
هل ستعود الخرطوم عاصمة للثقافة والحضارة
علي الدوش
لا شك في أن اي عمل يقوم به الإنسان له من المضاعفات ما هو إيجابي وما هو سلبي سيما حينما يكون العمل عملا جمعي لدوران محور العمل على توافق ضمن أطر وأسس برنامج الحد الأدني
كانت ثورة ديسمبر المجيدة ومعطياتها التي أفرزتها في الساحة كعمل جمعي أعد له بتوافق تام ضمن إطار برنامج الحد الإدني الذي إلتزمت به القوى المكونة لأعلان قوي الحرية والتغيير سار هذا العمل تحت قبضة النظام الشمولي في حينه “الٱنقاذ” محدثا الكثير من التراكمات التي فجرت ثورة ديسمبر العملاقة حينما إكتملت ظروفها الذاتية والموضوعية بمعطيات حسبت لها وعليها إستطاع من خلالها الشعب إزاحة الكابوس الذي جسم على صدره لثلاث عقود من الزمن الغابر تنسم الشعب من خلال هذه الإزاحة عبير الحرية وشرع في إرساء دعائم السلام والعدالة اللذان لم يكتملا بفعل الاعيب المطبخ الدولي في إحتواء الثورة وصرفها عن غاياتها التي من أجلها إنطلقت ونجح في تعطل إقامة مبدائي العدالة والسلام مستغلا إمتدادات رموز اللجنة الأمنية داخل أروقة هياكل النظام العدلي والتنفيذي
ومما يحسب على مسارات الثورة عقد إتفاقية حوبا “المنقوصة” التي جلبت المظاهر العسكرية متمثلة في تواجد الحركات المتمردة في ساحات وميادين العاصمة بكامل عدتها وعتادها العسكري بشكل لم نشهده في عواصم البلدان الأخرى مما أتاح فرص الإستبداد الممنهج على خلفية التفلتات الأمنية التي طفت بشكل غير مألوف في الساحة السودانية مما أنتج السلب المسلح بالزي النظامي المدعوم بالتهديد بفوهات السلاح
والذي عانى منة كثيرا الشعب طيب الاعراف فغابت قيم المروءة ونجدة المظلوم من شعب كان يتدفق مروءة وشيم كرامة يحملها في جيناته الموروثة وظل متصفا بها بين الأمم
والآن ومع بدايات ظهور ملامح إعلان المبادئ العامة بجدة لتعزيز مبادئ الهدنة بين طرفي النزاع والتي من ضمنها إبعاد مظاهر العسكر من شوارع العاصمة
هل ستعود الخرطوم عاصمة للثقافة والحضارة كما كانت عهدها الأول قبل تنفيذ بنود الاتفاقية “المنقوصة”
وهل ستعود الخرطوم عاصمة حالمة بوداعتها وهل ستدور فيها عجلة الإنتاج ليأتي إليها الطير ومن أطراف تقيها يشبع سيما الخرطوم هي عاصمة سلة غذاء العالم وهل ستتغني فيها حنان النيل برائعتها
“الخرطوم بدونك”
اللهم ثبت ركائز السلام وادم علينا نعمة الأمن والأمان لننطلق في وضع بدل كل طلقة عصفورة ونبني بدل كل سجن مستشفي
صحيفة الهدف