ثقافة وفنونمقالات

في حضن البقعة… ذاكرة لا تموت بقلم الاستاذ عبداللة المنشاوي 

بقلم الاستاذ عبداللة المنشاوي 

في حضن البقعة… ذاكرة لا تموت
بقلم الاستاذ عبداللة المنشاوي 
في البقعة…
حيثُ تنبتُ الحكايات من شقوقِ الخيام،
وحيثُ يُغزلُ الصبرُ خيوطَ الفجرِ من سوادِ الليالي،
هناك، لا يُولدُ الإنسانُ فقط، بل يُولدُ المعنى،
يُولدُ الإصرارُ من رحمِ القهر،
ويكبرُ الحلمُ على جراحِ الوطن المعلّق على صدورِ الأمهات.
يا مخيمًا لم تهزمه الخيبات،
ولم تُطفئْ روحهُ الأيام السوداء التي مررنا بها ولا تعاقبُ الفصول،
يا موطنَ الروحِ الأولى،
يا جمرَ الذاكرةِ حين تظنُّ الأيامُ أنها أطفأتْها.
هنا، وُلد الشعراءُ من قهرِ اللجوء،
وانتشرت الأقلامُ كزنابقَ حبرٍ فوق رمادِ الخيام،
وخطّ الخطّاطون أسماءَ القرى المنفية على جدرانِ الصبر،
ورسم الفنانون ذاكرة الوطن واللجو
وارتفعتْ أصواتُ المثقفين لا لتبكي، بل لتُعلن:
أن المخيمَ ليس مأوى… بل هو مدرسةٌ في الكبرياء.
فلماذا ننسى؟
ولماذا لا نُورّث أبناءنا هذا المجدَ المخبوء في زوايا الحارات؟
لماذا لا نمنحُ جيلًا لم يعرف النكبةَ حقَّ الحكاية؟
لماذا لا نفتحُ دفاترَ المخيمِ ليقرؤوا فيها أسماءَ
من علّمونا أن الثقافةَ مقاومة،
وأن الشعرَ بندقيةٌ من نور؟
أيها المخلصون من أبناء البقعة،
يا من رفضتم اغترابَ الروحِ عن أرضِ الذكرى،
يا من كان لكم شغفُ الحضور رغم الاعتذارات،
اعلموا أن التاريخ لا يُكتب في القاعات،
بل في نواياكم النبيلة،
وفي نبضِ قلوبكم التي ما زالت تنتمي.
لكم الفخر،
ولكم المجدُ،
ولكم وعدٌ بأن تبقى ذاكرةُ المخيمِ فينا،
نبضًا لا يخفت،
وصوتًا لا يُسكت،
ونجماً لا يأفل…
تحية اعتزاز ومحبة
  عبدالله المنشاوي (أبو عمر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب