مقالات

  معنى الحدود في الوطن العربي  * بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

  معنى الحدود في الوطن العربي  -ومضة عربية*
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
{سألوه: تنادي بالوحدة العربية،أين حدود العراق ؟أجاب وهوينظر في وجوههم،حدود العراق هي حدود الوطن العربي كله من المغرب العربي إلى البحرين.}
وذكرني هذا الجواب بمقولة للأستاذميشيل:حدود القطر العربي الواحد،هي حدود الوطن العربي كله.كتبت دراسة حول هذه المقولة،وقلت إن هذه الأطروحةتمثل في علم وفلسفة القوانين،قانونا قوميا يقود حركة الوحدة العربية الذي تأخذ به الجماهير العربية،في نضالها وتضحياتها خلال المراحل التاريخية التي عاشتها هذه الجماهير من الأمس..إلى اليوم..ومن اليوم إلى الغد العربي الكفيلة به الأجيال العربية.
وعن بحث في المؤشرات التي تعتمد عليها دراستي لمعنى الحدود في الوطن العربي،أتيت إلى تاريخ هذه الحدود فوجدت كثرة من المعطيات تؤكدًأن الحدود السياسية في الوطن العربي،صنعة العدوانية الغربية في أعقاب اتفاقية سايسكس/بيكو،ومشروعها في تقسيم الوطن العربي إلى أنظمة عربية محكومة ومنقادة من قبل سياسيا دول العدوانية الغربية،تمهيدا للبوح بإنشاء بقعة جغرافية تتوضع في داخلها مجموعة من صهاينة العالم،تمهيدا للإعلان عن إنشاء الكيان الاستيطاني الذي يسمى في أعقاب ذلك” إسرائيل”.
ولذلك فإن قاعدة الحدود السياسية المصطنعة المفروضة بسياسات الأنظمة، فاقدة لشرعيتها، بمعنى أنها تزول بزوال الأنظمة السياسية،أو بتغيير هذه السياسات إجراءاتها،وثمة دلائل لاسبيل لذكرها والخوض في تفاصيلها،مثل قيام الجمهورية العربية المتحدة،والاتفاقات الثنائية بين بعض الأقطار العربية.
وأشرت إلى مسألة في غاية الاهمية إلى الحدودالثقافية،وقلت إنها:أشبه بخطوط الطول والعرض بين ثقافة محلية ووطنية وقومية،وهي الخطوط التي ترمز إلى التنوع الثقافي بين أقطار الأمة العربية،مثلها مثل باقي الأمم،وهوعامل إغناء للثقافة(1)
ومع ذلك فإن الحدود السياسية بين الأقطار العربية فاقدة لشرعيتها لأنها وجدت بفعل سياسات العدوانية الغربية، وبالتالي لايمكنهاأن تخلق حدود ثقافية تجزيئية لوحدة الهوية العربية،على أساس حدود ثقافية/ثقافية بالمطلق،فهذه الحالة الحدودية الثقافية في الوطن العربي حالة ذهنية،قابلة للزوال بزوال أسبابها،وهي في الحالة العربية الراهنة،واعتمادا على القانون القومي السالف ذكره،فإن مايطلق عنه حدود ثقافية بين الأقطار العربية،لايعدو أن يكون أكثر من مناطق ثقافية(2)موجودة بين مدينة وأخرى،وجهة إقليمية..إلخ
1- يرجى الرجوع إلى دراستنا المنشورة في كتابي :في فكر ميشيل عفلق—دار الازمنة—عمان —الأردن—2009–ص171–الفصل السابع—208
2– معنى الحدود في الفكر الانثروبولوجي —دراسات انثروبولوجية تطبيقية—الدار الوطنية الجديدة—دمشق—2006.ونشرت هذه الدراسة في جريدة المجد الأردنية.
*مهداة إلى كل عربي يؤمن بحقيقة: إن حدود كل قطر عربي هي حدود الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب