الصحافه

رئيس إسرائيل: استشراء الجريمة في البلاد تهديد إستراتيجي وعلى الحكومة الكفّ عن الأعذار والشروع في مكافحتها

رئيس إسرائيل: استشراء الجريمة في البلاد تهديد إستراتيجي وعلى الحكومة الكفّ عن الأعذار والشروع في مكافحتها

الناصرة-

انضم رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ للانتقادات المتصاعدة الموجهة من عدة اتجاهات نحو حكومتها لإهمالها وتجاهلها استشراء الجريمة في الشارع العربي داخل أراضي 48، فقال إنها “حالة طوارىء” تستدعي رداً حاسماً وفورياً للإجهاز على المجرمين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس دولة الاحتلال هرتسوغ، خلال استقباله وفداً من الممرضات، إنه توقف مطوّلاً عند ظاهرة انتشار الجريمة، التي أدت لقتل 90 مواطناً في إسرائيل، 73 منهم من فلسطينيي الداخل، آخرهم حنان أبو خيط من حيفا، قُتلت ليلة الأحد بيد عصابة إجرام، ضمن صراع بين عصابات الجريمة، كما أكدت الشرطة الإسرائيلية. وطبقاً لبيان هرتسوغ، فقد قال خلال استقباله الممرضات: “فُجعنا، صباح هذا اليوم، بخبر جريمة قتل أخرى في الدولة، هذه المرة؛ الضحية هي الشابة حنان أبو خيط، أم لطفل يبلغ خمس سنوات، قُتلت بدم بارد بجوار منزلها في مدينة حيفا. أمامكم أيها الممرضات والممرضون، يا مَن تنقذون الأرواح البشرية من جميع فئات وأطياف المجتمع، سأتحدث عن موجة العنف والقتل التي تعصف بإسرائيل”.

آخر ضحايا جرائم القتل الشابة حنان أبو خيط، أم لطفل يبلغ خمس سنوات، قُتلت بدم بارد بجوار منزلها في مدينة حيفا.

 وفي ظل الانتقادات الواسعة التي يوجِّهها فلسطينيو الداخل لمؤسسات الدولة الإسرائيلية بالتواطؤ مع الجريمة والمجرمين، على مبدأ “فخار يكسّر بعضه”، اعتبر هرتسوغ أن موجة العنف القاتل ليست أقل من تحد إستراتيجي لدولة إسرائيل، مشدداً على خطأ من يظن أن النار لن تطال البلدات اليهودية أيضاً.

وتابع هرتسوغ: “الأخبار المؤلمة تداهمنا مرارًا وتكرارًا، يوماً بعد يوم، وحتى عدة مرات في اليوم. المزيد من القتلى، رجالاً ونساءً، بأعمار مختلفة، وأماكن مختلفة، وغالبيتهم العظمى من المجتمع العربي. على ما يبدو أنه لا يوجد أحد محصن حينما يتم تدمير حياة الأبرياء وأحلامهم أمام أعيننا جميعاً. هذا وضع غير مقبول بتاتاً. هذه كارثة وطنية حقيقية. هذا الإرهاب المدني يهددنا جميعًا، علينا التصدي لهذا الإرهاب. أريد أن أكون واضحاً: التفكير بأن هذا العنف سيقف عند الجار ولن يصلك هو تفكير خاطئ”.

 وشدَّدَ على أن “الإرهاب ليس له حدود، القتل والعنف لا حدود لهما”، وقال إنه يناشد جميع المسؤولين الإسرائيليين من قادة ومنتخبين، الحكومة ومجلس الأمن القومي، أنظمة الأمن والقضاء والمخابرات والأمن الداخلي لعقد جلسات طارئة، والجلوس معًا لاتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية، الكّف عن القلق واختلاق الأعذار، والعمل بجميع الوسائل لمحاربة آفة العنف دون هوادة والقضاء عليها، فوراً وسريعاً.

 وفي المقابل، هاجم الوزير أوفير أكونيس، من حزب الليكود، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقال للإذاعة العبرية العامة الإسرائيلية: “أنصح بن غفير أن يركز على مجالات وزارته، ويبدأ بالعمل لمكافحة الجريمة، وتأميم الأمن والأمان، وألا يقاطع بصورة صبيانية اجتماعات الحكومة والتصويت في الكنيست”. وأضاف أكونيس: “أنصحه أيضاً بتعامل فوري مع وعوده التي صدّقها الكثيرون من مواطني إسرائيل، بشأن القدرة على الحكم. والعنف في الشوارع وفي المجتمع العربي لا يحتمل”.

هرتسوغ: هذه كارثة وطنية حقيقية. هذا الإرهاب المدني يهددنا جميعًا، علينا التصدي لهذا الإرهاب. أريد أن أكون واضحاً: التفكير بأن هذا العنف سيقف عند الجار ولن يصلك هو تفكير خاطئ.

أرقام

وفي هذا السياق تشير المعطيات إلى ارتفاع حاد يصل إلى نسبة 250% في عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي في إسرائيل، خلال الثلث الأول من العام الجاري، مقارنة بمعطيات ذات الفترة من العام الماضي. وقتل منذ بداية العام الحالي 65 مواطناً عربياً، بينما قتل في الفترة نفسها من العام الماضي 26 شخصاً. يشار إلى أن معطيات الشرطة الفلسطينية تظهر أن الجريمة في الضفة الغربية أقل بكثير مما تشهده أراضي 48، ما يدلل على فاعلية قوة وردع الشرطة ودورها في مكافحة الجريمة عندما تختار الشرطة أن تعمل فعلاً لحماية الأمن والأمان. ومع ذلك توضح معطيات الشرطة الفلسطينية أن جرائم القتل داخل الضفة الغريبة قد ارتفعت في العامين الأخيرين بنسبة 30% تقريباً، وربما هذا نتيجة تراجع قوة السلطة الفلسطينية.

مظاهرة في جامعة تل أبيب

وعلى خلفية استشراء الجريمة وتوالي جرائم القتل في البلدات العربية داخل أراضي 48، شارك العشرات من طلبة جامعة تل أبيب، أمس الإثنين، في وقفة أقيمت عند مدخل الجامعة، وذلك احتجاجًا على تفشي الجريمة في المجتمع العربي وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية وأجهزة الأمن معها. ونظمت الوقفة الاحتجاجية حركة “جفرا”- التجمع الطلابي في جامعة تل أبيب، وحمّلَ الطلبة السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن ارتفاع أعمال العنف والجريمة، وعدم وجود رادع من قبل الشرطة للجرائم المستفحلة في المجتمع العربي. وتسود مشاعر سخط لدى فلسطينيي الداخل بشكل عام على حكومة نتنياهو السادسة التي تعتبر حكومة أسوأ من سابقتها السيئة، خاصة أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وعدَ وما زال يعد بمكافحة الجريمة والمجرمين واستعادة الحوكمة والأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب