ثقافة وفنون

قصة قصيرة : زوار الليل !

قصة قصيرة : زوار الليل !
بقلم : رحال امانوز .
كان الطريق مقفرا . وحركة السير شبه منعدمة . في إحدى ليالي الصيف الحارة . وبينما كان راجعا من عمله بالمدينة . إلى بيته بالضاحية الهادءة  .  تراءى له  فجأة أمامه . ضوء ابيض يلمع بشدة . ويقف أمامه وسط الطريق . على الأسفلت الاسود . توقفت سيارته تلقائيا .  نزل شخصان من المركبة . لاحظ قصر قامتهما وكبر راسيهما . كانا يتحركان كانسان آلي . وقفا بجانبه محدقين فيه باعينهما الواسعة . بإشارة سريعة من يديهما . وجد نفسه ممددا داخل الطبق الطاءر . احاطا به من كل جانب .  وكانهما يقومان بدراسته . المركبة كانت عبارة عن قاعة مجهزة بمعدات كثيرة وغريبة . تارة يضغطون على زر من الأزرار  . وتارة أخرى يتفحصون شاشات امامهما .  بقي على حاله ممدا . مستسلما لمصيره المجهول . كمريض في غرفة العمليات . ينتظر إجراء عملية جراحية . تحركت حدقتاه داخل رأسه . حاول الصراخ وطلب النجدة . انحبست الكلمات في فمه . وشلت يداه ورجلاه عن الحركة .  وكأنه خارج الزمان والمكان . او معلق في اخدود على حافة جرف سحيق .   تجمد الدم في عروقه . اصيب بالهول والذهول لما رأى . دخل في غيبوبة لم يستفق منها . لم يشعر بمرور الوقت .  وفجأة وجد نفسه داخل سيارته . ادار مفتاح محرك السيارة . وانطلق مسرعا في الطريق الخالية . وسط ظلام الليل البهيم .   لم يصادف أحدا على الطريق . نظر إلى ساعته اليدوية . تخيل نفسه قد مرت عليه ساعات كثيرة . او بالأحرى دقائق عديدة . عجبا الوقت هو هو لم يتغير . من المعتاد ان يصل إلى بيته كل ليلة .  بعد حوالي ثلاثين دقيقة . وبالفعل وصل إلى المنزل في وقته المعتاد . لم يتأخر ولو ثانية واحدة . اذا ما عاشه ليس سوى . تهيؤات من صميم الخيال . عاد بسيارته إلى البيت . استلقى في فراشه دون أن يتناول عشاءه . لقد بات ليلته تتقاذفه الهواجس . هل ما عاشه واقع ام خيال ؟ حاول أن يجد أثرا للحادث . في جسده او ثيابه او حتى سيارته . لزم بيته ولم يستطع الذهاب لعمله .  اخبر أحد المسؤولين بما وقع له . احتجزه بعض المسؤولين . قرروا اجراء ابحاث عليه . للتأكد من قدراته العقلية . وعزلوه عدة ايام مخافة ان يكون حاملا لفيروسات معدية . قادمة من الفضاء .  لم يجدوا فيه مايريب . ولم يكن هناك دليل علمي . على صحة ما يقول . انتشر الخبر كالنار في الهشيم . أصبح بيته قبلة الفضوليين والإعلاميين والعلماء . أصبح حديث العام والخاص .الجميع كانوا بين مصدق ومكذب للحدث … رنين هاتفه لايتوقف طيلة اليوم . الكل يبحث عن حقيقة وجود كائنات فضائية . أصيب بالضجر الشديد . ولم يعد قادرا على . الإجابة عن أسئلة . طرحت عليه مرات عديدة . مل من الحكي والوصف . لحادثة أعاد وصفها آلاف المرات . وعندما يطلب منه دليل ملموس . على ما يقول يفقد أعصابه . ويلوذ بالصمت العميق . ويندب حظه التعس الذي رماه . بين يدي كائنات غريبة . غيرت مجرى حياته . وجعلت منه شخصا غريبا . بعدما كان يعيش حياته العادية .
الدار البيضاء/ المغرب/ 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب