مقالات

الرِضاع والتناغم في عروبة الحغرافية و الثقافة العربية بقلم الاستاذ الدكتور د-عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق 

بقلم الاستاذ الدكتور د-عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق 

الرِضاع والتناغم في عروبة الحغرافية و الثقافة العربية
بقلم الاستاذ الدكتور د-عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق
العروبة الوليد الشرعي لعروبة جغرافيا الوطن العربي،كيفية الولادة،وكيفية التراضع الذي يتم بين مكونات عروبة جغرافية الوطن العربي،من تراب وجبال وأنهار وصحراء وبحار ،وما في البحار من أسماك وحيتان وثعبان …إلى آخره .وهذه الجغرافيا ومكوناتها نتركها لجمال حمدان،يستكشف عبقريتها،وتوزع أمكنتها،ومابينها من مستويات في الرضاع،وفي اللغة العربية
(الرضاع)-يقال بينهما رضاع اللّبن:أُخْوَّة من الرضاعة.
ورضاعة عروبة الجغرافيا،تعني أن هذه العروبة الجغرافية تشكل أماً في الرضاعة لكل أبناء الأمة العربية،والأخوة في الرضاعة،اخوة في النسب والحسب،وأخوة في التاريخ،فتاريخ العروبة،الناطق عبر الزمن بأخوة عربية،تشكل لحمتها بانّ العروبة حب،وحب قبل كل شيء وأخوة في الرسالة الخالدة،
التي تشكل مربط الفرس،في أداء العروبة لدورها الحضاري،الذي كلفت به من تاريخها ،وأخوة في العقيدة والأهداف،وفي الآمال والآلام،وأخوة في المصير.كل مستويات هذه الأخوة،حصيلة رضاع اللّبن،وهذه الأخوة لا تباع ولاتشترى،وهذا دلالة ومؤشر على ما بين أبناء الأمة العربية من تناغم في المسيرة النضالية المستقبلية،للأمة العربية في معركة المصير،وتناغم في الأهداف،فعندما نقول،على سبيل المثال،وحدة عربية،نعني وحدة الأم المرضغة،ونعني الحرية،أليست الحرية،أحد مستويات التناغم بين أبناء الأمة العربية،وكيف لا،والأم المرضعة،ألا وهي العروبة،تبث في قلب ابنها
الحنان الأخوي،والأخوة في رضاع اللبن،فوق العضوية البيولوجية،هي أخوة في الروح،وما لهذه الأخوة الروحية من حب وتقديس وفداء.،
وإذا كان هدا حال رضاعة عروبة الجغرافيا،وما يتأتى منها من قوة في الوحدة الاجتماعية والتضامن القومي،فكيف هو حال الأخوة من الرضاعة في الثقافة العربية الشعبية،التي شكلت المكون الأساس للشخصية العرب الاحتماع الحضارية الثقافة العربية،كانت خلال تاريخها الطويل تنبت العادات والتقاليد والأعراف والقيم التي تتربع فوقها العربية،أليست الشخصية العربية،معروفة بدلالاتها التي سميت بهذه المؤشرات بالشخصية العربية،وميزتها بقيمها وأعرافها التي شكلت خصوصيتها العربية،التي تميزها عن الشخصيات الأخرى. وعرفت الثقافة العربية بتنوعها الجهوي والوطني،وكما قلنا إنه تنوع مركب ومكتمل.
ولنأخذ من الشعر العربي الجاهلي،وحتى هذه اللحظة،فنرى أن. رضاع اللبن وأخوته،ينبثق من التراضع في الأفكار والهموم والرضاعة في الآلام والآمال،وألرضاعة في الأهداف والتمنيات ،فإذا عدنا إلى أبو القاسم الشابي في قصيدته:”إذا الشعب يوما أراد الحياة. فلا بد أن يستجيب القدر،والقدر عند الشابي هو تراضع مع أجيال من الشعراء العرب،خلال معاناتهم طموح الأمة العربية في بلوغ الحياة الحرة المعطاءة، شعب عربي حر،وفي الأدب العربي إلى جانب الشعر هناك الرواية والقصة والخدوثة والومضة والأمثال والأقوال والحكم،هناك وحدة في التراضع،وفيه تنوع نجد الكلام عن انتصارات الأمة
العربية في تاريخها والاعتزاز بهذه البطولات القاسم المشترك لأجيال عربية مضت وأجيال حاضرة،كلها تتواضع الهموم والأماني والآمال،.
ترى هل التراضع ورضاع اللبن في عروبة جغرافيا الوطن العربي يظل حاضراً في الحياة العربية، ام ماتلاقيه هذه الجغرافيا من عدوانية صهيونية،يعصف به وتبلغ الصهيونية”إسرائيل الكبرى ” وهل لنا بالتيار القومي العربي ينطلق من قلب التحديات الصهيونية،معلنها ثورةً عربية؟
*أخذنا اللبن أنموذجا لرضاع عربي يقيم الدنيا ولايقعدها حتى الطفر بمعركة المصير العربي،وذلك لم للبن من معاني في المخيال الشعبي العربي بوصفه لحمة قومية بين الأجيال العربية.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب