الصحافه

إسرائيل اليوم: هل استعددنا لإسقاط السلطة الفلسطينية وإزاحة محمود عباس وجماعته؟

إسرائيل اليوم: هل استعددنا لإسقاط السلطة الفلسطينية وإزاحة محمود عباس وجماعته؟

أرئيل كهانا

كل يوم مر منذ قيام السلطة، والصناعة الهائلة التي تدعمها تحذر من انهيارها. صندوق البريد الوافد مليء بتوقعات كهذه من إصدار الأمم المتحدة والبنك الدولي وكذا أجهزة الأمن الإسرائيلية منذ سنوات عديدة.

لا يمكن معرفة ما إذا كان التحذير هذه المرة حقيقياً. فبعد كل شيء، الكيان الدكتاتوري الذي أقامه ياسر عرفات في 1994 كان وبقي ضعيفاً، فاسداً، مكروهاً من السكان، وراعياً للإرهاب. إلى جانب ذلك، فإن موعد انهيار الدكتاتوريات لا تتنبأ بها أي حسابات إلكترونية.

في كل حال، النقطة أنه لو كانت السلطة ذاتها قلقة على وجودها مثل المحافل الإسرائيلية والدولية، لكان بوسعها أن توفر نحو 10 في المئة من ميزانيتها العاجزة في عمل واحد بسيط. كيف؟ من خلال وقف الدفعات لقتلة اليهود.

يدور الحديث عن نحو مليار ونصف شيكل تدفعها للإرهابيين سنوياً. في هذه الأيام أيضاً، تروي السلطة الفلسطينية للعالم بأنها أجرت إصلاحاً. لكن حسب ما توفر من معلومات في إسرائيل، فإن جهاز “قتلت – تلقيت” لا يزال على حاله.

هذه الطريقة التي تحرض فيها السلطة الفلسطينية للإرهاب وتموله بيد، ثم تزعم أنها تقاتله باليد الثانية، يطرح سؤالاً أساسياً: هل المصلحة الإسرائيلية هي الحفاظ على السلطة الفلسطينية أم اقتيادها نحو التفكك (على فرض أن مثل هذه الإمكانية على جدول الأعمال بالفعل)؟ بعد كل شيء، وبمقارنة تاريخية بين البدائل، ليس مؤكداً بأن الوضع الذي ساد قبل إقامة السلطة الفلسطينية كان أسوأ. فقد تحكمت إسرائيل في حينه تحكماً كاملاً في “يهودا والسامرة” وغزة. بالفعل، كانت إدارة حياة السكان مهمة عبثية وليست لطيفة لجنود الجيش الإسرائيلي. لكن الوضع الأمني كان أفضل بـ 3 آلاف ضعف عن القتلى الذين كانوا في البلاد في حينه. مات نحو ألف شخص منذ اتفاقات أوسلو وحتى نهاية الانتفاضة الثانية. وقتل أكثر من ألفين آخرين بالمذبحة والحرب التي جاءت بعدها. وعليه، 30 يوماً من حفظ النظام في السنة في نابلس أو جنين، مقابل سفك الدماء هذا الذي لا ينتهي؟

أضيفوا إلى ذلك النزف السياسي الذي تعاني منه إسرائيل منذ اعترفت بـ م.ت.ف وبمجرد الادعاء “الفلسطيني” على البلاد. في هذه الأيام، نحن مهددون بموجة اعتراف غربي بـ “دولة فلسطينية”، لأن في رام الله سلطة فلسطينية. لو لم تكن، لما كان هناك شيء حقيقي يعترف به.

الحفاظ على أنفسنا

اقتصادياً أيضاً، يبدو أن الأثمان التي دفعناها قبل اتفاقات أوسلو أقل بكثير من تلك التي ندفعها منذئذ. الحرب الحالية، وفك الارتباط، وجدار الفصل والأمن الجاري، كلها تكلف مالاً لم ندفعه قبل أوسلو. فضلاً عن هذا كله، فإن الدرس المركزي الذي تعلمناه من مذبحة 7 أكتوبر، أن البقاء على قيد الحياة في هذه البلاد يستوجب جهداً هائلاً ودائماً. يمكن القيام بألف خطوة وخطوة سياسية، لكن في النهاية إذا لم يكن جنودنا هناك فلا أمن.

وعليه، في جملة الأمور، لا ينبغي للقيادة الإسرائيلية – السياسية والأمنية – أن تنذهل، بل تستعد لإسقاط السلطة الفلسطينية.

فنظراً لكثرة التحديات، ليس صواباً المبادرة إلى خطوة كهذه في هذا الوقت. لكن إذا لم يحافظ محمود عباس وعصبته بالحد الأدنى على أنفسهم، فليس هناك ما يدعونا لنفعل هذا من أجلهم. علينا أن نحافظ على أنفسنا.

إسرائيل اليوم 8/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب