مقالات
العقلية النقدية ومتاهات الخلفية الثقافية العربية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

العقلية النقدية ومتاهات الخلفية الثقافية العربية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
المقاربة من العقلية النقدية،لن تتماشى مع الدراسات الأكاديمية،وهي تبحث وتجول في الفكر النقدي بكل خلفياته الفكرية،ومدارسه واتجاهاته،ولن تطرق أبواب المراجع والأسانيد اللغوية.
علما أنها ترى في النقد الفكري والفلسفي والاجتماعي والثقافي والسياسي،والنقد الأدبي الشعريّ والروائي والمسرحي،علامات ومشاهد وأفكار ووجهات نظر موزعة،في تلك الأشكال والأنواع من النقد،وما أتت به من أفكار وآراء تشكل إضاءات لما تريد قوله..عندما نمتلك العقل النقدي،نكون قد حققنا له في عقولنا وذهنيتنا الفكر النقدي بمدارسه واتجاهاته وموضوعاته،ونلنا المعرفة الفكرية،التي تحسب على ما يطلق عليه التثقيف الذاتي،والتبحر فئ شؤون الحياة،وما يخص شأن العقل في هذه الشؤون،بحثا وتنقيبا،وتسمية قضايا الفكر النقدي باسمائها. ومع ذلك يظل في الشعور وذاكرته الحاضرة الغائبة،قضايا وافكار وإحساس وهموم،وما يراد العقل في هذه اللحظة وتلك الفكرة نقده والتعامل معها بحيث يظهر مافي هذه الفكرة مما يوافق عليه،أو ينتقده لنميز مافيه من عيب أو حسن.
في لحظة النقد هذه،السؤال المطروح على العقل الناقد وصاحبه،هل تتخالط في وعيه،وتحصيله الفكري مما هو ساكن في وعيه واللاوعي من قيم ومعاني وأعراف،وانتماءات وولاءات وعقائد ومعتقدات تمت لحياته النفسية وتركيبه الذهني،إذا جاز هذا التعبير،وهذه الخلطة التي تتحقق أثناء العملية النقدية،أو الموقف النقدي،من الشعور واللاشعور،ما بين الوعي واللاوعي،تجعله يحيد عن الفكرة النقدية التي أراد أن يقولها .
إذا،وعلى ذمة الثقافة من قولها إنها المكون الرئيس والأساس ،فهي تتدخل من خلال موروثها الثقافي في الموقف النقدي وتطبعه بطابعها ،أليس علم النفس الثقافي،وعلم النفس التحليلي،ومفردات فرويد في الظاهر والباطن،والشعور واللاشعور،هو الذي يقول إن لحظة النقد الحالية تجاه هذه الفكرة وتلك،وهذه الرواية وتلك المسرحية،وبيت القصيد الذي يقول فيها الشاعر الفلاني قولته،من الأفضل له أن يأتي بتلك الفكرة وتلك الكلمة فيها أشياء وافكار من الموروث.
في العقل النقدي ثمة عمليات عقلية يقوم بها الإنسان نقدا ومعرفة،غير مقطوعة في اللحظة الراهنة عن ماضيها بما هو موروث،وبما هو مكتسب.،وما لهذا كله من فعاليات فكرية تمت لماضي الفكرة وحاضرها،وهذا ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبارونحن نقرأ النقد،وخاصة النقد السياسي والفكري،من أجل أن يكون التصويب للنقد،على حذر بأن لايهمل معرفة شخصية الناقد،لأنً في هذه المعرفة دلالة على مايجب أن يقول الناقد بنقده ،لا بما هو موروث وله سكنه داخل وعي الشخصية الناقدة خلال سيرورة حياته.وسؤال المقاربة
هل نقد الفكر الديني عند صديقنا صادق جلال العظم فيه،أوفي جوانبه وجمله وأحكامه ووالخلاصة الفكرية التي وصل إليها لاتتساكن فيه موروثه الثقافي،هذا السؤال طرحه على تفكيري المواقف النقدية لصادق،غداة دخوله ساحة المعارضة لنظام بشار الأسد،والمصطلحات التي استخدمها في كتاباته نقدا للنظام،وإذا تكلمنا عن المعاني الحقيقية لمفاهيمه التي تخص مفهوم الطائفية،فهل نرى فيها موروثه الثقافي؟*
* فكرة ورأي ووجهة نظر في النقد مطروحة للنقاش
د-عزالدين حسن الدياب.