المجتمعات وتعيق النهضة

✅ النفاق والكذب وصناعة البطولات الوهمية: تحديات تُضعف المجتمعات وتعيق النهضة
✍️ بقلم رئيس التحرير
تمر منطقتنا العربية عامة، وفلسطين خاصة، بمرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الصراحة والمكاشفة، ليس مع الخصوم فحسب، بل مع الذات أولاً. وسط هذه الأوضاع، تتسلل إلى نسيجنا الاجتماعي والسياسي ثلاثية خطيرة تُهدد قدرتنا على الصمود وإمكانية النهوض: النفاق، الكذب، وصناعة البطولات الوهمية.
🔹 النفاق السياسي والاجتماعي
النفاق ليس ظاهرة جديدة، لكنه أصبح أكثر تأثيرًا في ظل الأزمات المتراكمة. يتجلى هذا النفاق في ازدواجية الخطاب؛ حيث يُرفع شعار الدفاع عن الحقوق والمقاومة، بينما تُمارس على الأرض سياسات قد تُجهض أي إنجاز. هذه الازدواجية تُفقد الثقة بين القيادات والشعوب، وتزرع بذور الانقسام الداخلي الذي يضعف أي جبهة مواجهة حقيقية.
🔹 الكذب كوسيلة للهروب من الأزمات
مع تصاعد الأزمات، بات الكذب أداة شائعة لتجاوز الضغوط بدل مواجهتها. تصريحات متناقضة، ووعود لا تجد طريقها للتنفيذ، وصور وردية تُرسم في الإعلام لا تعكس حجم المعاناة الحقيقية على الأرض. مثل هذا الكذب يؤدي إلى تآكل المصداقية وفقدان الأمل لدى الناس، ما يفتح المجال أمام اليأس والإحباط.
🔹 البطولات الوهمية: تخدير للوعي
أما أخطر ما تواجهه الشعوب اليوم فهو صناعة البطولات الوهمية؛ حيث يُروَّج لانتصارات جزئية أو وهمية باعتبارها إنجازًا استراتيجيًا، بينما الواقع الميداني والاقتصادي والاجتماعي يروي قصة مختلفة تمامًا. مثل هذه “الأساطير المصطنعة” قد توفر لحظات قصيرة من الرضا الزائف، لكنها تؤخر المواجهة مع الحقائق وتُعمق الفشل على المدى البعيد.
📌 إن مواجهة هذه الظواهر تبدأ أولاً بالصدق مع الذات والجرأة في الاعتراف بالأخطاء، فالمجتمعات التي تمتلك القدرة على النقد الذاتي هي الأقدر على تصحيح مسارها. النهوض لا يتم عبر الخطابات الرنانة، بل عبر العمل الجاد والشفافية، واستعادة ثقة الناس بقياداتها ومؤسساتها.
المطلوب اليوم مراجعة شاملة لكل السياسات والمواقف، والبحث عن نهج جديد يقطع الطريق أمام النفاق والكذب وصناعة الأوهام، لأن مواجهة التحديات الحقيقية تحتاج إلى إرادة صادقة، لا إلى شعارات فارغة.