غضب شعبي لمقتل معتقل سوري.. والحكومة تتعهد بتحقيقات ومحاسبة المتورطين

غضب شعبي لمقتل معتقل سوري.. والحكومة تتعهد بتحقيقات ومحاسبة المتورطين
تفاعلت قضية وفاة الشاب يوسف لباد بعد اعتقاله داخل المسجد الأموي في العاصمة السورية دمشق، بإصدار مواقف رسمية من وزيري الداخلية والعدل، تضمنت تعهدات بإجراء تحقيقات “نزيهة وشفافة”، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب الروايات بين السلطات وعائلة الفقيد.
وقال وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، في منشور عبر منصة “إكس”: “نقدم أحر التعازي لذوي الشاب يوسف اللباد، ونتعهد بإجراء تحقيقات نزيهة وعاجلة بشأن وفاته، وفي حال ثبوت تورط أي من عناصر حرس المسجد الأموي أو عناصر الأمن في المنطقة بوفاة الشاب يوسف اللباد، سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقهم دون أي تهاون، عبر الجهات القضائية المختصة”.
يا حيف بس والف يا حيف
حي القابون الدمشقي
فيديو للشاب يوسف لباد الذي استشهد تحت التعذيب ،،،؟؟؟
شاهد فرحته بسقوط النظام المجرم،،،،
لعنه الله على من قتله ومن عذبه ومن امر باعتقاله ومن يتستر على هذه الجريمة لعنه الله عليكم يا من قتلتم فرحة اهله
مثل هذه الجريمة يجب ان يحاسب الجميع… pic.twitter.com/n6tD51HOfm— دمشقي Ali.Doughni (@Ali_Doughni) July 30, 2025
وأضاف خطاب أن الوزارة “تؤكد التزامها الكامل بتحقيق عادل وشفاف، ونقل تفاصيل القضية إلى الرأي العام كما حدثت، بعد انتهاء التحقيقات وصدور تقرير الطبيب الشرعي”.
بدوره، عبّر وزير العدل السوري، مظهر الويس، عن تفهمه للغضب الشعبي إزاء الحادثة، وقال عبر حسابه في “إكس”: “نود أن نعرب عن تقديرنا لشعبنا على الغيرة والحرص والتفاعل الحار حول قضية المواطن المغدور يوسف اللباد، وإننا نتفهم الغضب الذي يبديه المواطنون تجاه هذه الحادثة الأليمة”.
وأكد الويس أن الوزارة “ملتزمة بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية دون أي محاباة أو تهاون“، مشددًا على أنه “لا أحد فوق القانون، ولن يفلت أي متورط من العقاب إذا ثبتت إدانته”. كما أشار إلى أنه تم توجيه النيابة العامة “لأخذ دورها بكل جدية وشفافية في التحقيق، ومتابعة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المتورطين”.
لجنة طبية وتحقيقات جارية
من جهته، أعلن المحامي العام بدمشق، القاضي حسام خطاب، عن تشكيل لجنة طبية ثلاثية من الأطباء الشرعيين والاختصاصيين للكشف على الجثمان وتحديد سبب الوفاة. وقال خطاب لوكالة الأنباء السورية “سانا” إن التحقيقات ما تزال جارية “بكل حيادية وشفافية”، وإنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة “في حال وجود فعل جرمي تأكيدًا لمبدأ سيادة القانون”.
تضارب في الروايات
حادثة وفاة اللباد أثارت جدلًا واسعًا، خاصة مع تضارب الروايات حول ظروف احتجازه ووفاته.
فوفق ما أفاد به مصدر في وزارة الداخلية السورية فإن الشاب دخل الجامع الأموي وهو “في حالة نفسية غير مستقرة”، وإن كاميرات المراقبة وثقت “تصرفات غير طبيعية” له داخل المسجد.
وأوضح المصدر لقنوات إعلامية سورية أن عناصر الحراسة احتجزوه في غرفة الحراسة بعد ملاحظة سلوكه، وأنه “آذى نفسه بأجسام صلبة ما تسبب بإصابات بالغة”، وتم استدعاء الإسعاف، لكنه فارق الحياة قبل وصوله للمشفى. كما أشار المصدر إلى فتح تحقيق رسمي، وإحالة جميع العناصر الموجودين في موقع الحادثة إلى التحقيق.
في المقابل، قالت عائلة يوسف اللباد في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الشاب اعتُقل من داخل المسجد على يد دورية تابعة للأمن الداخلي، وذلك بعد رفضه مغادرة المسجد، وإنها تسلمت جثمانه لاحقًا “وعليه آثار تعذيب واضحة”، متهمة الجهات الأمنية بالتسبب في وفاته داخل الحجز.
وأضافت العائلة أن يوسف، وهو من أبناء حي القابون ووالد لثلاثة أطفال، كان قد عاد من أوروبا إلى سوريا قبل يومين فقط من وقوع الحادثة، بعد سقوط النظام السابق.
وفد رسمي وتعزية
وبحسب “مركز القابون الإعلامي”، فقد زار وفد رسمي من وزارة الداخلية منزل العائلة في حي القابون، ضم ممثلين عن الإدارة العامة للمباحث الجنائية وقيادة شرطة دمشق وقسم المتابعة. وقدم الوفد تعازي الوزارة لعائلة الفقيد، وأكد أن التحقيقات مستمرة، وأن جميع العناصر الذين كانوا في الموقع أحيلوا للتحقيق “بشفافية ودقة”.
(وكالات)