
بسم الله الرحمن الرحيم
تجمع طلبة الرافدين في المهجر
بيان استنكار
بقلوبٍ يعتصرُها الغضب والأسى نَستنكر بشدّة الجريمة التي طالت الطبيبة الدكتورة بان زياد طارق في مدينة البصرة، والتي جرى الإعلان عنها رسمياً بصفة “انتحار”، فيما كشفت التسريبات المُصوّرة عن تناقضات فاضحة مع الرواية الرسمية، لتَتحوّل القضية إلى فضيحةٍ قضائية وأخلاقية تتجاوز حدود العراق، وتضع مُؤسّساته تحت المسؤلية أمام المجتمع الدولي.
لقد تابعنا بقلق محاولات التلاعب بمسار القضية، من خلال إغلاق القضاء للملف رغم الأدلة المرئية والتسريبات التي أثارت الشكوك، فضلاً عن التصريحات المُرتبكة لبعض المسؤولين – ومنها ما وردَ على لسانِ النائب مصطفى سند – والتي لم تُجبْ على التساؤلات، بل عمّقَتْ الشُبهات. إن هذا النَهج يُظهِر حجم التَدخُّل السياسي في عملِ القضاء، ويؤكّد أن العدالة في العراق ما زالت تُصادَر لصالح نُفوذ قوى مُتنفِّذة.
إن قضية الدكتورة بان ليست حَدثاً فردياً معزولاً ، بل حَلقةً جديدةً في سلسلة من الجرائمِ التي طالت عقول العراق وشبابه وصوته الحُر: من اغتيالٍ الباحث هشام الهاشمي، إلى قتل ناشطين، مُروراً باغتيال الصحفيين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي في البصرة. جميعها جرائم قتل وقد أُقفِلت مَلفّاتها بغطاءٍ رسمي ، دون محاسبة حقيقيّة ، ممّا رسّخ قناعة الشعب بانعدام استقلالية وشفافية القضاء.
إننّا في *تجمّع طلبة الرافدين في المهجر* نؤكّد أن هذه الجريمة تُمثِّل:
أزمة شفافية: إذ تُترك الساحة للشائعات بدلاً من كشف الحقائق.
وأزمة قضاء: بعد أن صار رهينة التوازنات السياسية والميليشياوية.
وأزمة مجتمع : حيث يعيش المواطن بين الخوف وفقدان الثقة بالسلطة وسقوط هيبة الدولة لعجزها حماية المواطن.
وبناءً عليه ، نُطالب بـ تحقيقٍ دولي مُستقِل وشفاف في جريمة اغتيال الدكتورة بان زياد، بعيداً عن أي نُفوذ أو تَدخُّل داخلي، وبضمانات مُنظّمات حقوقية دولية .
إن العدالة هنا ليست مَطلباً فرديّاً ، بل شَرطاً للقيمة الانسانية وحماية ما تبقى من العقول والكفاءات العراقية.
الرحمةُ والخلود للشهيدة بان زياد طارق ، والخزيُ والقصاص العادل للقتلةِ ومن تَستَّر عليهم.
تجمع طلبة الرافدين في المهجر
21/آب/2025