الصحافه

أوبزيرفر: هل ينقذ التحريض ضد السوريين زعيم المعارضة التركية في الجولة الثانية من الانتخابات؟

أوبزيرفر: هل ينقذ التحريض ضد السوريين زعيم المعارضة التركية في الجولة الثانية من الانتخابات؟

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا أعدته من إسطنبول روث مايكلصن ودينيز بارز نار، قالتا فيه إن المعارضة التركية أثارت خطاب الكراهية ضد المهاجرين السوريين على أمل الفوز بالرئاسة في الجولة الثانية التي تجرى اليوم.

وجاء في التقرير أن كلا الطرفين يحتاج إلى إثارة حماس المتطرفين القوميين، وجعلا من المهاجرين “كبش الفداء”. فعلى الرصيف المجاور لميناء كاديكوي، نُصبت شاشة كبيرة تظهر فيديو لزعيم المعارضةعلى شكل حلقة، وفي خلفيتها صوت المرشح كمال كليتشدار أوغلو، يهدر من مكبر صوت مع موسيقى روك ناعمة وخطاباته التي ألقاها في حملته الانتخابية، ووعد فيها بترحيل ملايين اللاجئين من تركيا.

وقال مخاطبا الرئيس رجب طيب أردوغان: “لقد جلبت 10 ملايين لاجئ، وعليه فإنني أعلن أنني سأعيدهم من حيث أتوا”.

ويقدم أنصار حملته الأعلام التركية والملصقات التي تحمل وعوده بهذا الشأن، ويافطات كتب عليها: “على اللاجئين الرحيل”.

وقالت تشيزل أونات، التي تصوت لحزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليتشدار أوغلو: “للأسف علينا عمل هذا.. أنا من ذلك النوع من الناس الذين يؤمنون أن على كل شخص يجب أن يعيش ببلده في الظروف المناسبة”. وفي الوقت الذي قدم فيه تحالف الشعب بزعامة أوغلو أنفسهم بالديمقراطيين لتحدي أردوغان، إلا أن حملتهم تغيرت قبل الجولة الثانية، وركزوا على الناخبين لجذب الأصوات.

وفي رد على تحالف كليتشدار أوغلو مع أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر، الداعي لطرد المهاجرين، قالت أونات: “أجد خطابه فظا، ليس فقط ضد المهاجرين ولكن ضد الأكراد، لكن ليس لدينا الرفاه في التنازل، وعلينا الوحدة”.

وحصل كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى على نسبة خيبت آمال الناخبين، وهي 44.5%، مقابل أردوغان الذي حصل على 49.5%، فيما حصل سنان أوغان زعيم تحالف الأجداد على نسبة 5%.

وشهدت الحملات الانتخابية أن أردوغان وأوغلو يحاولان كسب أصوات اليمين المتطرف، حيث تحالف الكثير من الناقمين على حكم أردوغان مع الجماعات المعادية للمهاجرين والمؤيدة لليمين المتطرف في السياسة التركية. وعندما بدأت الحملات الانتخابية، قال معظم الناخبين إن الأوضاع الاقتصادية هي الموضوع الذي يهمهم، لكن زيادة المشاعر القومية حولت المهاجرين إلى كبش فداء، بطريقة استخدم فيها الخطاب العنصري، ودخل الخطاب الرسمي للأحزاب الرئيسية وستظل هكذا حتى بعد نهاية الانتخابات.

وبدلا من تقديم بديل، حاول المرشحان الحصول على دعم اليمين القومي المتطرف، وكسب فوز واحد من زعيمي حزب النصر. وبعد أسبوع من الانتخابات أعلن أوغان عن دعمه لأردوغان، ثم أعلن أوزداغ بعد يومين أنه يدعم تحالف الشعب بزعامة أوغلو. وقال أوزداغ إنه دعم المعارضة لأنه يعتقد بمصداقية وعود المعارضة، وأن رئيسها سيبدأ بتفعيل سياساته من المهاجرين حالا.

وقال سليم كورو، من معهد دراسات السياسة الخارجية: “أن تضيف خطابا متشددا عن اللاجئين هو شيء، وأن تصافح يد أوزداغ هو شيء آخر، فقد غيّر هذا الكيمياء في التحالف المعارض لشيء لم يكن قبل ذلك”.

وفي الوقت الذي ركّز فيه حزب الشعب الجمهوري وتحالفه على الرسالة الاجتماعية الواحدة وحقوق الأقليات، وعلامة كليتشدار المميزة بوضع اليد على القلب، إلا أن كل هذا تغير في محاولة يائسة للحصول على أصوات اليمين المتطرف. وزاد حزب الشعب الجمهوري، الاشتراكي الديمقراطي من الناحية التاريخية، من تعهده بترحيل كل المهاجرين في غضون عام، وشدد من خطابه بنشر مواد للحملة الانتخابية التي استخدمت أرقاما غير صحيحة عن عدد اللاجئين السوريين والأفغان.

وأصدرت الحملة فيديو يظهر صورة منقسمة بين رجل يصرخ مطالبا بعودة اللاجئين الفورية لبلادهم، ورجل يلاحق امرأة في الليل.

وفي الفترة الأخيرة، قامت السلطات التركية بقمع حركة المهاجرين، ودفعت أردوغان للقول إن سوريا آمنة لعودتهم و حاول إصلاح العلاقات مع النظام السوري في دمشق.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش أن مئات السوريين وأطفالهم اعتقلوا بطريقة تعسفية وضربوا ونقلوا قسرا إلى الجانب الآخر من الحدود بتهديد السلاح. وتعرض السوريون  لهجمات عنصرية مرت بدون عقاب. لكن الخطاب الفظّ ضد المهاجرين السوريين، وجد آذانا صاغية بين الجناح الشبابي لحزب الشعب الجمهوري.

وفي بداية الأسبوع، نشر أحد قادة الحزب الشباب على تويتر فيديو “السوريون سيرحلون” ويظهر شخصا بقناع وهو يكتب الكلمات على جدار إلى جانب صورة كليتشدار أوغلو. وقالت ميليس (23 عاما): “لا أرى في هذاعنصرية”، وحاولت التأكيد على أن اللاجئين السوريين انتفعوا بطريقة غير متناسبة من حكم أردوغان، وهو شعار بات واضحا في كل تصريحات تحالف أوغلو.

وهي غير قلقة من تحالف أوغلو مع أوزداغ “فهو متناسب مع تعليقاته وسياساته السابقة”. وتساءلت قلة من المعارضة حول منفعة تحالف زعيم المعارضة مع اليمين المتطرف، فهو من الناحية التقليدية يحظى بدعم من الأكراد الذين يعارضهم اليمين المتطرف.

 “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب