الصحافه

أمام الضغط العالم جيش يفقد السيطرة ودولة في هستيريا.. وسموتريتش: سنضطر لوقف التجويع مؤقتاً

  أمام الضغط العالم جيش يفقد السيطرة ودولة في هستيريا.. وسموتريتش: سنضطر لوقف التجويع مؤقتاً

وجدت إسرائيل نفسها في طريق مسدود، وصلته بشكل واع، بتجاهلها لكل التحذيرات ولكل نوع من التفكير العقلاني.

لقد أودع نتنياهو بيد سموتريتش، رجل اليمين المتطرف، إدارة المعركة في غزة، وجعله “وزير الدفاع الفعلي”. وهو، سموتريتش، قاد إسرائيل إلى تقليص حجم المساعدات من 4500 شاحنة أسبوعياً إلى بضع مئات قليلة. ودفع باتجاه إقامة “مدينة إنسانية” في رفح، هي عملياً مدينة تهجير من غزة.

كما حث سموتريتش على المناورة واحتلال محور موراغ. في هذه اللحظة، مشكوك مدى أهمية هذا المحور لتحقيق مفهوم حراسة وعمل للجيش الإسرائيلي في القطاع.

هيئة أركان الجيش الإسرائيلي لا تملك الشجاعة للوقوف في وجه نزوات المستوى السياسي، الذي يجهل كيفية إدارة الحرب. في نهاية الأسبوع، روى ضباط عن الطريقة التي يتصرف فيها المستوى السياسي تجاه السكان في غزة. وكيف تنزل الأوامر والتعليمات، التي تناقض إحداها الأخرى.

لقد أصبح الجيش الإسرائيلي في غزة مؤخراً “محطة إطفاء” لحرائق ائتلاف نتنياهو. قبل نحو أسبوعين، في الصور التي وصلت من غزة، ظهر مسلح يجلس على شاحنة مساعدات وفي يده كلاشينكوف. وحسب الصور، لم يكن واضحاً إذا كان هذا مخرباً من حماس أم من إحدى العشائر أم هو من منظمات الجريمة المحلية التي قررت سلب شاحنة المساعدات.

لقد أثارت الصور غضب “وزير الدفاع بالفعل” سموتريتش، الذي أجرى مكالمة مع رئيس الوزراء. وعندها، صدرت في غضون دقائق، تعليمات للجيش الإسرائيلي بوقف دخول شاحنات المساعدات، بدون نقاش معمق، أو فحص للأمور أو فهم مآلات هذه الخطوة. عمل المستوى السياسي، بارتجال، لإرضاء القاعدة اليمينية.

مر يوم ونيف. وصل إلى إسرائيل وفد احتجاج من الاتحاد الأوروبي، ونقل رسالة حادة عقب وقف التموين. وعندها، مرة أخرى، في غضون دقائق، نزلت على الجيش الإسرائيلي تعليمات من المستوى السياسي، باستثناء أنها معاكسة هذه المرة. أدخلوا شاحنات المساعدات إلى القطاع فوراً، وحدث هذا أيضاً بدون مداولات أو إجراء مرتب، ببساطة تعليمات من فوق.

في الأيام الأخيرة، بدا الجيش الإسرائيلي ببساطة في حالة هستيريا. كل شيء يغلق عليه: فشل أمام حملة التجويع، وضغط من دول العالم، وتصلب حماس في المفاوضات، وفقدان إسرائيل أدوات الضغط على حماس دون دفع ثمن باهظ من حياة الجنود والمخطوفين، ومزيد من النقد من العالم.

النتيجة: اضطرت إسرائيل للعمل بفزع: فتح التموين من مصر، والسماح بإنزال المساعدات من طائرات أردنية وإماراتية، وربط خط الكهرباء بمحطة التحلية، وإدخال منتجات النظافة الشخصية على نطاق واسع، والعمل على إدخال أدوية ومستلزمات لعموم المستشفيات.

كل بضع ساعات، يسارع الجيش الإسرائيلي للتبليغ والتحديث عن كميات الغذاء التي تدخل إلى غزة. وكل هذا يحصل بخلاف السياسة التي حاول “وزير الدفاع بالفعل” أن يتبعها طوال الأسابيع والأشهر الأخيرة.

تحاول إسرائيل الآن العمل للحصول على الشرعية. وهي تفهم بأن المحادثات الجارية للوصول إلى تحرير المخطوفين باتت في طريق مسدود بسبب سلوك فاشل في إدارة المعركة. كل ذي عقل يفهم بأنك عندما تغلق وتقلص خطوط تموين الغذاء لملايين البشر، لن تتمكن من الخروج من هذا بسلام حيال الأسرة الدولية. والآن تحاول إسرائيل إيجاد المخرج من مغامرة زائدة.

آفي أشكنازي

 معاريف 27/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب