مقالات
حتى لا نحمل مارك سافايا اكثر مما يحتمل بقلم الدكتور وَائِلْ اَلْقَيْسِي
بقلم الدكتور وَائِلْ اَلْقَيْسِي

حتى لا نحمل مارك سافايا اكثر مما يحتمل
بقلم الدكتور وَائِلْ اَلْقَيْسِي
لازال ترامب إلى هذه الساعة لم يقدم شيئا ايجابيا ملموسا للعراق بل هي مجرد وعود واحيانا إشارات تحتمل ألف تأويل ، وان مبعوثه السيد مارك صافايا ليس له علاقة بالعراق، بل ان علاقته بالعراق شبيهة بعلاقة اوباما مع كينيا التي ينحدر منها والده… السيد مارك صافايا رجل أميركي الولادة والمنشأ والتعليم والثقافة والزوجة والعقيدة فهو يؤمن بأميركا وهذا حقه، وهو رجل أعمال ناجح في بلده، ولا يعنينا ان كان رائدا في *الماريجوانا او غيرها ، خصوصا وان اغلب أصحاب المال في العالم يمارسون كل اشكال والوان الأعمال التي تحقق لهم مزيدا من الثروات . ان السيد صافايا (40 عاما) عراقي الأصل ، من المكون المسيحي الكلداني هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة في اوائل التسعينيات من القرن الماضي ، وهو الآن رجل أعمال ناجح ، يمتهن عملا صعبا هو زراعة القنب (الماريجوانا) دون تربة ، لكن رصيده السياسي لا يتجاوز عمله في حملة ترامب. هو في ذلك يشبه ستيف ويتكوف وتوماس باراك، وكلاهما يحدثان أثرا عميقا في أوضاع الشرق الأوسط رغم عدم وجود خلفية سياسية عميقة لهما. قد يكون لأصله العراقي أثر ما في جهوده المتوقع قيامه بها ، لكن في النهاية هو ترامبي متعصب وعليه علامات استفهام تبقى تحت أنظار المهتمين به ، ومن المتوقع أن تكون علاقته بالعراق غير مختلفة كثيرا عن علاقة توماس باراك بلبنان الذي يعود إليه أصله. نتمنى عدم حشر الموضوع في زاوية ضيقة فهو أميركي حتى لو كانت اصول عائلته عراقية. نحن نناقش الموضوع من جنبة سياسية وليست دينية او عرقية فهو رجل أعمال على شاكلة دونالد ترامب ومعيار اهتمام اي رجل اعمال هو الربح والخسارة. السؤال المهم جدا هو : ماذا سيقدم للعراق وماذا سيأخذ من العراق؟!!. من المؤكد انه سيلتقي بالكثير من المتنفذين في العراق ومنهم السيد (ساكو) وهذا امر بديهي، تحقيقا لمصالح اميركا اولا وترامب ثانيا. وكل الاميركان الذين سبقوه ابتداءا من جي گارنر مرورا بالاميركي (المسلم) زلماي خليل زاده وبول بريمر وكل الذين جاءوا بعدهم لم يقدموا شيئا للعراق بل كان خراب العراق على ايديهم. أن السيد مارك صافايا مجرد ممثل لاميركا في العراق اختاره ترامب ليقوم بواجباته كأميركي وليس كعراقي. لا خير فينا كعراقيين اذا لم نفزع وننتخي لبلدنا كما انتخى السيد مارك لبلده اميركا ولرئيسه ترامب. اليس اياد علاوي بريطاني؟!! اليس ابراهيم الجعفري بريطاني؟!! اليس حيدر العبادي بريطاني؟!! اليس عادل عبدالمهدي فرنسي؟!! اليس احمد الجلبي اميركي؟!! وغيرهم الكثير، وكلهم من أصول عراقية، ماذا قدمو للعراق؟!! اليس محمد شياع السوداني عراقي ؟!! ماذا قدم للعراق؟!! نحن نريد مصلحة العراق والأمة العربية بغض النظر عن الدين والعرق والطائفة. نريد العدل والعدالة ان تتحقق في وطننا وهي لن تأتي من الخارج مطلقا، لأن اهل الخارج مخلصون لبلدانهم ومصالحهم، اما نحن بالنسبة لهم مجرد مشروع استثماري . إذا كان ترامب جادا في ثنائية (مصالح بلده وتحقيق وعوده) عليه مساعدتنا لإنقاذ وخلاص العراق من عبث إيران وكل العابثين معها فيه .