مقالات

أنظمة حكم بلا مؤسسات دولة بقلم الدكتور غالب الفريجات 

بقلم الدكتور غالب الفريجات 

أنظمة حكم بلا مؤسسات دولة

بقلم الدكتور غالب الفريجات 

ما نشاهده اليوم على الساحة العربية نماذج دول فريدة من نوعها لم يسبق أن عرفها التاريخ ولا مارستها المجتمعات الانسانية في ظروف لم تتوفر فيها الامكانيات والأدوات البشرية والمادية، ففي وطننا العربي نماذج دول شملت الوطن على امتداده من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي، ففي نماذج دولنا المعهودة تجد ان لا شبيه لها في العالم امتازت بما يلي :

رجل مستبد يحيط نفسه بمجموعة من المرتزقة لا يجيدون الا تزييف الواقع وتزيينه ويسبحون بحمد الحاكم.

حاكم يحيط الوطن بمؤسسات كرتونية لا حول ولا قوة لها فيما تنتدب اليه لا هم لها إلا بتنفيذ أوامر وتعليمات الحاكم بامره.

فساد ضارب اطنابه في كل مفاصل الوطن والمجتمع والدولة ولا حسيب ولا رقيب بسبب ما يملأ جمجمة هذا الحاكم من عث وفساد.

نظام فقد قدرته على توفير الأمن الوطني فبات الوطن مسرح لكل من هب ودب من الطامعين خارج حدود الوطن.

نظام فقد قدرته على تحقيق التنمية فبات المواطن يعاني من الفقر والجوع والبطالة.

نظام فشل في تقديم أبسط الخدمات التربوية والصحية والمواصلات وترك المواطنين يعانون في كل لحظة يعيشونها.

نظام فقد هيبته على الصعيدين الداخلي والخارجي ومازالت اوداجه تتنفخ مع كل مذلة ومهانة شعبية واخرى خارجية.

هذا النموذج من الدول، نماذج دولنا العربية في نظامنا العربي الرسمي باتت خارج الزمن والتاريخ والجغرافيا الإنسانية، حتى افقدوا المواطن القدرة على الحد الادنى من التفكير، فلم تعد حركات الهبات الشعبية ولا الصيحات الحراكية مجدية في تعديل مسارات الحكم، وحتى المطالبين بالثورة الشعبية البيضاء والتغيير السلمي الديمقراطي قد يئسوا من جدوى كل ذلك.

هل نحن قادمون على ربيع عربي يشمل كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والتربوية، وسيكون جناحي هذا الربيع شعبيا وعسكريا كون المؤسسات الشعبية والعسكرية كلها من نسيج الوطن الواحد الذي أصابت المعاناة كل مفاصل الحياة للجميع؟.

هل هذه الثورة قد امتلكت فرسان إدارتها، ووضعت مخططا لها، ورسمت أهدافها، ام اننا سنعاني من فوضى عارمة تسيل فيه الدماء، ويقتل فيه الأبرياء، وتقطع فيه الرؤوس، حتى حين يشبع المجتمع من هذه الفوضى، ويعود الي صوابه ليبني مؤسسات الحكم ومؤسسات المجتمع المدني ، في الوقت الذي بإمكان مسؤولوا أنظمة الحكم ان يقصروا المدة والمسافة ويعطوا الناس حقوقهم قبل أن تكتمل شروط قيام الثورة فتأتي على الأخضر واليابس على الحاكم والمحكَم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب