مخاوف من بناء “ميتا” لأحد أكبر مراكز البيانات في العالم

مخاوف من بناء “ميتا” لأحد أكبر مراكز البيانات في العالم
بينما تؤكد “ميتا” أن مشروعها سيجعل من ريتشلاند وجهة محورية لعصر الذكاء الاصطناعي، يحذر خبراء الطاقة من أن غياب الشفافية والرقابة قد يترك المجتمع المحلي يواجه أعباء مالية وبيئية ضخمة لعقود مقبلة…
تعمل شركة “ميتا” على تشييد مركز بيانات عملاق في مقاطعة ريتشلاند الريفية بولاية لويزيانا الأميركية، بتكلفة تصل إلى 10 مليارات دولار، على مساحة تعادل 70 ملعب كرة قدم.
المشروع، الذي سيستهلك طاقة يومية أكبر من استهلاك مدينة نيو أورلينز في ذروة الصيف، يثير جدلًا واسعًا حول الكلفة الحقيقية التي سيتحملها السكان مقابل عوائد اقتصادية منتظرة.
كهرباء بمليارات الدولارات
بموجب اتفاق خاص مع شركة “Entergy” للطاقة، تقرر بناء ثلاث محطات غازية لتوفير 2262 ميغاواط، أي ما يعادل خمس الطاقة التي تولدها الشركة في لويزيانا حاليًا.
ورغم موافقة لجنة الخدمات العامة في آب/ أغسطس الماضي على المشروع بعد تعهدات بحماية المستهلكين من ارتفاع الفواتير، إلا أنّ بنود الاتفاق بقيت سرية، وهو ما أثار انتقادات المدافعين عن حقوق المستهلكين الذين طالبوا ميتا بالكشف عن التفاصيل وتحمل التكلفة كاملة.
المفوض دافانت لويس، العضو الوحيد الذي صوّت ضد الخطة، قال: “ما زلنا لا نعرف حجم استهلاك الكهرباء بدقة، ولا إن كانت المحطات الغازية الخيار الأمثل أو أنها ستوفر الوظائف الموعودة”.
إلى جانب ذلك، منحت لويزيانا إعفاءً ضريبيًا لميتا على المبيعات، قد يكلف الخزينة عشرات ملايين الدولارات سنويًا. بينما ستغطي الشركة نصف تكلفة بناء المحطات على 15 عامًا، دون تكاليف التشغيل والصيانة، وفق تحذيرات من احتمال انسحابها مستقبلًا وترك الأعباء على دافعي الضرائب.
جدل محلي وتأثير اجتماعي
رغم إعلان “ميتا” عن استثمارات مرافقة، منها 1,500 ميغاواط من الطاقة المتجددة و200 مليون دولار للبنى التحتية المحلية، إلا أن سكان ريتشلاند يعيشون انقسامًا حادًا. بعضهم يرى في المشروع فرصة لإنعاش الاقتصاد المحلي ورفع تمويل المدارس والرعاية الصحية، بينما يخشى آخرون من ارتفاع أسعار العقارات وأزمات السكن.
وقال عمدة بلدة دلهي الصغيرة، جيسي واشنطن: “نحن نأمل أن يستفيد أهل البلدة من هذا المشروع، لكن حتى الآن تسبب في إزعاجات، من ازدحام المرور إلى طرد عائلات منخفضة الدخل من مساكنها لإفساح المجال أمام العمال”.
رقابة ضعيفة مقارنة بالولايات الأخرى
في حين اتخذت ولايات مثل بنسلفانيا ونيوجيرسي وأوريغون خطوات لحماية المستهلكين من تكاليف مراكز البيانات، وحظرت تكساس مؤخرًا عبر قانون “مفتاح الإيقاف” تشغيل المراكز بكامل طاقتها في أوقات الطوارئ، لا تزال لويزيانا متهمة بالتساهل مع الشركات الكبرى ومنحها امتيازات واسعة.
وبينما تؤكد “ميتا” أن مشروعها سيجعل من ريتشلاند وجهة محورية لعصر الذكاء الاصطناعي، يحذر خبراء الطاقة من أن غياب الشفافية والرقابة قد يترك المجتمع المحلي يواجه أعباء مالية وبيئية ضخمة لعقود مقبلة.