الصحافه

معاريف.. ستارمر يكررها بعد 107 سنوات: لا صهيونية بلا دولة فلسطينية

معاريف.. ستارمر يكررها بعد 107 سنوات: لا صهيونية بلا دولة فلسطينية

نداف تمير

حظيت الصهيونية لأول مرة باعتراف دولي في 2 تشرين الثاني 1917، عندما نشرت حكومة بريطانيا تصريح بلفور تأييداً لحق الشعب اليهودي في وطن قومي. بعد 108 سنوات من ذلك، أعلن رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، بأنه إذا لم توافق حكومة نتنياهو على وقف القتال في غزة والعمل على حل الدولتين، فسترتبط بريطانيا بفرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول.

لا يجب التقليل من الأهمية التاريخية للاعتراف بدولة فلسطينية الذي عمل عليه الرئيس الفرنسي ماكرون في خطوة تشارك فيها السعودية ومعظم الدول العربية. فرنسا وبريطانيا عضوان في مجلس الأمن وفي G7، مجموعة الاقتصادات المتطورة في العالم. اعترافهما بدولة فلسطينية سيجلب معه تغييراً أوسع، ذا معان سياسية، اقتصادية وقانونية. لكن الأهم أن الاعتراف الدولي هو حجر الأساس لتنفيذ حق تقرير المصير للفلسطينيين الذي سينقذ إسرائيل من “مسار الذبح” الذي يقودنا الى كارثة ثنائية القومية دامية أو إلى دولة أبرتهايد – في الحالتين، نهاية الصهيونية.

إن الرؤيا الصهيونية للشعب اليهودي بحاجة ماسة لدولة فلسطينية، ولمن تستمر بدونها. مذبحة 7 أكتوبر فتحت جرحاً عميقاً في المجتمع الإسرائيلي. حرب غزة عمقت أيضاً إحساس الضحية لدى الفلسطينيين. لكن بعد نحو سنتين من ذلك، نعود الى نقطة البداية: لن تقوم قائمة للصهيونية بلا دولة فلسطينية لم تقبل بها الدول العربية في قرار التقسيم. لكن هناك الآن إجماع جارف في أوساطها.

حكومة نتنياهو الأكثر فشلاً في تاريخ حكومات إسرائيل، تسعى بنا إلى واقع دولة واحدة – فروعها العنيفة في الضفة الغربية بدحر السكان الفلسطينيين، وحرب أبدية في غزة بلا أمل أو هدف وبخلق مأساة إنسانية بحجوم تاريخية. نتنياهو نفسه، في محاولة لمصالحة مسيحانيي حكومته، يسعى لضم جزاء من قطاع غزة في الطريق الى حكم عسكري.

أمام هذا الواقع، علينا أن نعانق محاولات أصدقائنا في العالم العمل على واقع آخر يقوم على الحل الوحيد القابل للتحقق في شكل دولتين للشعبين، كجزء من ائتلاف إقليمي. 48 سنة من الحكم على شعب آخر أدت بإسرائيل إلى نقطة الانكسار القيمي الأكبر في تاريخها. نحن في لحظة تأسيسية في تاريخ الحركة الصهيونية. أما الطريق بلا مخرج الذي تقودنا فيه حكومة سكرى القوة وتتحكم فيها المحافل الأخطر فينبغي طرح بديل سياسي له يقوم على أساس تسوية بين كيانين سياديين بعد قيام الدولة الفلسطينية ويتوصلان إلى فصل تام، كونفدرالية أو بكيانين سياسيين في المنطقة التي بين البحر والنهر، بلا حدود متصلبة، إذا كان هذا ما يتفق عليه.

المجتمع الإسرائيلي جريح ومصاب، وعلى المعارضة الآن أن تعرض بديلاً للثأر، للمسيحانية ولحكم شعب آخر. بدلاً من شجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ينبغي تشجيعه والاستعانة به للعمل مع الأسرة الدولية على واقع أفضل لنا جميعاً.

معاريف 5/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب