مقالات
دعوة للتغيير من قلب التغيير في الحياة السورية -مساءلات وطنية مشروعة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق -

دعوة للتغيير من قلب التغيير في الحياة السورية -مساءلات وطنية مشروعة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
عندما كتبت مقالي:سوريا بعد التغيير إلى أين،منذ أشهر،رأيت فيه ماجرى من أحداث،ولازلت أرى أن مزيداً من الأحداث ستحدث،إلا إذا تعلمت السلطة:أولاً أن الجيش العربي السوري،حتى يكون بمستوى المهمات الوطنية والقومية،وفي مقدمتها الأمن الاجتماعي والوطني والسياسي،لابد أن يعاد تاسيسه،استنادا إلى نظرة مستقبلية،ترى فيه الوحدة الوطنية،وقوة المجابهة والمواجهة للتحديات التي تواجهها سوريا الآن وفي المستقبل،وفي مقدمتها خطر الكيان الصهيوني،وترى فيه المشاركة في بناء سوريا الحديدة،التي تتسع لكل مكوناتها،على أساس مبدأ المواطنة،وحقوق الإنسان،وعقد اجتماعي يستند إلى تراث سوريا الوطني والقومي،وخطر الطائفية،بما لها من ولاءات وانتماءات قائمة على المغالبة،التي تذهب بها إلى الأسبقية على الولاء والانتماء للوطن،وإنسان هذا الوطن،وخطر اختراق بنية المجتمع،بولاءات للأجنبي تحت دعاوي لاتقنع إلاّ أصحابها. وهذا يستدعي إبعاد بنية الجيش العربي السوري،عن وازع العصبية الجهوية،ووازع الولاءات المتخندقة بتنظيمات عسكرية فصائلية،وعلينا أن ناخذ من ظاهرة”قوى التدخل السريع في السودان درساً لاينسى،وأن يظل حاضراً في الذاكرة الوطنية السورية،فقائد التدخل السريع،رجل عصابة تهريب وقتل،استحضره البشير لقتل المعارضة،فصار شريكاً في البنية العسكريّة السودانية،فانقلب على البشير،،ثم انقلب على شريكه البرهان فضاع أمن السودان،وأصبح عرضة للانقسام العشائري والحهوي و…..
وكل ما نخاف أن يظهر في الحياة السورية،ظاهرة حميدتو،من خلال وجود العديد من الفصائل العسكرية،جنباً إلى جنب مع الجيش السوري،وهل لنا أن نرى ماحدث في السويداء من سلوكيات عصبوية فصائلية، بكل عناوينها الوحشية،وإملاءاتها التقسيمية التفكيكية لبنية المجتمع العربي السوري*.كما يستدعي إعادة النظر في كثرة من الإجراءات المنقادة بعقلية انتقائية،والتي ثبت من تموضعها في الحياة السورية، وتعيناتها في المحافظات،مصحوبة بولاءات للحاكم،ومن في معيته،فكانت أشبه بالمؤشرات المحددات التي تهدد الوحدة الوطنية،وأمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.وتظل العين الساهرة على مستقبل سوريا بعد التغيير،أن ترى في طول المرحلة الانتقالية،مستويات من التحديات التي تزيح أهداف التغيير من مواقعها الرئيسة،إلى مواقع ثانوية،وتؤسس إلى مستويات من التراكمات،المجتمع العربي السوري غير مؤهل لتحمّلها،غداة نصف قرن ونيّف لاقى مالاقاه من ظلم وفقر ومصادرة للحريات واعتداء على الحرمات،ودفع الولاءات
الـطائفية إلى واجهة الحياة السورية.
على أساس هذه المؤشرات جاءت المخاوف التي أتينا بها،،لتقول بوجوب، أن يبدأ التغيير من قلب التغيير قبل أن يفوّت الأوان فتصبح سورية مكسورة الجناح،في السويداء وفي الساحل السوري،وفي شمال سوريا التي تلعب بها قسد دور المؤامرة والتحدي،على وحدة سوريا ومستقبلها،وتصبح الصهيونية تسرح وتمرح على هواها في أمن سوريا الوطني،وفي وحدة بنيانها الاجتماعي.
أن العلامة الأولى في التغيير من قلب التغير،تجاوز الكثير من الإجراءات ًتعيناتها،وفي مقدمتها المجالس المشكلة،والتغيرات التي طالت العديد من الموسسات بعقلية إنتقائية أمنية تسلطية فوقية،تخبرنا أن النظام الذي مضى لاتزال بصماته بارزة على الحياة السورية،فالأخطاء لاتعالج بإخطاء مماثلة أو مقابلة.وهنا نسأل كيفية يجري تغيير بنية إتحاد الكتاب العرب،على الصورة الأمنية التي جرى عليها،وعنوانها عدد الموقف الأدبي الذي استفز كثرة من أعضاء الاتحاد.
ما مفاده من كل ما أتينا به مؤشرات تحديات تهدد الحياة السورية،أنّ سوريا بحاجة إلى دولة مدنية عنوانها المجلس النيابي الذي تستدعي هذه الحياة حضوره،على وجه السرعة، بنفس المقاييس والمؤشرات التي عرفتها الحياة السورية في عقد الخمسينات من الألفية الثانية.
هل يكون لهذه التوجهات أن تقرع أجراس الخطر الذي يهددنا جميعا،نحن أبناء الجمهورية العربية السورية؟
*القوة تحرض القوة المضادة،والدم يستدعي الدم والثأر،والإنتقام لايأتي منه إلاّ الخراب والدمار،وكفى سوريا نصف قرن من الفعل ورد الفعل،فالطائفية مقتلنا جميعهاً .
د-عزالدين حسن الدياب.