صحيفة عبرية.. للإسرائيليين: احذروا عودة صلاح الدين من باب الدولة الفلسطينية
صحيفة عبرية.. للإسرائيليين: احذروا عودة صلاح الدين من باب الدولة الفلسطينية
في الشهر القادم، مع مداولات الجمعية العمومية للأمم المتحدة حول الاعتراف بدولة فلسطينية، ربما تلقى إسرائيل تسونامي دولياً مع إمكانية للعقوبات. في تحريك المبادرة الفرنسية، يشارك نشطاء إسرائيليون وسعوديون أكثر من سنة. الميل هو ضغط دولي يفرض على حكومة إسرائيل دولة فلسطينية في حدود 67، عاصمتها القدس. رواد المبادرة الإسرائيليون يعرفون بأن أغلبية شعب إسرائيل سترفض الفكرة في الظروف القائمة. لكنهم مطلعون على مساعي التأثير ويؤمنون بأنه في بلورة الخطة بتأييد دولي واسع، فإن المجتمع الإسرائيلي التعب من الحرب الطويلة لن يرفض بشرى إقليمية لشرق أوسط أكثر أماناً، مع فرص اقتصادية جديدة.
في ضوء مساعي التأثير، سيكون المجتمع الإسرائيلي ملزماً ببلورة موقف. زعماء الاستيطان في “يهودا والسامرة” وغور الأردن ملزمون الآن بالاستعداد للصراع. يجب أن تشدد الرسالة على أن الحديث يدور -مثلما في خراب “غوش قطيف” وأخطر بأضعاف- حول مصير دولة إسرائيل كلها وليس حول مصلحة قطاعية فقط، يتبين أن جهد إحباط المبادرة يجب أن يكون في جهد إعلامي يقاتل في سبيل الرأي العام في إسرائيل.
الظروف تغيرت
لأفضل تفكري، كان إسحق رابين الذي قبل بمبادرة أوسلو قبل أكثر من 30 سنة كان سيرفض اليوم مبادرة الرئيس الفرنسي. كان يعرف كيف يشرح للشعب كيف تبددت الفرضيات التي تجرأ على التوجه إلى مسيرة أوسلو بناء عليها. فهذه الخطوة ولدت في حينه في أجواء سلام عالمية وقعت مع انهيار الاتحاد السوفياتي. أما اليوم، فالعالم في ميل معاكس، مفعم بتهديدات جديدة.
لا ينبغي تجاهل كل ما وقع في إسرائيل والمنطقة منذ هجمة 7 أكتوبر. في هذه الظروف، فإن إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس ستعتبر في نظر كل فلسطيني نتيجة مباشرة لنشوب الحرب في ذاك الصباح الرهيب. وسيعتبر يحيى السنوار أعظم من صلاح الدين.
إن فكرة الدولة الفلسطينية المقترحة في المبادرة الجديدة تسير شوطاً بعيداً عن المكان الذي قرر فيه إسحق رابين السير في قيادة مسيرة أوسلو. في خطابه الأخير في الكنيست، عندما جاء بأوسلو “ب” لإقراره في 5 أكتوبر 1995، عرض رابين مبادئ أساسية: الإصرار على وحدة القدس الموحدة بنطاقها الواسع، بما في ذلك “جفعات زئيف” و”معاليه أدوميم”؛ حفظ غور الأردن “بالتفسير الأوسع” كحدود أمن شرقية؛ وتعريف الدولة الفلسطينية ككيان هو “أقل من دولة”. رئيسا الوزراء باراك وأولمرت، تنازلا تماماً عن هذه المبادئ.
منحى كارثي
في كل مقياس مهني أمني، تعرض خريطة الدولة الفلسطينية في المنحى السعودي – الفرنسي منحى محملاً بالكارثة. وهذا يبدأ بالمطالبة بتقسيم القدس. من ناحية أمنية وبلدية، لا يوجد لوجود توزيع نظام أمني معقول في القدس. بالنسبة لغور الأردن، ففي نقله بكامله إلى الدولة الفلسطينية، ستفقد إسرائيل كل قدرة على الرقابة والتحكم بكل الوسائل القتالية والبشرية التي ستتسلل إلى الدولة الفلسطينية.
إن ماكرون وقادة الدول الذين ينضمون إليه، يمكنهم الانضمام لدولة فلسطينية مجردة من السلاح، ولكن دون قدرة رقابة إسرائيلية فلن يتحقق هذا. في حركة سريعة، قد يدخل إلى مجال “يهودا والسامرة” عشرات آلاف نشطاء الميليشيات على دراجات و”تندرات” والتواجد في خط رأس العين – كفار سابا على نحو مفاجئ. في مثل هذه الظروف، لن تكون لدولة إسرائيل أي إمكانية للدفاع عن نفسها.
حسب المنحى المقترح، ستكون الدولة الفلسطينية ككل دولة بسيادة كاملة على الأرض والسماء. لتشديد رابين على “كيان أقل من دولة” تداعيات حركة لدولة إسرائيل، مثل السيطرة على المجال الجوي أو السيطرة في الطيف الإلكترو- مغناطيسي. في وضع كهذا، ستكون لإسرائيل قدرة رقابة على من يدخل إلى الدولة من الشرق في معابر الأردن. فربما تدخل قوات إرهاب، بل وملايين الفلسطينيين من العالم الذين سيغيرون الميزان الديمغرافي بين البحر والنهر.
هنا يحتاج المجتمع الإسرائيلي ليفهم بأن مبادئ إسحق رابين لأوسلو لم يشطبها مواصلو دربه فحسب، بل إن العالم تغير وتبددت الشروط والفرضيات التي تجرأ على أخذ مخاطر أوسلو رابين بناء عليها.
الاستيضاح الكبير بيننا: ما حلمنا؟ يدور الحديث عن كفاح في سبيل القدس، كفاح في سبيل هوية وجودنا. المجتمع الإسرائيلي ملزم أن يتكتل مثل مقاتلي الـ 48، بواجب القسم إياه على أنهار بابل – “إذا نسيتك يا أورشاليم فلتنسني يميني”.
غرشون هكوهن
إسرائيل اليوم 18/8/2025




