ثقافة وفنون

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ! ( 2 )

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ! ( 2 )
بقلم : رحال امانوز .
الفصل : الثاني .
وجبة العشاء كانت عبارة عن ربع دجا جة مشوي مع بطاطس مقلية . لم انس شراء بطاقة لتوفير الانترنيت. وشحن هاتفي المحمول .  كانت الساعة العاشرة ليلا . مازال امامي مزيد من الوقت لوصول الحافلة . اخذت حقيبتي وجلست في المقهى التابع لمكتب شركة النقل . طلبت من النادل قهوة سوداء خفيفة بدون سكر . وقعدت في مكاني انتظر . كانت نظراتي  تنتقل بين المسافرين . اغلبهم تدل سحناتهم على أصولهم الشمالية . شباب عزاب وأسر : رجال ونساء وأطفال . الأطفال هم اكثر من يفرح بالسفر . يتخلصون من مقاعد الدراسة . ومن القبوع بين الجدران الاربعة … ها قد وصلت الحافلة . وبدا الركاب في الصعود . بداية الرحلة عرفت شجارا بين السائق ومساعده . كانوا يتعاركون من أجل  . اقتسام غنيمة حمولة الركاب الزائدة . أحس مساعد السائق بالحيف . اعتبرها قسمة طيزى . تبادلوا سيلا من الشتائم . بكلام بذيء لم يراعوا . فيه وجود اطفال ونساء . بل وصلوا إلى حد محاولة تبادل الضرب . فتدخل بعض الركاب لإجراء الصلح بين الطرفين . قلت مع نفسي  : ياله من فال سيء ! انطلقت الحافلة مغادرة محطة المسافرين اولاد زيان . بعد خروجها من المدار الحضري . انعدم الضوء . وأصبحنا نسبح في بحر الظلام الليلي .  وعاد السائق ومساعده يتبادلان اطراف الحديث . وكأن  شيئا لم يقع . تعالت ضحكاتهم وهم  يتبادلون النكات … قطعت الحافلة العشرات من الكيلومترات . اشرفنا على دخول مدينة الرباط . بدأت الحافلة تترنح في سيرها . وأخذ يصدر عنها أزيز حاد  . وفجأة بدأ الدخان الاسود يتصاعد من مقدمتها . نزل السائق بسرعة متفقدا . تساءل الركاب بغضب وخوف : ما الخطب ؟ ماذا وقع ؟  . اجابهم مساعد الساءق بعصبية : عطب أصاب الحافلة ! تململ الركاب في أماكنهم متدمرين  . غادرت البهجة قلوب الصغار  ! ارتفع صوت امرأة محتجة : هيا أصلحوا العطب ! او وفروا لنا حافلة أخرى تقلنا إلى وجهتنا ! لن نبقى هنا طوال الليل ! هيا تحركوا ماذا تنتظرون ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب