الصحافه

روبيو في القدس.. رسالة مدوية للعالم العربي: ماذا يحاك للضفة الغربية؟

روبيو في القدس.. رسالة مدوية للعالم العربي: ماذا يحاك للضفة الغربية؟

لم يمر أسبوع على هجوم إسرائيل للدوحة الذي لا تعرف نتائجه بعد، حتى هبط وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس لزيارة إسرائيل، تحمل رسالة مدوية إلى العالم العربي، وبخاصة تجاه مخربي حماس ومؤيديهم.
يصعب أن نتخيل زيارة كهذه لبلينكن في عهد الإدارة السابقة. كل زيارة لسلف روبيو إلى إسرائيل سببت حالة توتر لقادة إسرائيل. ظلت الابتسامات أمام الكاميرات، لكن طرحت قوائم من المطالب لم تنسجم بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية في الحرب في غزة. لا حاجة للإشارة إلى الأمر المفهوم من تلقاء نفسه، إذا ما تمت مقارنة بين اليهودي إياه والمسيحي الكاثوليكي المتزمت الذي التقطت صوره أمس في “المبكى” [حائط البراق].
في موضوع التوقيت، بعد بضعة أيام من خروج الولايات المتحدة عن طورها كي تتنكر للهجوم الإسرائيلي في الدوحة للحفاظ على العلاقات المزدوجة (مع إسرائيل وقطر)، لم تلغَ زيارة روبيو التي كان مخططاً لها وخرجت إلى حيز التنفيذ. في الزيارة ما يشهد، ربما أكثر من كل مقابلة صحافية سواء لترامب أم لروبيو نفسه، على قوة العلاقات بين الدولتين.
قبل لحظة من إقلاعه، أوضح روبيو أنه حصل ما حصل في قطر، والأمر لن يؤثر على العلاقات بين الدولتين. لكن لا يوجد ما هو أفضل مما تراه العيون – مع قبعات صغيرة سوداء، كتفاً بكتف، في صلاة مشتركة في المبكى مع رئيس الوزراء، على أمل متبادل لعله لم يكتب في بطاقة وضعت في جدار المبكى، لكنه سمع إلى مسافات بعيدة: في أن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل ما دامت تحتاجه.
التقدير الذي يطلقه مقربون من الإدارة في الغرف المغلقة هو أن مفعول الائتمان السخي الذي أعطاه ترامب للحرب في غزة وسيتعين على إسرائيل أن تكيف نفسها حتى نهاية السنة المدنية، سينتهي. ليس مؤكداً أن يتوافق الجدول الزمني هذا مع الاحتياجات العملياتية في الميدان. ويجري الآن بين الحكومتين خطاب إيجابي وليس إنزال أياد على نمط حظر السلاح من جانب إدارة بايدن.
صحيح أن هذا لا يضمن ما سيحصل في المستقبل، كون ترامب يطلب توافقات في الجداول الزمنية نحو قطار السلام الإقليمي، لكن لإسرائيل في هذه اللحظة شبكة دعم أمريكية. عشية الدخول إلى مدينة غزة، ليس هذا ائتماناً يمكن التقليل من قيمته.
ستكون ذروة زيارة روبيو هذا المساء لمدينة داوود في القدس. ثمة من يقول إن الزيارة السياسية كلها واللقاءات مع رئيس الوزراء والوزراء، حيكت حول هذا الهدف. أناس إدارة ترامب الذين يزورون الضفة وشرقي القدس دون إعلانات كبيرة وكأن الحديث يدور عن موضوع اعتيادي، يطبعون الدولة اليهودية في المناطق خلف الخط الأخضر أيضاً.
عندما هبط في إسرائيل بعد الهجوم على كبار المخربين في الدوحة “مزدوجة الأخلاق”، يقول روبيو بالضبط هذا دون كثير من الكلمات: من حقهم أن يعيشوا في المجال، والدفاع عن مواطني إسرائيل بصفتهم هذه. هذه شرعية يجب إيجاد تعبير لها في أقرب وقت ممكن، في عودة المخطوفين، وفي النصر في جبهة غزة.
شيريت أفيتان كوهن
إسرائيل اليوم 15/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب