الصحافه

واشنطن بوست: معالم وقف الحرب في غزة واضحة وكلما طال أمدها ستخاطر إسرائيل بخسارة دعم الحزبين الأمريكيين لها

واشنطن بوست: معالم وقف الحرب في غزة واضحة وكلما طال أمدها ستخاطر إسرائيل بخسارة دعم الحزبين الأمريكيين لها

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن ملامح اتفاق وقف إطلاق النار واضحة ومعروفة، لكن معاناة الفلسطينيين مستمرة.

ففي الوقت الذي تبدو فيه فيه إسرائيل وحماس تقتربان من وقف إطلاق النار، لكن الاقتراب ليس كافيا لتحقيق صفقة. فبعد 21 شهرا، يبدو أن إسرائيل وحماس تقتربان بشكل محبط ومثير للدهشة، من التوصل إلى وقف إطلاق نار قد يفضي إلى إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين وتدفق الإمدادات الغذائية والطبية الضرورية جدا إلى غزة.

ولا يعني هذا أننا سنرى صفقة، فقد مررنا بهذا الموقف سابقا، كما تقول الصحيفة، لنرى فقط اتفاقات وقف إطلاق النار المأمولة تنهار.

وأضافت أن المنطقة تحتاج بشكل عاجل وأكثر من أي وقت مضى لصفقة. فقد وصلت الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات كارثية وقتل حوالي 60000 فلسطيني وتم تقريبا تشريد كل سكان القطاع البالغ عددهم  أكثر من مليون نسمة. ويعيش ما يقرب من ثلث سكان غزة حالة نقص الطعام لأيام. فيما يعاني آلاف الأطفال من سوء تغذية حاد، وقد توفي العشرات منهم في الأشهر الأخيرة.

وفي غضون ذلك، تضرر أو دمر أكثر من 80% من المؤسسات الصحية في غزة. وتقول الصحيفة إن حماس تصر على وقف دائم للنار وانسحاب للقوات الإسرائيلية من القطاع، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أنهى زيارة استمرت أربعة أيام لواشنطن مصمم على نزع سلاح غزة والتخلص من حماس والتمتع بالحرية المطلقة للتحرك في القطاع كما يشاء. وفي الوقت الذي يتشاجر فيه الطرفان، يعاني السكان.

وقالت الصحيفة إن طريقا مسدودا آخر أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يوما في آذار/ مارس، وأدى لإطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا ومئات من الأسرى الفلسطينييين. وكان سبب انهيار الهدنة التي اتفق عليها في كانون الثاني/ يناير، هو رفض إسرائيل المضي للمرحلة الثانية والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح الأسرى المتبقين وبدء مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم.

وهناك دافع آخر لعدم مواصلة الاتفاق وهو غضب الإسرائيليين على الاستعراضات التي رافقت الإفراج عن الأسرى. وعند ذلك، فرضت إسرائيل حصارا دائما على المساعدات الإنسانية، وهو عقاب لسكان غزة لا يبرر بناء على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها.

وقتل أكثر من 7000 فلسطيني وجرح أكثر من 25000 آخرين في غارات عسكرية إسرائيلية منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس حسب وزارة الصحة في غزة. وتشير دراسات أخرى إلى أن الوفيات غير المباشرة، الناجمة عن سوء التغذية والمرض وانعدام الوصول إلى الأدوية والرعاية الطبية، تجعل العدد الحقيقي للضحايا أعلى.

وتزعم الصحيفة أن إسرائيل حاولت “التخفيف جزئيا” من معاناة الفلسطينيين بفتح مجموعة من مراكز توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، لكن الجهود كانت كارثة.

فقد اضطر آلاف الفلسطينيين اليائسين والجياع إلى قطع أميال طويلة سيرا على الأقدام من منازلهم في الشمال، مرورا بنقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، إلى مراكز التوزيع القليلة العاملة. وفي خضم هذه الفوضى، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين الجوعى. وقتل ما يقرب من 800 فلسطيني كانوا يسعون للحصول على المساعدة، وجرح أكثر من 5,000 آخرين منذ أن بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” عملها في أواخر أيار/مايو.

وتقول الصحيفة إن معالم اتفاق وقف إطلاق نار جديد، وإنهاء دائم للصراع، واضحة للعيان. ففي المرحلة الأولى، وهي هدنة لمدة 60 يوما، يتعين على حماس الكشف عن مصير الأسرى الإسرائيليين الخمسين المتبقين (والذي يعتقد أن بعضهم قد مات)، وإطلاق سراح نصفهم على الأقل. ويجب على إسرائيل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين والسماح للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية الأخرى بالدخول إلى غزة للبدء في توفير الغذاء والمياه الصحية وزيت الطهي وحليب الأطفال والحفاظات والأدوية وغيرها من الضروريات.

وتعتقد الصحيفة أن الوقت مناسب وخلال مرحلة وقف إطلاق النار للضغط  على حماس، عبر الوسطاء القطريين أو المصريين أن عهد حكمها قد انتهى في غزة.

وقد يكون الآن هو الوقت المناسب لإكراه حماس، في ظل ضعف إيران، الراعي الرئيسي للجماعة، بسبب الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، إلى جانب تحطيم إسرائيل الوكيل الإقليمي الرئيسي لإيران وهو، حزب الله. وتقول الصحيفة إن هناك أدلة على أن سكان غزة تعبوا من حماس. ومع ذلك يجب أن يكون هناك ضغط على نتنياهو أيضا لكي يوقف الغارات الجوية التي ضربت المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ومواقع توزيع الغذاء.

ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يستهدف المسلحين الفلسطينيين. لكن حصيلة القتلى المدنيين المتصاعدة مرتفعة للغاية. وكلما طال أمد هذه الكارثة، زادت مخاطرة إسرائيل بفقدان ما كان في يوم من الأيام أثمن ما تملك: الدعم الحزبي لغالبية الأمريكيين. لقد طال أمد الحرب، حتى مع بروز بوادر اتفاق لإنهائها منذ زمن بعيد.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب