٤. انتقلنا إلى ألمانيا!

كنا نعلم أن العمل ضد إسرائيل في ألمانيا يتطلب جهداً أكبر منه في باقي البلدان، لذلك توجهنا إلى برلين مع غرايم وتانيا، وهي طبيبة أخرى عادت لتوها من غزة، ونقلنا معنا صوراً ضخمة لأطفال غزة، ووضعناها أمام البرلمان.
روى الطبيبان قصصاً مؤلمة لكبار المسؤولين الألمان، وتعهد من التقينا بهم ببذل قصارى جهدهم للمساعدة في وقف هذا الكابوس وإيصال مناشدتنا إلى أعلى مستويات الحكومة الألمانية.
لم نتوقف عند ذلك الحدّ، بل عملنا مع مخرجين وممثلين مؤثرين، وكتبنا رسالة مفتوحة إلى المستشار الألماني نطالبه فيها بوقف مبيعات الأسلحة وزيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب.

في غضون ٤٨ ساعة، وقّع أكثر من ٢٠٠ شخصٍ مشهور على الرسالة، من بينهم عددٌ من أبرز الممثلين والموسيقيين في ألمانيا، وانتشرت في كل مكان في وسائل الإعلام، وتلقينا رداً فورياً من رئيس المكتب الإعلامي للمستشار الألماني ليؤكدوا أنّ الرسالة وصلت.
وبعد أسبوعٍ واحدٍ فقط، أعلن المستشار حظراً جزئياً على توريد الأسلحة إلى إسرائيل بسبب حربها على غزة. ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً، لكنّ الشجاعة التي أظهرها الكثيرون على مدى شهور هي التي جعلتها ممكنة.
٥. من المستشارين إلى الرؤساء
انتقلنا من الاجتماع مع المستشارين في مكاتب صغيرة ببروكسل، إلى مرافقة الأطباء للقاء وزراء في المملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا.
هذه صورة لاجتماعنا مع وزير الخارجية الإيطالي، حيث استمع إلى الأطباء لما يقرب من ساعة ونصف.

انتقلنا بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث حصلنا على لقاءٍ نادر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استمع بتمعّن إلى قصص الدكتورة ندى، وتعهد ببذل قصارى جهده لإنهاء الحرب.
أكثر ما يثير الإعجاب فيما تحقّق هو أنّ التبرعات التي قدمتموها أنتم، أعضاء آفاز، هي التي موّلت كل تذكرة قطار وطائرة للأطباء – آنا، غرايم، تانيا، جيمس، ثائر، ندى، أمبرين، نيك، ديردري، عائشة، ونهرين، وكلّ لافتة تمّت طباعتها، وكلّ عملٍ قمنا به، وهو ما يثبت أنّ المساهمات التي تقدمونها، مهما كانت صغيرة، فإنها تحقق إنجازات كبيرة عندما تجتمع معاً.
وهذا دليل أيضاً على قوة الشعب، وعلى إصرار كلّ من لم يستسلم حتى عندما بدا أن التغيير مستحيل!

٦. وقفنا مع صحفيي غزة الشجعان
لم نتوقف عند هذا الحد، فعندما قُتل الصحفيون الفلسطينيون أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم زاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة في غارة جوية إسرائيلية، تعاونّا مع منظمة “مراسلون بلا حدود” لإطلاق حملة تضامنٍ عالميةٍ غير مسبوقة، احتجاجاً على مقتل أكثر من ٢٠٠ صحفي ومنع وسائل الإعلام من دخول غزة.
شاركت أكثر من ٢٧٠ وسيلة إعلامية من ٧٠ دولة في أول تعتيم إعلامي عالمي في التاريخ، حيث حجبت الصحف صفحاتها الأولى، وصمتت محطات البث، وأغلقت المواقع الإخبارية صفحاتها الرئيسية. ليصبح التعتيم بحد ذاته خبراً عالمياً، مع مئات التقارير الإعلامية، من نيويورك تايمز وواشنطن بوست إلى الغارديان وفرانس 24.
شكراً جزيلاً لكل من وقّع على حملاتنا، وشكراً لكلّ من تبرع، وحضر شخصياً وساهم بأيّ طريقةٍ كانت في تحقيق ما تحقّق، ولكل المجموعات والأفراد، داخل غزة وخارجها، الذين واصلوا النضال: أنتم أكبر دليل على أنّ التغيير ممكن، حتى عندما يقول الجميع أنه مستحيل.
يجب ألا ننسى أنّ معاناة غزة لا تزال مستمرة وتزداد سوءاً، وأنّ وقف إطلاق النار لا يعني أنّ الشعب الفلسطيني قد أصبح حراً، فالحرية ما تزال حلماً بعيد المنال.
لذا، هذه ليست سوى البداية، وعلينا زيادة الضغط لتحويل وقف إطلاق النار هذا إلى سلامٍ حقيقي وإنهاء احتلال الشعب الفلسطيني.
معاً لكي تنهض فلسطين حرة من رماد هذه الإبادة الجماعية.
إذا كنتم ترغبون في المساهمة أكثر، فإليكم بعض الأفكار:
١. أرسلوا هذه الرسالة الإلكترونية إلى صديقٍ يهتم بغزة، فقد يلهمه العمل الذي ساهمتم أنتم ونحن جميعاً في إنجازه.
٢. تابعونا على إنستغرام أو تيك توك، للاطلاع على تحديثات فورية حول عملنا.
٣. تبرعوا بمبلغ بسيط لمرة واحدة أو بشكل دوري إذا استطعتم ذلك لتمكيننا من القيام بالمزيد من العمل من أجل غزة والقضايا الملحة الأخرى جنباً إلى جنب مع المنظمات حول العالم والأشخاص الشجعان الذين يعملون على الأرض.
لكلّ الشعوب، لكم ولنا جميعاً،
كريستوف، ماري، جون، باتري، ناكس، نيل، فادي، سارة، لويس، نيك، نيلز، جوانا، جوليان، آندي، لور، بن، فرانشيسكو، جون، باربرا، ماريو، مورييل، بيرت وكامل فريق آفاز.