الصحافه

حين يعرض ترامب شروطاً أسوأ مما عرضه ويتكوف.. هل يريد إنهاء الحرب فعلاً؟

حين يعرض ترامب شروطاً أسوأ مما عرضه ويتكوف.. هل يريد إنهاء الحرب فعلاً؟

 حاييم لفنسون

خطة ترامب لـ “إنهاء الحرب” التي نشرتها قنوات تلفزيونية مساء الأحد، ليست خطة لإنهاء الحرب، هي بالفعل خطة ويتكوف – بمعنى أنها تشمل تحرير مخطوفين وسجناء فلسطينيين، وبعدها تبدأ المفاوضات حول إنهاء الحرب. لن تؤدي هذه الخطة إلى شيء، لأنه لا يوجد لدى نتنياهو أي رغبة أو مصلحة في إنهاء الحرب، بل الادعاء أن حماس ترفض التوصل إلى اتفاق. نتنياهو يريد مواصلة الحرب لأشهر كثيرة أخرى، على الأقل حتى موعد الانتخابات.

إن منطق خطة ويتكوف هو أنه بسبب أن الطرفين يختلفان حول طبيعة إنهاء الحرب، فإنه سيطلق سراح عشرة مخطوفين في البداية، ثم يضمن الأمريكيون لحماس ببدء المفاوضات حول إنهاء الحرب بصورة جدية. الآن يقول الأمريكيون لحماس: “أعطوا كل المخطوفين وسنضمن لكم إجراء المفاوضات بجدية”. ولكن ليس لنتنياهو أي مصلحة في إجراء مفاوضات جدية حول إنهاء الحرب. شروط البداية التي وضعها ويقيد نفسه بها لن تؤدي إلى اتفاق نهائي. نتنياهو يعرف ذلك، ولهذا يطرحها.

يمكننا رؤية المناورة من رد فوري صدر عن مكتب نتنياهو: إسرائيل تفحص الاقتراح. وحماس سترفض. لا شيء يفرح نتنياهو أكثر من رفض حماس. رئيس الحكومة يتفاخر في الأسابيع الأخيرة بخطة اقتحام مدينة غزة. لقد اقتنعت قاعدته بالفكرة، ويمكن استغلالها لأشهر. تغريدات وزير الدفاع الطفولية، التي ترافقها أفلام من قصف سلاح الجو في القطاع، وكأنه آخر شباب “الواتساب”، تدل على هذه العقلية.

استطاع نتنياهو أن يبيع ترامب – ليس من الصعب بيعه أشياء كهذه – احتلال غزة كورقة رابحة في المعركة اللانهائية أمام المنظمة الإرهابية. لا شيء في المواد الاستخبارية التي عرضت على وزراء الكابنت تدل على أن حماس قريبة من الانهيار، وأنها فقدت السيطرة في غزة، لكن هذا لا يهم. يوجد عجل ذهبي جديد للتعامل معه. عملياً، يعرض ترامب على حماس شروطاً أسوأ من خطة ويتكوف، بهدف وقف احتلال مدينة غزة. الجميع يفترضون أن حماس ترتجف خوفاً من احتلال غزة وأنها مستعدة للتراجع لمنع ذلك. ولكن لا أحد يتجرأ على طرح سؤال: إذا لم تكن كذلك؟

بعد مرور سنتين على الحرب، تصر إسرائيل على فعل الشيء نفسه مرة تلو الأخرى، والنتيجة واحدة. ثمة مناورات تطلق في الهواء: لو أن غانتس يترك الحكومة ويتوقف عن الإزعاج… لو أننا نحتل رفح فقط… لو أننا ندمر ظهر حزب الله… لو أننا نصفي السنوار… لو نحتل محور فيلادلفيا… لو ننشئ صندوقاً بديلاً للأمم المتحدة لتوزيع الطعام… والآن مدينة غزة، وبعد ذلك مخيمات الوسط. لا نهاية لهذا الأمر.

في هذه الأثناء نجحت حماس في ترميم مكانتها الدبلوماسية في العالم. بعد الهجوم الفظيع، تم عزلها دبلوماسياً وسياسياً في أوروبا والدول العربية. سلوك حكومة إسرائيل المتهور أعاد الحمرة إلى وجه حماس. في هذه الأثناء، هي في موقف تفوق فكري وسياسي على إسرائيل، واحتلال غزة سيصب في مصلحتها. ستهزم إسرائيل في هذه المعركة، والجميع يعرف ذلك، لكن لا أحد يكترث. حسب تقرير ميخائيل شيمش من قناة “كان”، قال نتنياهو أمس في اجتماع للحكومة إن “الدعاية معطلة. لا يوجد جسم يتحدث باسم دولة إسرائيل”. نتنياهو الكلاسيكي هو ضحية إخفاقاته، وليس الجاني. هكذا هو في الدعاية مثلما في الحرب.

هآرتس 8/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب