شيرين عبد الوهاب تعلن عودتها بـ«غالية علينا يا بلادنا» ورسالة لجمهورها

شيرين عبد الوهاب تعلن عودتها بـ«غالية علينا يا بلادنا» ورسالة لجمهورها
فايزة هنداوي
القاهرة – أعلنت المطربة شيرين عبد الوهاب عن عودتها إلى جمهورها بعد فترة من الغياب أثارت الكثير من الجدل، مؤكدة أنها تستعد لإطلاق نسخة جديدة من أغنيتها الوطنية الشهيرة «غالية علينا يا بلادنا»، التي كتب كلماتها الشاعر تامر حسين ولحنها عمرو مصطفى.
وجاء إعلانها مصحوبًا برسالة مباشرة إلى جمهورها، قالت فيها: «راجعة ليكم، ومستعدة تعيشوا معايا مرحلة جديدة كلها حب وصدق، وما فيش أغلى منكم ومن بلدي الغالية».
هذه الكلمات المقتضبة حملت الكثير من المعاني، إذ أرادت أن تطمئن محبيها إلى أنها عادت أكثر قربًا منهم، وأن التجربة التي مرت بها لم تُبعدها عنهم، بل زادتها إصرارًا على أن تعود بروح متجددة.
رسالتها لم تخلُ من الاعتراف الضمني بالدعم الكبير الذي تلقته من جمهورها في أصعب مراحلها، وهو ما وصفته في تصريحاتها السابقة بأنه كان «السند الحقيقي» لها في مواجهة ما واجهته من أزمات.
لم تبتعد في السنوات الأخيرة عن الساحة بمحض إرادتها فقط، بل مرت بمحطات معقدة، منها مشاكلها الصحية والنفسية التي اضطرتها لدخول مصحات علاجية أكثر من مرة، إضافة إلى خلافات شخصية وعاطفية حظيت بمتابعة إعلامية واسعة.
كما واجهت تحديات مهنية متعلقة بعلاقتها مع شركات الإنتاج، وتوقف بعض مشروعاتها الفنية. هذه الظروف مجتمعة جعلت مسيرتها تبدو وكأنها في حالة انقطاع، رغم أن رصيدها من النجاحات كان كافيًا لأن يبقيها حاضرة في الذاكرة. اختيارها لإعادة تقديم «غالية علينا يا بلادنا» في هذا التوقيت يحمل دلالة خاصة. فالأغنية، التي صدرت لأول مرة قبل سنوات، ارتبطت في وجدان المصريين بمشاعر الانتماء والفخر الوطني، وجمعت بين كلمات شاعر معاصر هو تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى المعروف بقدرته على تقديم موسيقى حماسية قريبة من الناس. اليوم، تعود لتضع صوتها من جديد على هذه الأغنية، في محاولة لإعادة بث روحها بين الأجيال الجديدة، مع إضافة لمسات موسيقية حديثة تتناسب مع التطور التقني الذي يشهده سوق الغناء.
تاريخها مع الأغاني الوطنية يزيد من أهمية هذه العودة. فقدمت من قبل «بحبك يا مصر»، التي ارتبطت بلحظات سياسية واجتماعية مفصلية، كما قدمت «ماشربتش من نيلها» التي أصبحت من أكثر الأغاني التي عبّرت عن هوية مصر، حتى أنها كانت وما زالت تُستخدم في الحملات الترويجية للسياحة المصرية.
النقاد يرون أن عودتها بهذه الطريقة خطوة ذكية، لأنها لم تختر أغنية جديدة غير مجربة، بل اختارت عملًا يملك رصيدًا في ذاكرة الجمهور، لتضمن من خلاله تواصلًا مباشرًا وسريعًا.
في الوقت ذاته، فإن إعادة إنتاج الأغنية يضعها أمام تحدي إثبات قدرتها على تقديم الجديد داخل المألوف، أي أن تُعيد الحياة لعمل قديم بروح مختلفة. الجمهور من جانبه استقبل إعلان شيرين بترحيب واسع، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل داعمة لها، حيث أكد الكثيرون أن صوتها كان حاضرًا في تفاصيل حياتهم وأنهم ينتظرون عودتها منذ سنوات. بعضهم اعتبر أن مجرد إعلانها العودة رسالة أمل، خاصة وأنها لطالما ارتبطت لديهم بصدق المشاعر وبصوت قادر على التعبير عن لحظات الفرح والحزن معًا.
«القدس العربي» :