ثقافة وفنون

قراءة نقدية لقصة (رجل من زمن مضى) للقاص : رحال امانوز .

قراءة نقدية لقصة (رجل من زمن مضى) للقاص : رحال امانوز .
بقلم :  بشرى الكاضي .
في قصته المعنونة بـ “رجل من زمن مضى!”، ينسج الكاتب رحال أمانوز نصًا رمزيًا مكثّفًا، تتداخل فيه ملامح الواقعية القاتمة مع أصداء الخيال التأويلي، ليقدم صورة سريالية لمدينة تقبع تحت وطأة الخراب والخذلان، وتختبر جوعها وصمتها في زمن الموت المجاني. يظهر بطل القصة ككيان هلامي، غريب الهيئة والهوية، قادم من زمن غابر، حاملاً بين يديه خبزًا ساخنًا ودفءًا إنسانيًا وسط برد الفقد والقمع، في تناصّ عميق مع فكرة المنقذ الذي يخرق صمت العالم ويوقظ بؤر الأمل في وجوه مستضعفة أنهكها الجوع. يمتلك النص نبرة احتجاجية واضحة، مدعومة بلغة وجدانية مشحونة، تعتمد على الجمل القصيرة المتلاحقة التي تضفي على السرد إيقاعًا قريبًا من النثر الشعري. حيث يستخدم الكاتب الرموز والإشارات التي تدل على معاني عميقة ، مستخدما أسلوبًا سهلًا ومباشرًا، مما جعل القصة سهلة الفهم والاستيعاب.
أما شخصية “الرجل”، فهي تتخذ بعدًا رمزياً مفتوحًا، يمكن تأويله كضمير غائب عاد في لحظة حرجة، أو كشاهد من ماضٍ أخلاقي لم يعد له مكان في حاضر مسكون بالعنف والتواطؤ. لكن هذه الرمزية، على أهميتها، كانت لتغتني أكثر لو تم تعميق مرجعياتها أو ربطها بسياق ثقافي أو تاريخي أكثر تحديدًا. ومع ذلك، يظل النص محتفظًا بقيمته الدلالية من خلال رسالته الصافية: أن الفعل الإنساني البسيط قادر على زلزلة منظومات القهر، وأن القادم من الزمن النقي قد يحمل بذور الخلاص المؤقتة في عالم يتواطأ مع الجريمة بالصمت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب