الصحافه

لنتنياهو: من هم الفاشيون.. الذين أحرقوا سيارتك خطأ أم عصاباتك التي ترهب أهالي “خلة الضبع”؟

 لنتنياهو: من هم الفاشيون.. الذين أحرقوا سيارتك خطأ أم عصاباتك التي ترهب أهالي “خلة الضبع”؟

عيناب شيف

مساء الأربعاء الماضي، وصف نتنياهو المتظاهرين والمتظاهرات ضد الحكم بـ “كتائب فاشية”، بعد الحادثة التي أحرقت فيها حاوية قمامة في القدس ووصلت النار إلى سيارة خاصة أيضاً. وكما هو دارج في الكتائب الفاشية، سمعت تنديدات وصرخات نجدة في غضون دقائق من جهة المحافل البارزة في الاحتجاج، ومن رؤساء المعارضة وحتى النشطاء والناشطات. وبالفعل، تم تجميع مئات آلاف الشواكل لتغطية الضرر المادي والنفسي. “لا تصنعوا معروفاً، لا تضحكونا”، عقب نتنياهو (الذي يفهم في “المعروف” تقريباً مثلما هو قوي في الدعابة)، ومرة أخرى، اتهم جمهوراً يعد بعشرات وربما بمئات الآلاف (بينهم عائلات مخطوفين، ورجال احتياط و”مجرد” أناس يعارضون إجراءات الحكومة) بأنهم “يتحدثون ويتصرفون كالفاشيين”.

وبشكل مفعم بالمفارقة، وصل بضع عشرات من المستوطنين الملثمين في الغداة إلى قرية خلة الضبع في جنوب جبل الخليل. وحسب شهادات نشرتها وسائل الإعلام (ولم تنفها سلطات إسرائيل) كانوا مزودين بالسكاكين والعصي ورشاشات الفلفل، وبمعونة هذه الوسائل هاجموا كل من رأوه، ولم يسلم منهم حتى النساء والأطفال. التقرير عن عدد الجرحى والجريحات ليس موحداً، إذ إن الهلال الأحمر عالج بعضهم، ووصل آخرون لتلقي العلاج بأنفسهم، لكن العدد يتراوح بين 14 و19. طيف عمر الجرحى يبدأ برضيعة ابنة ثلاثة أشهر وينتهي برجل ابن 84. والدا طفل ابن ثمانية، ادعيا بأنه نقل إلى المستشفى عقب نزيف دماغي. التقطت صور لآخرين وهم ينزفون دماً وفي محيطهم تدمير واضح.

نأمل في أنكم تقرأون هذا وأنتم جالسون وإلى جانبكم إسعاف، إذ إن التفصيل التالي قد يذهل في أمر لا يمكن لكل واحد أن يحتمله: لم يعتقل حتى الآن أي مشبوه بالفعلة. وبشكل طبيعي، ولأجل تنفيذ اعتقال مشبوهين، فثمة حاجة لهذا الأمر، أي، مشبوهين. لكن حسب بيان الجيش، “مع تلقي التقرير، هرعت قوات الجيش وشرطة إسرائيل إلى النقطة. مع وصولهم إلى المجال، لم يلاحظوا مشبوهين. لا بأس: في المرة التالية سيأتون مع نظارات.

في كل حال، لا تقلقوا. ففي نهاية بيان الناطق العسكري، جاء أن “شرطة إسرائيل فتحت تحقيقاً”. وكما هو معروف في لواء شرطة “شاي”، يدور الحديث عن ضمانة بحل اللغز المنشود في غضون بضعة أيام عمل؛ أي بين مليون ومليار يوم، وحينها سيتم تقديم المجرمين للمحاكمة. قيادة المنطقة الوسطى ربما هي قلقة أيضاً: صحيح أن القائد اللواء آفي بلوط طلب مؤخراً “أعمالاً تصميمية” رداً على العمليات المضادة، والذي هو تجميل عسكري إسرائيلي للعقاب الجماعي، لكنه كلف ضباطه بالمهمة: مستوطنون لا يفترض أن يأخذوا “أعمالاً تصميمية” إلى أيديهم.

قد يبدو هذا غريباً، لكن نموذج عصابات مدنية مع تمثيل في المستويات الأعلى في الحكم والقادرة على فرض الإرهاب على قرية طوال 40 دقيقة، يذكر بمفهوم “الكتائب الفاشية” التي تقلق نتنياهو كثيراً. الأخير بالطبع صرخ: “لا يوجد هنا إنفاذ انتقائي – لا يوجد هنا إنفاذ على الإطلاق، هذا أمر يجب أن يتغير. هذا ما أطلبه من محافل الإنفاذ. هذا ما يطلبه شعب إسرائيل كي تكون هنا ديمقراطية”. بالطبع، اعتقل المشبوه بإحراق السيارة حتى قبل أن يصر نتنياهو على “لا يوجد إنفاذ”. معقول الافتراض أنه سينهي أيضاً استكمال عقابه قبل وقت طويل من أن يتجرأ أحد ما على لجم الكتائب الفاشية التي تتجول في أرض البوار بلا عراقيل.

 يديعوت أحرونوت 8/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب