“الطيّبون” يبنون معسكرات اعتقال.. قصيدة صادمة تنتقد ازدواجية الخطاب الغربي

“الطيّبون” يبنون معسكرات اعتقال.. قصيدة صادمة تنتقد ازدواجية الخطاب الغربي
رائد صالحة
واشنطن- في قصيدة لاذعة نُشرت اليوم، سلّطت الكاتبة والناشطة الأسترالية كايتلين جونستون الضوء على ما وصفته بـ”نفاق القوى الغربية” في تعاملها مع العدوان على غزة، مستخدمة أسلوبًا شعريًا حادًا يكشف تناقض الخطاب الذي يصف بعض الدول بأنها “الطيّبون”، رغم تورّطها في جرائم بشعة بحق المدنيين.
القصيدة التي حملت عنوان “الطيّبون” (The Good Guys)، تفضح بأسلوب ساخر ومؤلم ازدواجية المعايير في الغرب، من خلال صور شعرية تجمع بين الموت اليومي في غزة، والتجاهل المترف في المجتمعات الغربية، حيث يُناقش العقار بينما الجثث ما زالت تحت الأنقاض.
وفيما يلي ترجمة كاملة للقصيدة:
“الطيّبون”
“الطيّبون” يبنون معسكرات اعتقال في رفح،
ويذبحون المدنيين وهم يحاولون الحصول على الطعام.
“الطيّبون” يحلّقون حول الكوكب بمئات القواعد العسكرية،
ويخبروننا أننا لا نسمح بمعارضة الإبادة الجماعية.
بالأمس رأيت فتاة صغيرة تلعب،
فكّرت كم هو جميل أنها تملك جميع أطرافها،
وأنها لا ترقد ساكنة،
مغطاة بالغبار الرمادي،
بينما والدها يصرخ ويبكي،
وينادي الرب،
محاولًا تقبيلها لتعود إلى الحياة.
العالم تغيّر الآن.
القمر مغطى بالمباني المسحوقة.
الحمام يبكي،
وصوت الريح يشبه صوت الطائرات المسيّرة.
أحيانًا أسعل ويخرج الغبار الرمادي.
وأحيانًا… حذاء طفل.
يوجد حمار ميت في فناء منزلي الخلفي
لا أحد يريد الحديث عنه.
الأستراليون يتحدثون عن استثمارات العقارات،
وكيف يمكنك أن تهدم منزلًا،
وتبني مكانه منزلين،
ثم تتظاهر أن أيًّا منهما
لا تفوح منه رائحة الجثث.
مذيع الأخبار يخبرنا أن الشركات
أصبحت تُفرغ منتجاتها مباشرة في المحيط الهادئ،
بينما يتمسك بحافة الشاشة
كي لا يسحبه الثقب الأسود.
“كل شيء على ما يرام!” يصرخ مذيع الأخبار،
“والنظام يعمل على أكمل وجه!”
فنحن “الطيّبون”، في نهاية المطاف.
نحن، في النهاية، الطيّبون.
وتعتمد القصيدة على مفارقة مركزية: ادّعاء الأخلاقية في مقابل ممارسات الإبادة. وتوظّف جونستون صورًا رمزية كثيفة مثل “الغبار الرمادي”، و”حذاء طفل”، و”الثقب الأسود” لتصوير انهيار المعنى الإنساني وسط صمت دولي متواطئ. كما تستخدم مفردات الحياة اليومية في الغرب – العقارات، الأخبار، المنتجات – لتقابلها بمشاهد الموت في غزة، ما يضفي على النص طابعًا سياسيًا لا لبس فيه.
وتُعدّ هذه القصيدة جزءًا من تقليد أدبي غربي حديث بدأ ينهض من هامش الخطاب الإعلامي، ليواجه سرديات القوة والسيطرة الأخلاقية الغربية، ويفضح التناقض بين الشعارات الإنسانية والواقع الوحشي في فلسطين المحتلة.
“القدس العربي”: