تحقيقات وتقاريررئيسي

قصة الجهود الجبارة التي بذلها ناشطو أفاز وأعضاء مجتمعنا حول العالم

يروي هذا التقرير قصة الجهود الجبارة التي بذلها ناشطو أفاز وأعضاء مجتمعنا حول العالم للمساهمة في الضغط باتجاه وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن تضافرت جهودنا مع الحراك الشعبي الذي اجتاح العالم.

قد تُشيد وسائل الإعلام بالرئيس ترامب وحده على وقف إطلاق النار الهشّ، لكنّ الحقيقة هي أنّ المواطنين العاديين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والأطباء داخل غزة وخارجها، هم من ناضلوا ليلاً ونهاراً لتحقيق هذا الإنجاز.

لا أكتب هذه الكلمات لمواساة أنفسنا، بل لأن العدوان والاحتلال الإسرائيلي ما زال مستمراً، وإن كنا نطمح لأن يحيا الفلسطينيون بحرية وكرامة، فعلينا أن نواصل ما بدأنا به.

لذلك، نضيئ في هذه الرسالة على أبرز محطات العمل الجماعي الذي قام به أعضاء آفاز وما ساهموا في تحقيقه.

١. أولاً، نقلنا مأساة أطفال غزة إلى قلب أوروبا

كنا نعلم أن علينا أن نلامس قلوب السياسيين ونوصل رسالة واضحة: إنهم مجرد أطفال، ومع ذلك، يتعرضون للقصف والتجويع وإطلاق النار كل يوم.

لذا، ساهم أعضاء آفاز في رفع صور أطفال غزة على لوحات إعلانية ضخمة خارج مقر قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، صورٌ التقطها صحفيون شجعان من داخل غزة.

اصطفّ المئات من أعضاء آفاز ليضمنوا أن يرى رؤساء الوزراء والرؤساء صور أطفال غزة وهم في طريقهم إلى مقرّ عملهم!

كان الأمر مؤثراً للغاية، وندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو الذي حصد أكثر من مليون مشاهدة لتعرفوا كيف كان الوضع على أرض الواقع.

Watch the Reel on Instagram

٢. أبكينا قادة أوروبا ودفعناهم إلى التحرك.

خلال أكثر من عقدٍ من الزمن في آفاز، لم يحدث أن حضرنا اجتماعاً سياسياً حيث بكى كل شخصٍ قابلناه تقريباً.

هذا ما حدث عندما أحضرنا الأطباء الذين أنقذوا الأرواح في غزة لمشاركة ما شهدوه من أهوال مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسل.

هؤلاء الأطباء هم جرايم، آنا، جيمس، وثائر.

ما فعله هؤلاء الأطباء كان أكثر من مجرد إثارة المشاعر، وما قدموه كان أكثر من الأدلة المباشرة على انتهاكات إسرائيل، لقد أجبروا كل سياسي على التساؤل: “هل بذلتُ حقًا كل ما في وسعي لإنهاء المأساة وإنقاذ الأرواح؟”

أحد هؤلاء الأطباء هو الدكتور ثائر، يتحدث عما شهده في غزة بينما لا يزال العديد من زملائه داخل غزة يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين:

Watch the Reel on Instagram

٣. دفعنا إسبانيا وفرنسا على اتخاذ إجراءات عملية

بعد ضغوط متواصلة من منظمات المجتمع المدني الكبرى، وظهور صور أطفال غزة الجائعين في وسائل الإعلام العالمية، بدأت دول أوروبية رئيسية بتغيير مواقفها، ولكن كان على تلك الدول أن تمارس ضغوطاتٍ فعلية على إسرائيل وتنتقل من مجرد الإدانة إلى الفعل الملموس.

لذا سافر آنا وجرايم وجيمس إلى باريس ومدريد برفقتنا.

كان من المحزن سماع مدى تدهور الوضع الميداني منذ اجتماعاتهم الأولى في بروكسل، حيث ناشدوا من أجل مرضاهم. والآن يناشدون من أجل زملائهم الجائعين الذين يُغمى عليهم من الجوع في مستشفيات غزة المنهكة.

انتشرت قصصهم في كافة الصحف والتلفزيونات الرائدة في إسبانيا، وبعد أشهر من ضغوط المجتمع المدني، أعلنت إسبانيا عن حزمة عقوبات شاملة ضد الحكومة الإسرائيلية.

٤. انتقلنا إلى ألمانيا!

كنا نعلم أن العمل ضد إسرائيل في ألمانيا يتطلب جهداً أكبر منه في باقي البلدان، لذلك توجهنا إلى برلين مع غرايم وتانيا، وهي طبيبة أخرى عادت لتوها من غزة، ونقلنا معنا صوراً ضخمة لأطفال غزة، ووضعناها أمام البرلمان.

روى الطبيبان قصصاً مؤلمة لكبار المسؤولين الألمان، وتعهد من التقينا بهم ببذل قصارى جهدهم للمساعدة في وقف هذا الكابوس وإيصال مناشدتنا إلى أعلى مستويات الحكومة الألمانية.

لم نتوقف عند ذلك الحدّ، بل عملنا مع مخرجين وممثلين مؤثرين، وكتبنا رسالة مفتوحة إلى المستشار الألماني نطالبه فيها بوقف مبيعات الأسلحة وزيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب.

في غضون ٤٨ ساعة، وقّع أكثر من ٢٠٠ شخصٍ مشهور على الرسالة، من بينهم عددٌ من أبرز الممثلين والموسيقيين في ألمانيا، وانتشرت في كل مكان في وسائل الإعلام، وتلقينا رداً فورياً من رئيس المكتب الإعلامي للمستشار الألماني ليؤكدوا أنّ الرسالة وصلت.

وبعد أسبوعٍ واحدٍ فقط، أعلن المستشار حظراً جزئياً على توريد الأسلحة إلى إسرائيل بسبب حربها على غزة. ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً، لكنّ الشجاعة التي أظهرها الكثيرون على مدى شهور هي التي جعلتها ممكنة.

٥. من المستشارين إلى الرؤساء

انتقلنا من الاجتماع مع المستشارين في مكاتب صغيرة ببروكسل، إلى مرافقة الأطباء للقاء وزراء في المملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا.

هذه صورة لاجتماعنا مع وزير الخارجية الإيطالي، حيث استمع إلى الأطباء لما يقرب من ساعة ونصف.

انتقلنا بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث حصلنا على لقاءٍ نادر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استمع بتمعّن إلى قصص الدكتورة ندى، وتعهد ببذل قصارى جهده لإنهاء الحرب.

أكثر ما يثير الإعجاب فيما تحقّق هو أنّ التبرعات التي قدمتموها أنتم، أعضاء آفاز، هي التي موّلت كل تذكرة قطار وطائرة للأطباء – آنا، غرايم، تانيا، جيمس، ثائر، ندى، أمبرين، نيك، ديردري، عائشة، ونهرين، وكلّ لافتة تمّت طباعتها، وكلّ عملٍ قمنا به، وهو ما يثبت أنّ المساهمات التي تقدمونها، مهما كانت صغيرة، فإنها تحقق إنجازات كبيرة عندما تجتمع معاً.

وهذا دليل أيضاً على قوة الشعب، وعلى إصرار كلّ من لم يستسلم حتى عندما بدا أن التغيير مستحيل!

٦. وقفنا مع صحفيي غزة الشجعان

لم نتوقف عند هذا الحد، فعندما قُتل الصحفيون الفلسطينيون أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم زاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة في غارة جوية إسرائيلية، تعاونّا مع منظمة “مراسلون بلا حدود” لإطلاق حملة تضامنٍ عالميةٍ غير مسبوقة، احتجاجاً على مقتل أكثر من ٢٠٠ صحفي ومنع وسائل الإعلام من دخول غزة.

شاركت أكثر من ٢٧٠ وسيلة إعلامية من ٧٠ دولة في أول تعتيم إعلامي عالمي في التاريخ، حيث حجبت الصحف صفحاتها الأولى، وصمتت محطات البث، وأغلقت المواقع الإخبارية صفحاتها الرئيسية. ليصبح التعتيم بحد ذاته خبراً عالمياً، مع مئات التقارير الإعلامية، من نيويورك تايمز وواشنطن بوست إلى الغارديان وفرانس 24.

شكراً جزيلاً لكل من وقّع على حملاتنا، وشكراً لكلّ من تبرع، وحضر شخصياً وساهم بأيّ طريقةٍ كانت في تحقيق ما تحقّق، ولكل المجموعات والأفراد، داخل غزة وخارجها، الذين واصلوا النضال: أنتم أكبر دليل على أنّ التغيير ممكن، حتى عندما يقول الجميع أنه مستحيل.

يجب ألا ننسى أنّ معاناة غزة لا تزال مستمرة وتزداد سوءاً، وأنّ وقف إطلاق النار لا يعني أنّ الشعب الفلسطيني قد أصبح حراً، فالحرية ما تزال حلماً بعيد المنال.

لذا، هذه ليست سوى البداية، وعلينا زيادة الضغط لتحويل وقف إطلاق النار هذا إلى سلامٍ حقيقي وإنهاء احتلال الشعب الفلسطيني.

معاً لكي تنهض فلسطين حرة من رماد هذه الإبادة الجماعية.

إذا كنتم ترغبون في المساهمة أكثر، فإليكم بعض الأفكار:

١. أرسلوا هذه الرسالة الإلكترونية إلى صديقٍ يهتم بغزة، فقد يلهمه العمل الذي ساهمتم أنتم ونحن جميعاً في إنجازه.
٢. تابعونا على إنستغرام أو تيك توك، للاطلاع على تحديثات فورية حول عملنا.
٣. تبرعوا بمبلغ بسيط لمرة واحدة أو بشكل دوري إذا استطعتم ذلك لتمكيننا من القيام بالمزيد من العمل من أجل غزة والقضايا الملحة الأخرى جنباً إلى جنب مع المنظمات حول العالم والأشخاص الشجعان الذين يعملون على الأرض.

لكلّ الشعوب، لكم ولنا جميعاً،

كريستوف، ماري، جون، باتري، ناكس، نيل، فادي، سارة، لويس، نيك، نيلز، جوانا، جوليان، آندي، لور، بن، فرانشيسكو، جون، باربرا، ماريو، مورييل، بيرت وكامل فريق آفاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب